مع انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم ووصول عدد المصابين لأكثر من مليون حالة، يبقى العزل المنزلي هو الخيار الأفضل والوحيد ربما للوقاية من هذا المرض. الجميع مضطر أن يدفع الثمن لحماية نفسه ومن يُحب، فهناك من اضطر لترك عمله أو تم فصله، وهناك من اضطر أن يعزل نفسه وحيداً في بيته، وهناك اللاجئين والسجناء الذين يعيشون ظروفاً مأساوية. ولكن في حين أنه من المفترض أن يكون البيت هو مكانك الآمن، بالنسبة للعديد من النساء اللواتي يعيشن مع شخص مُعنف سواء من الأهل أو الزوج، الحجر المنزلي هو أسوأ الخيارات.
خلال الأيام القليلة الماضية، أشارت العديد من التقارير لحدوث ارتفاع كبير في حالات العنف المنزلي منذ بدء إنتشار الفيروس، وهذا ينطبق على جميع أنحاء العالم، من فرنسا للولايات المتحدة. وقد أكدت مقررة الأمم المتحدة الخاصة، المعنية بالعنف ضد المرأة، دوبرافكا سيمونوفيتش، على زيادة معدلات العنف المنزلي بحسب تقارير الشرطة الأولية وخطوط الإبلاغ الساخنة ويزيد هذا الخطر “في ظل إغلاق بعض الملاجئ وخدمات مساعدة للضحايا. وصعوبة الوصول إلى العدالة لأن العديد من المحاكم مغلقة.”
Videos by VICE
في العالم العربي، حذرت منظمات نسوية من ارتفاع حالات العنف المنزلي خلال فترة الحجر المنزلي وفي ظل اضطرار النساء والأطفال للتواجد في نفس المنزل مع المُعنف أو المتحرش. في تونس، قالت وزيرة المرأة والأسرة التونسية أسماء السحيري أن هناك تضاعف في معدلات العنف المسلط على النساء خمس مرات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك في ظل تلقي الوزارة شكاوى من نساء معنفات وأطفالهن. وأشارت إلى أن عدد المكالمات الواردة على الخط المجاني (1895) المخصص لتلقي شكاوى النساء ضحايا العنف خاصة، بلغ 133 مكالمة خلال النصف الثاني من مارس الماضي، ليتضاعف خمس مرات مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي.
وفي لبنان، أكدت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، على ارتفاع نسب تعرّض النساء والفتيات للعنف بمعدل 100% مقارنة مع شهر مارس من العام 2019 وأضافت في تغريدة لها أنه “في ظلّ الحجر الصحّي، زادت نسبة الاتصالات بالخط الساخن 1745 المخصّص لتلقي شكاوى العنف الأسري بشكلٍ كبير.”
في الأردن، تصدر اسم الشابة الأردنية إيمان الخطيب مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهورها في بث مباشر عبر فيسبوك، تتحدث فيه عن تعرضها للتعنيف والترهيب من قبل عائلتها. وتقول إن شقيقها طردها وابنها من المنزل، بعد تعرضها للضرب والعنف الأسري خلال فترة الحجر الصحي.
ولكن في حين أن هناك عدة جهات ومنظمات يمكنها أن تقدم المساعدة في حالات العنف الأسري، ترى كثيرات أن التبليغ ليس خيارًا – كما أن الوضع الحالي في ظل الإغلاق الذي فرضه فيروس كورونا يجعل الأمر أصعب. في السعودية، تم إطلاق هاشتاغ #ليش_ما_بلغت على تويتر، حيث شاركت نساء -سعوديات وغير سعوديات- تجاربهن مع العنف الأسري واللفظي والنفسي وصولاً للتحرش الجنسي والاغتصاب.
وشرحت المغرّدات عبر هذا الهاشتاغ الأسباب التي تمنعهن من إبلاغ السلطات عن العنف الذي يتعرّضن له بسبب الخوف من ارسالهن لدور الرعاية وعدم ثقتهن في الجهات المختصة بمتابعة حالات العنف الأسري. وكانت ناشطات سعوديات عن أطلقن العام الماضي حملة للتضامن مع النساء في دور الرعاية بسبب ما يتعرضن له من تعنيف وسوء معاملة في هذه الدور على الرغم من أن أغلبيتهن ضحايا لعنف أسري.
وتظهر التغريدات تحت هاشتاغ “ليش ما بلغت” مدى صعوبة التبليغ عن حالات العنف في ظل انتشار ثقافة لوم الضحية والانحياز إلى الرجل حتى لو كان معنفًا ومتحرشًا، وخاصة أن هناك الكثير من الحالات يكون المعتدي شخص مقرب.
في ظل هذا الوضع، علينا أن نتذكر أن البيت الآمن للنساء هو إمتياز، كما تقول حركة طالعات الفلسطينية في حملتها “حجِر عن حجِر بفرق”: “علينا أن نتذكر أن وجود منازل آمنة تحمينا، هو امتياز لا تملكه الكثير من النساء فلسطين والعالم.”
أرقام الخط الساخن للتبليغ عن حالات العنف الأسري:
-المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي -لبنان: 1745
-تونس: 1809
-مركز بلاغات العنف الأسري -السعودية: 1919
-مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال: 800111
-مديرية حماية الأسرة والطفل من العنف الأسري -العراق: 139
-مكتب شكاوى المرأة -مصر: 08008883888
-دار الأمان للمتعرضات للعنف الأسري -البحرين: 80008001
-مؤسسة سوا -فلسطين- خدمة الإرشاد المجاني: 121
أرقام أخرى:
-الجمعية المغربية لمساعدة الطفل والأسرة: 022266929
-المنظمة الليبية لمناهضة العنف وخطاب الكراهية: 00218 91-0003771
-اتحاد المرأة الأردنية، خط الإرشاد: 0096265675729
-جمعية نساء بغداد: 009647906973103
-الجمعية الكويتية للمقومات الأساسية لحقوق الإنسان: 0096525321377
-وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة- الجزائر: 00213021449946
– منظمة مواطنة لحقوق الإنسان- اليمن: 009671210755
-وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي- السودان: 83770329
– مؤوسة سوا -من خارج فلسطين: 1800500121
-مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان-مصر: 01210009192