أوكسفام: مجتمع الكوير أمام خطر كبير في لبنان

courtney-coles-IY5H034OsTs-unsplash

لم يتبقَ للمجتمعات الكويرية في لبنان سوى القليل من المساحات الآمنة، وهم من بين الاشدّ تضرراً من تبعات انفجار بيروت وجائحة فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية. هذا ما أشار له تقرير لمنظمة أوكسفام عن تأثير هذه الأزمات على مجتمع الكوير في لبنان.

وقد وجد التقرير أن 70% من المستطلعات/ين قد فقدوا وظائفهم خلال السنة الماضية، مقارنة مع نسبة بطالة وصلت إلى 40% بين القوى العاملة في البلاد. ما يقارب نصف المستطلعات/ين قالوا أن الاعتماد على دعم عائلاتهن/م والمساعدات الإنسانية كان الوسيلة الوحيدة لتأمين احتياجاتهن/م الأساسية.

Videos by VICE

وقد استطلعت اوكسفام 101 من الافراد الكوير، وعدد من منظمات المجتمع المدني الكويرية ومجموعات الدعم غير الرسمية، ومخطط مدني، وبعض أصحاب المؤسسات التجارية في المناطق المتضررة.

وقد اشتهرت المناطق الأكثر تضرراً من انفجار بيروت مثل أحياء مار مخايل والجميزة بسمعتها باعتبارها أكثر الأحياء الصديقة لمجتمع الكوير في بيروت. خسارة هذه المساحات نتيجة للانفجار أثر بشكل خاص على هذا المجتمع نظرًا لندرة المساحات الشاملة والآمنة الأخرى.

وقال نزار عواد، مستشار منظمة أوكسفام للجندر، أن لانفجار بيروت وجهود إعادة الإعمار اللاحقة قد تكون تداعيات هيكلية وثقافية مدمرة على مجتمع الكوير: “الانفجار كان هو الضربة القاضية لأفراد مجتمع الميم-عين في بيروت. لقد دمر كثير من المساحات الآمنة المتبقية في المدينة، وأي جهود إعادة إعمار محتملة ستهدف لزيادة الأرباح المادية، مما يجعل المنطقة أكثر تكلفة بكثير بحيث لا يستطيع سكانها الحاليون تحمل تكاليفها. سيصبح الوصول إلى مساحات سكنية آمنة أصعب مع ارتفاع الايجارات والدمار الذي لحق بالمساحات والأماكن العامة المرحبة بهم والتي كانت محدودة اصلاً.”

يواجه لبنان أخطر أزمة اقتصادية منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990. وقد انخفضت قيمة الليرة اللبنانية بأكثر من 85%،  مقابل الدولار الأمريكي، ويعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر .

وقد أدت الأزمة الاقتصادية والصحية إلى تفاقم الوضع الكارثي على اللبنانيين ككل، وبشكل خاص بالنسبة لمجتمع الميم-عين باعتبارها مجموعة تعاني باستمرار من التمييز المنهجي والافتقار إلى الحماية وعدم المساواة الاقتصادية. التمييز في فرص التعليم والعمل انعكس مباشرة على فرصهن/م لكسب العيش ويدفعهن/م للعمل في وظائف متدنية الدخل في القطاع غير الرسمي. كما يتعرض الأفراد الكوير في لبنان لتمييز ممنهج وتم حرمانهم من الوصول العادل إلى خدمات الصحة العامة والصحة النفسية لوقت طويل. وتواجه اللاجئات/ون الكوير تحديات أكبر، في ظل القوانين التي دخولهن/م سوق العمل النظامي وقدرتهن/م على التنقل.

ارتفاع نسب البطالة وفقدان الوظائف يعني عدم القدرة على دفع الايجار وصعوبة إيجاد أماكن سكن آمنة. وقد اضطر البعض للعودة للسكن مع ذويهم، في ظروف وصفها عديدون بأنها مسيئة وغير مرحبة بميلوهن/م وهوياتهن/م الجنسية والجندرية. ويقول أحد الذين تمت مقابلتهم في التقرير: “نحن لا نملك مساحات آمنة لوجودنا. تم خنقنا من جميع الجهات. لا يمكننا الخروج ولا العمل ولا الحصول على الدعم المناسب.”

يقول عوّاد إن التحديات التي يواجهها مجتمع الميم ( أو مجتمع الميم-عين إشارة أيضًا إلى العابرين والعابرات جنسيًا) ليست جديدة، ولكن خلال العام الماضي مع الأزمة الاقتصادية والصحية “زادت معدلات الاضطرابات النفسية لديهم، وزادت صعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية النفسية وللخدمات الرئيسية كالدواء والطعام، كما أنهم فقدوا قدرة وجودهم في الأماكن العامة وفقدوا المسكن.”

بناء على البيانات والشهادات التي جمعَتها، دعت المنظمة إلى ضرورة أن تغيّر الدولة سياساتها بحيث تضمن مصلحة المنتميين لمجتمع الميم وتوقف تجريم المثلية الجنسية.

أرقام من التقرير:

  • 75% من المستطلعات/ين قالوا أن صحتهم النفسية قد تأثرت سلباً وبشكل كبير نتيجة الأزمة.
  • 62% قالوا أنهن/م يتعرضن/ون لعنف أكبر في منازلهن/م الحالية.
  • 48% أبلغن/وا أنهن/م غير قادرات/ين على الوصول إلى الدعم.
  • 39% قلن/قالوا أنهن/م غير قادرات/ين على الوصول إلى مساحات آمنة.
  • 46% قلن/قالوا أنهن/م يواجهن/ون صعوبة كبيرة في الوصول إلى خدمات الصحة العامة.

    بعض المبادرات التي يمكن اللجوء إليها:
  • Queer Relief Fund
  • جمعية العناية الصحيّة (Sidc)
  • والمؤسسة العربية للحريات والمساواة (Afe)