سياسة

جماعات عنصرية إسرائيلية تستهدف الفلسطينيين داخل الـ 48

اعتداءات وسحل ومهاجمة بيوت وتدمير محال تابعة للفلسطينيين
E1NG0JpWUAEs_Hd

"أي عربي تراه - اطعنه." "احضروا سكاكين صغيرة ووجهوا الضربات للعنق." هذه واحدة من عدة رسائل تم مشاركتها من قبل جماعات إسرائيلية متطرفة ضد الفلسطينيين في أراضي الـ ٤٨ في الداخل الذين خرجوا في احتجاجات دعماً للقدس وغزة.

وأظهرت عشرات من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل هجمات واعتداءات التي وُصفت بأنها "عمليات قتل خارج نطاق القانون" تشنها جماعات يهودية عنصرية في المدن والبلدات التي تقطنها أقلية فلسطينية في إسرائيل تحت شعار "الموت للعرب."

إعلان

وبث التلفزيون الإسرائيلي لقطات من بث مباشر تظهر حشداً من الشبان اليهود يقومون بضرب رجل يعتقد أنه فلسطيني، ضرباً مبرحاً حتى فقد الوعي، في أحد شوارع بات يام بالقرب من تل أبيب. وقال مستشفى ايخيلوف في تل أبيب أن "حالة ضحية حادثة السحل خطيرة لكنها مستقرة." وتشير تقارير إلى أن عمليات الإعدام خارج نطاق القانون في بات يام تم الاتفاق عليها على إحدى مجموعات تلغرام، حيث كتب أحد أعضائها: "أحضروا سكاكين، وكونوا مستعدين. اقتلوهم واحدًا تلو الآخر." 

ونشرت منظمة Fake Reporter الإسرائيلية، لقطات من رسائل تبادلتها مجموعات عنصرية متطرفة لتنسيق الهجمات على الفلسطينيين. وعلى الرغم من أن الشرطة الإسرائيلية كانت مطلعة على هذه الرسائل وتوقيت الهجوم، لم يتم منع الاعتداءات أو القبض على أحد مسبقًا.

ويظهر مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لقوات الشرطة الإسرائيلية تبتعد عن رجل فلسطيني ملقى بلا حراك على أرضية مبنى سكني. ويظهر فيديو آخر، مجموعة من الإسرائيليين يحاولون اقتحام منزل فلسطيني في حيفا. وقال مستخدمون أن المستوطنين يقومون بتوسيم البنايات الفلسطينية باللون الأحمر تحضيرًا للإعتداء عليها.

إعلان

وفي مشاهد تكررت في عدة مدن، قامت عصابات من الشبان بتكسير سيارات واقتحام بيوت ومحلات تجارية تعود لفلسطينيين في حيفا ويافا واللد وعكا وطبريا وغيرها. كما نظمت الجماعات اليمينية المتطرفة مثل ليهافا ولا فاميليا هجمات في القدس المحتلة، ودعا بنزي غوبستين، رئيس ليهافا، منظمة يمينية متطرّفة، بنزي غوبستين، أنصاره إلى الذهاب إلى حي الشيخ جراح من أجل مساعدة السكان اليهود "في الدفاع عن أنفسهم ضد المهاجمين الفلسطينيين" على حد تعبيره.

وبحسب تقارير، فقد هاجمت عصابة "لا فاميليا" اليمينية المتطرفة والمؤيدة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو محالاً تجارية يملكها عرب في مدينة بات يام جنوب تل أبيب، واعتدت على أصحابها بالضرب.  كما تعرض مواطن عربي لاعتداء بالحجارة من قبل عنصريين يهود في مدينة طبريا. وهاجم عنصريون يهود الجامع العمري الكبير في مدينة اللد.

ودعت رسالة نُشرت على واتسآب من قبل مجموعة تُدعى Israel People Alive Haifa إلى مهاجمة الفلسطينيين في كل مكان، وتقول الرسالة: على "أي عربي تراه - تطعنه. أرجوكم تعالوا حاملين الأعلام والمضارب والسكاكين والبنادق والألواح الخشبية ورذاذ الفلفل وأي شيء من شأنه أن يؤذيهم. وسوف نستعيد شرف الشعب اليهودي."

إعلان

واعتقلت شرطة الاحتلال 374 شخصًا حتى الآن. في المقابل، تم إطلاق سراح المشتبه بهم الإسرائيليين الأربعة بكفالة والذين تم اعتقالهم بعد قتلهم الشاب الفلسطيني موسى حسونة في اللد بعد أن شجب سياسيون إسرائيليون بارزون اعتقالهم. وتم فرض حظر التجوّل على اللدّ.

ودعا النائب الفلسطيني في الكنيست سامي أبو شحادة، الأمم المتحدة لتوفير الحماية الدولية للمواطنين الفلسطينيين في الداخل "إثر الاعتداءات العنصريّة اليوميّة التي يتعرضون لها تحت رعاية ودعم من القيادة السياسية في إسرائيل، وسط حالة من التحريض الدائم والعنصري تجاه كل ما هو عربي وفلسطيني في البلاد."

ووصف الكاتب والصحفي مجد كيال ما يجري في الداخل وخاصة يافا واللد بأنه مرعب، وقال في تغريدة: "الأمن الإسرائيلي يوفر غطاء لهجمات المستوطنين، اطلاق الرصاص الحي على بيوت الناس وعلى تجمعات فلسطينية في المدن واطلاق نار على بيت عزاء الشهيد في اللد. الوضع مرعب فعلًا وينذر بمجزرة. لا تتركوا اللد وحيدة، لا تتركوا يافا وحدها."

ويشكل الفلسطينيون ما يقارب 20% من المجتمع الإسرائيلي، وتميز إسرائيل في تعاملها ما بينهم وبين اليهود، في غالبية الحقوق التي من المفترض أن تمنحها لهم، كما يتعرض العديد منهم لعمليات قتل، واعتقال. وظهرت هذه التفرقة بشكل صريح وعنصري بعد الموافقة على قانون القومية الذي ينص على أن إسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي" وأن حق تقرير المصير فيها "يخص الشعب اليهودي فقط."