اكتشاف إلهة الحب والحرب في غزة

GettyImages-1240243987

عثر مزارع على تمثال حجري في قطاع غزةّ لإلهة الجمال والحب والحرب لدى الكنعانيين. ويقول علماء آثار فلسطينيون إن رأس الإلهة الكنعانية “عنات” يعود إلى 4،500 عام، في أواخر العصر البرونزي.

 ويذكّر اكتشاف التمثال المصنوع من الحجر الكلسي بأنّ القطاع – وهو جزء من طريق تجاري مهم للحضارات القديمة المتعاقبة. وتُظهر المنحوتة التي يبلغ ارتفاعها 22 سم وجه الإلهة “عنات” وهي ترتدي تاج الأفعى التي ترمز للقوة والمنعة. ويبدو أن الإلهة “عنات” كانت على الأرجح مصدر إلهام لأثينا، إلهة الحرب اليونانية، والتي كثيرًا ما تُصوَّر أيضًا محاطة بالثعابين.

وعثر المزارع نضال أبو عيد على التمثال الأثري خلال الحفر في أرضه، في خان يونس جنوبي قطاع غزّة: “عثرنا عليه بالصدفة. كان مغطى بالوحل، وغسلناه بالماء”. وتحدث لبي بي سي قائلاً:”نحمد الله ونفخر به، لأنه بقي في أرضنا، في فلسطين منذ العصر الكنعاني.” 

Videos by VICE

ويعرض تمثال “عنات” – وهي من أشهر آلهة الكنعانيين – في قصر الباشا، البناء التاريخي الذي يستخدم كواحد من متاحف غزة القليلة. كان الكنعانيون شعبًا وثنيًا قديمًا عاشوا في فلسطين ولبنان والأجزاء الغربية من الأردن وسوريا قبل سبعة آلاف سنة بحسب بعض الدراسات.

وكان صياد قد اكتشف تمثالاً برونزيًا قديماً بحجم رجل للإله اليوناني أبولو عام 2013. وفي فبراير الماضي تم اكتشاف 25 قبراً تعود للعصر الروماني أثناء عمليات حفر في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع. وفي الشهر نفسه، تم افتتاح موقع كنيسة بيزنطية في جباليا شمال القطاع، تعود إلى القرن الخامس الميلادي.

وتعد مدينة غزة من مدن العالم القديمة وكانت ميناء طبيعي يربط طرق التجارة القديمة من مصر إلى بلاد الشام. اليوم، يعيش سكان القطاع البالغ عددهم ٢،٣ مليون نسمة، تحت حصار إسرائيلي بحري وجوي وبري مشدد منذ أكثر من 15 عاماً.

وقالت فيليسيتي كوبينج، كبيرة أمناء صندوق استكشاف فلسطين في لندن، الذي يمول البحث الأثري والتاريخي في فلسطين خلال مؤتمر صحفي: “إن هذه الاكتشافات الأثرية مهمة لبناء البنية التحتية في غزة كمكان له الحق في الحياة والحق في الوجود وللناس للاستمتاع بثقافتهم والاحتفال بها.”