التقطت هذه الصور خلال فترة الإغلاق أو حظر التجول الكامل الذي حصل في الإمارات بسبب فيروس كورونا خلال شهري مارس وأبريل، بالتسلسل الزمني، هذه قصة الجدار الذي يفصل منزلنا عن منزل جيراننا.
الجدران، نبنيها لتفصلنا، لتبقينا في مأمن من التطفل، لتحمي خصوصياتنا، وترسم خطاً واضحًا بين ما هو لنا وما هو للغير. ولكن هذه الجدران تحولت إلى شيء مختلف تمامًا خلال الإغلاق.
Videos by VICE
العالم تغير بسرعة خارج هذه الجدران، وبيوتنا لم تسلم من هذا التغيير الصادم. في فبراير، أغلقت المدارس أبوابها لعطلة ربيع مبكرة ولم تفتح ثانية، كلمات جديدة أضفناها لحياتنا اليومية “عامل غير أساسي” “تباعد اجتماعي” وأخيراً “إغلاق تام.” لم يعد لنا حرية الخروج من المنزل سوى لشراء الأغراض الأساسية، باستخدام تصريح خروج.
حوّلت انتباهي إلى كل تلك التفاصيل من حولي.
في ظل هذا الوضع، تغير معنى الجدران، أصبحت هي وسيلتنا لبناء صداقات جديدة، أصبحت جدراننا جزءً من حريتناً. يجلس زايد ابن جيراني بشكل غير متوازن أعلى الجدار، يدعو أطفالي للخروج للعب. على بعد مترين! وارتفاع مترين.


أصبح الجدار الذي يفصلنا الملعب الوحيد الذي يعرفه أطفالنا لأسابيع. ملعب كرة سلة. جدار تسلق. مكان يتبادلون فيه الألعاب والحلويات في العطلات والأعياد. سرعان ما أصبح الجدار المكان الذي يقضون فيه معظم وقتهم. وبقيت أنا أتابعهم بذهول.
لاحظنا أنا وزوجي صدفةً أننا بالرغم من الجدران التي تفصلنا عن جيراننا، نتشارك معهم سطح غير مفصول على الجانب الآخر من منزلنا. فرحنا نجتمع كل أسبوع، نفعل ما يفعله الأطفال كل يوم. نتسلق سلمًا إلى السطح لمشاهدة غروب الشمس والتحدث والضحك. على بعد مترين وارتفاع عشرة أمتار، كان جيراننا هم الأشخاص الوحيدون الذين التقينا بهم اجتماعيًا لمدة أسابيع.

منذ إعادة فتح دبي واستقرارنا في “الوضع الطبيعي الجديد” لا يزال الجدار جزءًا أساسيًا من حياتنا. الآن، عندما أكون بحاجة للإبتعاد عن العالم وصعوباته. أنا أشعر بالأمان بمجرد أن أتوارى خلف بواباته. ما زلنا لا نجازف كثيرًا في الخروج، ولكنني أجد الراحة في معرفة أن جدارنا لم يتوقف عن ترديد أصداء ضحكاتنا في جميع أنحاء حديقتي.






أنا مصورة فوتوغرافية مستقلة، ولدت في السويد وترعرعت بين باكستان وتركيا وأمريكا الشمالية قبل أن أنتقل إلى دبي في عام 1992 حيث بدأت تصوير وتغطية الشرق الأوسط. أعمل في تصوير محتويات متنوعة منها التحريرية والتجارية. يشمل عملائي وكالات إعلان وعلامات تجارية عالمية، وكبرى الشركات والدوائر الحكومية في الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، والأردن، والمملكة العربية السعودية، واليمن، وأفغانستان.
أحب عرض أعمال الشخصية والتحريرية للآخرين، وعندي اهتمام كبير لتوجيه ومساعدة المصورين الشباب. أنا سفيرة شركة Fujifilm وعضو في مجموعة Women Photography العالمية التي تتمثل مهمتها في تغيير التركيبة الجنسية لمجتمع التصوير الصحفي والتأكد من أن رواة القصص الرئيسيين الذين يمثلوننا متنوعون مثل المجتمعات التي يأملون تمثيلها. أحب التصوير وأنا شغوفة جدًا بهذه المهنة، من الأخلاقيات إلى طباعة الفنون الجميلة إلى التواصل مع الآخرين.
ترجمة: حسين فاروق.
More
From VICE
-
Simplehappyart/Getty Images -
Photo: RePebble -
Tatianazaets/Getty Images -
Denise Truscello/WireImage/Getty Images