أدى تزايد العنف في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى إجبار ٦.٩ مليون شخص على النزوح الداخلي، وهو رقم قياسي، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة (IOM) التابعة للأمم المتحدة.
وشددت المنظمة الدولية للهجرة على أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تواجه “واحدة من أكبر” أزمات النزوح الداخلي والأزمات الإنسانية في العالم، وأن التصعيد الأخير للصراع أدى إلى “نزوح المزيد من الناس في وقت أقل، وهو أمر نادًرا ما نشهده من قبل.”
Videos by VICE
ونشأ هذا الوضع بعد احتدام الصراع بين متمردي حركة M23، والتي تعني حركة ٣ مارس، والميليشيات الموالية لحكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية في مقاطعة شمال كيفو الشرقية منذ أوائل شهر أكتوبر، وخاصة شمال عاصمة المقاطعة، جوما.
أعربت المنظمة إن العديد من الأشخاص الذين فروا من منازلهم لكنهم ظلوا داخل حدود جمهورية الكونغو الديمقراطية كانوا في حاجة ماسة إلى المساعدة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وقالت في بيان: “تكثف المنظمة الدولية للهجرة جهودها لمعالجة الأزمة المعقدة والمستمرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث ارتفع عدد النازحين داخليا إلى ٦.٩ مليون شخص في جميع أنحاء البلاد، وهو أعلى رقم يتم تسجيله حتى الآن.”
وتضيف: “مع استمرار الصراع وتصاعد العنف، تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدة من أكبر أزمات النزوح الداخلي والأزمات الإنسانية في العالم.”
وفقًا لوكالة روتيرز، دعا ستة مرشحين رئاسيين في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بمن فيهم رئيس البلاد فيليكس تشيسكيدي، يوم الثلاثاء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع الاحتيال المحتمل في الانتخابات العامة المقبلة.
في بيان مشترك، وعد المرشحون بالعمل معًا لمنع أي تلاعب بالنتائج، وطالبوا بمجموعة من التدابير من اللجنة الانتخابية، بما في ذلك نشر القوائم الانتخابية ورسم خرائط لمراكز الاقتراع.
ويعيش أربعة من كل خمسة نازحين داخليًا في مقاطعات كيفو الشرقية وكيفو الشمالية وكيفو الجنوبية وإيتوري وتنجانيقا. وفي شمال كيفو وحدها، نزح ما يصل إلى مليون شخص بسبب الصراع المستمر مع جماعة M23 المتمردة.
وحركة M23، التي سيطرت على أجزاء كبيرة من الأراضي في الشرق منذ عام ٢٠٢١، هي واحدة من عدة ميليشيات تسيطر على جزء كبير من المنطقة على الرغم من وجود قوات حفظ السلام الدولية.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنه اعتبارًا من أكتوبر ٢٠٢٣، كان حوالي ٥.٦ مليون نازح داخليًا يعيشون في المقاطعات الشرقية كيفو الشمالية وكيفو الجنوبية وإيتوري وتنجانيقا. وأضافت المنظمة أنه “تم الإبلاغ عن النزاع كسبب رئيسي للنزوح.”
في شمال كيفو، نزح ما يصل إلى مليون شخص بسبب الصراع المستمر مع حركة M23.
وقالت المنظمة إن فرقها شاركت بنشاط في إدارة ٧٨ موقعًا للنزوح تستضيف أكثر من ٢٨٠ ألف شخص، وتزويد السكان بالإمدادات الأساسية والمياه والصرف الصحي والنظافة، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي.
وتهدف المنظمة إلى دعم ٥٠ ألف شخص إضافي في الأشهر الثلاثة المقبلة، لكن عملياتها في جمهورية الكونغو الديمقراطية لا تزال تعاني من نقص في التمويل بأكثر من ٥٠ بالمائة.
لم تتلقى المنظمة الدولية للهجرة سوى ٣٧% من المبلغ البالغ ١٠٠ مليون دولار الذي تحتاجه لعملياتها في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتدعو المنظمة إلى “زيادة الموارد لتلبية الاحتياجات الملحة للغاية للمجتمعات المتضررة من النزوح الداخلي المطول والمتكرر.”
تواجدت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام ١٩٩٩. وتعرف باسم بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو)، وهي واحدة من أكبر وأغلى بعثات حفظ السلام في العالم، بميزانية سنوية تبلغ حوالي مليار دولار.
ومع ذلك، لا تحظى هذه البعثة بشعبية كبيرة لأنه يُنظر إليها على أنها فشلت في وقف العنف السائد في البلاد.