عبد الله الجنيبي (49 عامًا)، ممثل ومخرج إماراتي استطاع أن يحفر اسمه ضمن الأبرز في المشهد السينمائي والتلفزيوني الخليجي بخبرة تزيد على 20 عامًا في المجال. حصلت أفلامه على جوائز بالعديد من المهرجانات آخرها جائزة “المهر الإماراتي” التي حصل عليها عن فيلمه الطويل الأول “كيمرة” في الدورة الـ14 من مهرجان دبي السينمائي، وهو الفيلم الذي نال نجاحًا جماهيريًا لافتًا. التقينا الجنيبي على هامش مشاركته ضمن أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية لمهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية ليحدثنا عن شواغل المشهد السينمائي في الإمارات.
VICE عربية: كيف تقيم مشاركتك ضمن لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية بمهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية؟
عبدالله الجنيبي: هذه زيارتي الأولى لمدينة شرم الشيخ التي كنت أسمع عنها قصائد غزل، والآن أنا مستعد أن أكون أحد شعرائها أيضًا لأنها ستكون أحد مقاصدي الأساسية في المستقبل بلا شك. يشرفني دعوتي لأكون ضمن أعضاء لجنة تحكيم مهرجان واعد ومهم ومليء بالنوايا الحسنة والجهد الواضح مثل مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية. المهرجان ضمن مبادرات كثيرة في مصر مؤخرًا صارت تتخذ طابعًا مختلفًا وتتوجه نحو الآخر وهو أمر مهم جدًا. شاهدنا في المهرجان أفلام من اليابان وأفغانستان والإمارات ومصر والصين وتترستان وغيرها الكثير وكلها أفلام تتسم بالجودة الفنية وتدل على جهد واضح ووعي كبير في الاختيار من قبل منظمي المهرجان. وبالإضافة إلى ذلك تؤكد أن هناك الكثير مما يجمعنا فنيا واجتماعيا مهما بعدت المسافات؛ فالسينما هي أقصر طريق لمشاركة القيم الإنسانية مهما اختلفت.
Videos by VICE
كيف ترى موقعك على خريطة المشهد السينمائي الخليجي؟
أعتبر نفسي مخرج غير تقليدي، فقد دخلت مجال السينما من الصفر كعامل أي دون خلفية أكاديمية. وهدفي تقديم سينما تحمل الهوية الخليجية الإماراتية لكن بسمات ومقاييس عالمية. أخرجت وأنتجت خمسة أفلام آخرها فيلمي الطويل الأول “كيمرة”، وأشرف بأن كل فيلم من أفلامي حصل على أكثر من جائزة. ظروف نشأتي لم تكن تقليدية أيضًا فقد نشأت في أسرة فقيرة لأب إمارتي وأم سعودية تركنا والدنا في سن صغير وكنت أكبر أخوتي فتحملت في سن صغيرة مسؤولية المشاركة في رعاية الأسرة بالجمع بين العمل والدراسة. بدأ شغفي بالسينما منذ الطفولة لكن احتكاكي الأول بعالم ما وراء الكاميرا بدأ في سن السادسة عشرة حيث عملت كدليل ثقافي للعادات والتقاليد الخليجية لطواقم إنتاج الإعلانات الأجنبية، وهو ما أتاح لي العمل مع كبار المخرجين العالميين من دول مثل سويسرا وأمريكا وفرنسا، وكنت اكتسب مهارة جديدة مع كل تجربة. لاحقًا عملت كمخرج مساعد ثم مخرج منفذ في مسلسلات من إخراج الكبير حسن أبوشعيرة، لكنني لم أجد نفسي في عالم المسلسلات التي دائمًا ما كنت أجدها مملة مقارنة بإيقاع الإعلانات التي عملت في إطاره نحو 15 عامًا. عثرت على غايتي في الأفلام القصيرة، وشعرت أنني من خلال إخراج وإنتاج الأفلام القصيرة يمكنني إحداث تغيير في وجه السينما الإماراتية والخليجية، وبالفعل كانت أفلامي مختلفة عن معظم ما ينتج في الخليج بشهادة المهرجانات والقائمين عليها.
حقق فيلمك الأخير “كيمرة” وهو الروائي الطويل الأول من إخراجك وكتابتك نجاحًا مهمًا في دور العرض الإماراتية، وهو أيضًا محاولة مهمة لتجريب آليات إنتاج جديدة على المشهد الإماراتي، حدثنا عن التجربة؟
يشغلني دائمًا اختراع آلية إنتاج سينمائي لا تعتمد على الدعم الحكومي، فالحكومة بحكم أولوياتها تتجه نحو بناء الأبراج والشوارع والبنية التحتية وبالتالي هناك نقص واضح في دعم السياسات الثقافية والسينمائية. في “كيمرة” قررت الاتجاه للقطاع الخاص محاولًا إقناع المستثمرين بأن دخولهم عالم الإنتاج السينمائي سيسهم في بناء الإنسان وهي مهمة أصعب من بناء الأبراج. كان هناك تجاوب من أحد الشخصيات البارزة في عالم الاستثمارات العقارية وهو الدكتور فيصل على موسى الذي دعم الفيلم ليكون أول فيلم إماراتي يتم إنتاجه بدعم من القطاع الخاص ويحصل أيضًا على جائزة المهر الذهبي لأفضل إخراج في مهرجان دبي. كان الطموح أن يتم إنتاج 10 أفلام أخرى لكن عدم استقرار سوق العقارات اضطره لتأجيل تنفيذ الاتفاق. مشكلة السينما أنها لا تحب شريك، وهي تحتاج لمستثمرين مؤمنين بأن بناء الإنسان جزء جوهري من بناء المجتمع وأن استثمارهم في صناعة السينما هو جزء من هذه العملية.

لكن دخول القطاع الخاص ألا ترى أنه سيفرض بالضرورة أشكال معينة على محتوى وأسلوب سرد الأفلام مرتبط بالسوق وتحقيق الأرباح؟
لم يتدخل المنتج إطلاقًا في محتوى أو أسلوب سرد فيلمي، لأن السيناريو كان مكتوب بالفعل قبل الاتفاق مع المنتج بعامين. لكنه أيضًا مرتبط برؤيتي للسينما فالفيلم المهرجاني الحقيقي برأيي هو الناجح تجاريًا وليس المصنوع خصيصًا للنخبة. ليس من الضروري أن يكون الفيلم محمل بالرموز الفلسفية حتى يكتسب صفة العمق واستحقاق المشاركة في المهرجانات بالعكس هذه النوعية من الأفلام برأيي هي هروب من الواقع؛ فالسينما هي لغة البسيط وليس المعقد، هي وسيلة ترفيه البسطاء، وهؤلاء هم جمهورها. وقد حقق فيلم “كيمرة” نجاحًا جماهيريًا كبيرًا بالإضافة إلى حصوله على جوائز من المهرجانات.
ماذا عن توزيع الفيلم خارج الإمارات؟
تم بيع حق عرض الفيلم لعدد من القنوات المشفرة. وكنت معنيًا بشكل كبير بأن يتم عرض الفيلم في مصر، لكنني اكتشفت أن هناك مشكلة حقيقية في توزيع الأفلام الخليجية والعربية هناك بسبب ارتفاع قيمة الضريبة بشكل كبير واشتراط ألا يتم عرض الفيلم في أكثر من 10 دور عرض، وهو عدد محدود لا يمكن أن يكون هدف تجاري يسمح لي بأن أتحمل تكاليف نسخ الأفلام وقيمة الضريبة المرتفعة؛ فالعائد من توزيع الفيلم في مصر أقل بكثير من التكلفة ولذلك لم نرجح اتخاذ الخطوة.
لديك مبادرة مهمة في ورش صناعة السينما التي تخرج منها أفلامك.. حدثنا عن هذه التجربة؟
أنا في الأساس مخرج تلفزيوني، وعندما لا تتاح لي فرصة إخراج الأفلام أحاول أن أضفي أفكاري السينمائية على برامجي التلفزيونية، وهو ما يميز أعمالي بشكل ملحوظ، وبالتالي عندما فكرت في طريقة يمكنني من خلالها نقل خبرتي لمجموعة من الشباب وأعلنت عن ورشة للتدريب على التمثيل والإخراج والإنتاج، رحبوا بالفكرة ونظمت بالفعل ورشة لمدة شهرين كنا نلتقي خلالها في استوديو واحد من هؤلاء الشبان ونواصل التدريب. وفي نهاية الورشة كتبت سيناريو فيلم “الطريق” الذي تكون فريقه من المتدربين كل في موقعه كممثلين ومساعدين إخراج ومنتجين وفنيين، وتمكننا بالفعل من صناعة فيلم في عشرة أيام في العام 2011، واقترح الشباب أن نتقدم بالفيلم لمهرجان دبي وحصل بالفعل على جائزة بالمهرجان. أظن أن طريقة الورشة هي الأسلوب الأمثل لدعم صناعة الأفلام في ظل غياب فرص التدريب والإنتاج والتوزيع أيضًا. فيلمي الأخير “كيمرة” هو أيضًا نتاج ورشة تدريب وفريق الفيلم بأكمله هم نحو 28 شاب إماراتي وعربي دربتهم، نحو 70% منهم لم يقفوا أبدًا أمام الكاميرا من قبل. والحال نفسه في أفلامي القصيرة مثل بنت الحبل
هل تميل أكثر إلى اعتبار نفسك ممثل أن مخرج بالدرجة الأولى، وأنت واحد من الوجوه البارزة على الشاشة الخليجية؟
أحب التمثيل في أفلامي، والعب أدوارًا في أفلام ومسلسلات لمخرجين غيري أيضًا. شاركت هذا العام في حوالي خمس أفلام لمخرجين مختلفين. المخرجين الشبان يعتبرونني الأقرب إلى الأداء السينمائي بحكم أنني ربيت نفسي بنفسي واتخذت من بعض الشخصيات العربية والعالمية مثلًا أتطلع إليه، مثل أحمد زكي، وآل بتشينو، وربرت دي نيرو. أشعر أن أدائي يقترب من هذا الخط لهذا يحبني المخرجين في الإمارات فضلًا عن خبرتي في التعامل مع الكاميرا. وأنا أحب التمثيل عندما يفهم المخرج طاقاتي وإمكاناتي ولا أحبه عندما يتم وضعي في قالب معين. لذلك قررت مؤخرًا الاكتفاء بالتمثيل في أفلامي فقط. كوني أستطيع وأشجع على العمل ضمن فريق يسهل مهمة أن أجمع بين الإخراج والتمثيل في عمل واحد، فمفتاح نجاح أي عمل هو اختيار الفريق الصحيح وأن يكون كل شخص في موقعه المناسب.
أعود لمسألة دعم السينما في الإمارات. لماذا برأيك يواجه صناع الأفلام صعوبات في إنتاج أفلامهم على الرغم من سياسة الدولة لتنظيم مهرجانات سينمائية تمكنت من تصدر المشهد العربي والعالمي، فضلًا وجود أكثر من صندوق لدعم السينما في الإمارات؟
صناعة الأفلام في الإمارات مبنية كلها على جهود فردية بعيدة عن القطاع الخاص والشاطر هو من يتمكن من الحصول على راع أو منتج يرأف بحاله بـ20 أو 30 ألف دولار. كصناع أفلام نواجه مشكلة كبيرة حتى مع وجود المهرجانات التي لم يعد لها وجود حاليًا، فمن ناحية اتخذت هذه المهرجانات مظهرًا سياحيًا بالدرجة الأولى يهدف إلى وضع البلاد على خارطة العالم من خلال دعوة شخصيات عالمية كبرى في أجواء فخمة وتنظيم رائع، وهي أمور تحسب لها، ولكن على المستوى المحلي كانت مشاركتنا على سبيل استكمال عدد أو فقط لأننا موجودين في الإمارات “إذًا ياللا شباب ادعمونا بكم فيلم اماراتي”. لكن على أرض الواقع فإن آليات دعم إنتاج الأفلام في هذه المهرجانات وأعني دبي وأبوظبي وصناديقها كانت معقدة جدًا بالنسبة لصناع الأفلام المحليين. كنا نتصور أنها ستحقق الطفرة الإنتاجية التي نحتاجها لكن توقعاتنا للأسف كانت خيالية. حجم القيود والتعقيدات الموضوعة في آليات قبول مشاريع الأفلام كانت ضخمة جدًا خاصة في دولة لا توجد بها صناعة سينما من الأساس. وكان من المفترض لهذه الصناديق أن تراعي الظرف المحلي لصناعة السينما. مع ذلك تظل المهرجانات واجهة ثقافية سياحية اقتصادية أما دعم إنتاج الأفلام فهو دور وزارة الثقافة والجهات الثقافية الحكومية التي نأمل في أن تحذو حذو الحكومة المغربية على سبيل المثال في تأسيس صندوق حكومي لدعم الأفلام. لكن أعود للقول بأن عمر المغرب طويل مقارنة بدولة الإمارات الفتية، ومن المؤكد أنهم مروا بالكثير من التجارب والوقت حتى توصلوا لهذه الآلية. مؤكد أننا سنصل أيضًا وفي الوقت المناسب ستصدر قرارات مهمة جدًا في صناعة السينما. وإلى أن تأتي تلك اللحظة فإن مبادراتنا مستمرة.
مهرجان العين السينمائي الذي سينطلق قريبًا في دورته الأولى هو أيضًا نتاج مبادرة فردية لبعض صناع السينما الإماراتيين تختلف كليًا عن مهرجانات الإمارات الكبرى؟
مهرجان العين أسسه بعض صناع الأفلام الإماراتيين من بينهم محمد سالمين وهاني الشيباني حتى يكون متنفسًا لصناع الأفلام المحليين، وهو ليس مهرجان دولي ولا يمكنني الجزم حاليًا بشكله النهائي وهل سيكون مهرجان ثقافي بحت أم مهرجان سياحي، لكنه بالتأكيد مبادرة فردية دعمتها حكومة العين دعما لوجيستيا بتوفير قاعات العرض وسبل الإقامة وهكذا. اعتقد أنه محاولة من محبي السينما لإيجاد مكان وإن كان بإمكانات أبسط بكثير من دبي وأبوظبي لنلتقي فيه كسينمائيين بإنتاجات فردية بسيطة وبدون دعم من أي جهة.

ما الذي تحتاجه الإمارات حتى يكون لديها صناعة سينما برأيك مع كل هذه والنوايا الحسنة والجهود والمبادرات الفردية؟
أظن أننا نحتاج إلى إيمان مطلق من قبل القيادة الرشيدة بضرورة وجود سينما تعكس ثقافتنا وقوتنا وأحاسيسنا ومشاعرنا. إيمان مطلق بأن ترجمة هذا الوضع الجميل الموجود في الإمارات على أفضل وجه هو السينما. لا زلنا دولة فتية، والتحديات التي أمام صناع القرار إقليميًا كبيرة جدًا وبالتالي الاهتمام منصب على الأمن والأمان بشكل أكبر، ما يجعل حدود تأثيرنا كصناع سينما غير كبير، لكن مستقبلًا أنا مؤمن أنه سيكون هناك توجه مختلف، وهناك مبادرات موجودة بالفعل على الأرض مثل مبادرات الشيخ سلطان القاسمي في تدريب مجموعة من الكوادر الشابة بالشارقة على التمثيل والإخراج للمشاركة في مهرجان الشارقة لأفلام الناشئة، وهي المبادرة التي دعيت للمشاركة بها بعد عودتي من شرم الشيخ. هذه الخطوات تعطي أمل أكبر للأجيال القادمة. لا يمكنني أن ألوم الإمارات، فهي دولة فتية جدًا وشابة، والثراء لم يكن يومًا العامل الوحيد لصناعة الثقافة بل هو عامل مساعد. ولكن العامل القوي في بناء الثقافة هو الأرض الصلبة والتاريخ والحضارة. وما يحدث الآن في الإمارات هو أننا نصنع تاريخ. بعد سنوات سيتحدث الناس عمل نفعله الآن ويؤرخون له على أنه بدايات تأسيس صناعة السينما الإماراتية بإمكانات بسيطة.
ما هو مشروعك السينمائي القادم؟
لدي حلم يتعلق بالسينما الإماراتية، فما يميز الإمارات أنها قد تكون المنبع لصناعة فيلم عربي بمعنى الكلمة. لدينا 250 جنسية تعيش على هذه الأرض التي يسكنها إلى جانب أهلها الإماراتيون، عرب وأجانب من مختلف الجنسيات؛ فلماذا لا نصنع من هذا الخليط الضخم مختبر سينمائي كبير فيكون لدي فيلم عربي به ممثل مصري ومصور تونسي ومنتج مغربي وفنانة لبنانية وفنان سوري. أراهن أن يكون فيلمي القادم “قائمة الأماني” أول فيلم عربي بهذا المعنى وأن يضم أكبر عدد ممكن من الجنسيات. فمن جهة السينمائيين في الإماراتيين يحتاجون لفرص الاحتكاك بخبرات عربية وأجنبية، ومن جهة أخرى أنا لدي حلم كبير ربما بسبب تربيتي القومية التي زرعها فينا مشايخنا في أن ألغي الحدود الجغرافية في السينما. الشيخ زايد رحمه الله كانت لديه مقولة شهيرة عندما يسألونه عن كثرة الأجانب والعرب على أرض الإمارات وهي “الأرض أرض الله وهادول شعب الله”، وأحب أن تعكس السينما هذا المفهوم الموجود على الأرض، لذلك عندما اتصل بي المخرج راني الخطيب الذي احترمه وأقدره كثيرًا واعتبره استاذي رغم أننا من جيل واحد، لأقوم بالتعليق الصوتي في فيلم سبايدر مان وافقت على الفور، وجزء من الموضوع أنها تجربة مهمة ومثيرة لكن هناك جانب آخر وهو أن العمل يجمع بين تامر حسني من مصر وممثلين كبار من السودان والسعودية ولبنان، أي أن راني الخطيب سبقني إلى حلمي بفيلم عربي في هذه التجربة.
عندما تنظر للوراء في عمر 16 سنة وكيف أصبحت واحد من أبرز السينمائيين في الخليج كيف تقيم مسيرتك الفنية؟
أشعر أنني محظوظ باختياري السينما لتكون معشوقتي، فأنا لازلت مراهق يجري وراء حلمه، وقد طالت فترة المراهقة. وهذا ما أقوله لصناع الأفلام الشباب.إذا قررت اتخاذ السينما معشوقًا فعليك أن تكون شابًا دائمًا تتعلم الجديد وتحلم بالجديد كل يوم لأن السينما هي القاعة الوحيدة التي بلا سقف.
More
From VICE
-
Google Nest Thermostat (4th Gen) – Credit: Google -
Screenshot: Starward Industries -
Screenshot: Bethesda Softworks -
DJI Mavic 4 Pro – Credit: Igor Bogdanov