في عمل فني ثوري، طرح الفنان الفلسطيني خالد جرار بيع جزء من تربة فلسطين كـ NFT. هذا العمل الفني الجديد يأتي عنوانه “إذا لم أسرق منزلك، فسيسرقه شخص آخر” وهي جملة قالها مستوطن إسرائيلي لعائلة الكرد المهددة بالتهجير القسري من بيتها في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
هذا العمل الفني هو جزء من مشروع “دولة فلسطين” (blockchain project) الذي يلقي الضوء على الاستيطان ومصادرة إسرائيل للأراضي الفلسطينية. بالنسبة لجرار، فإن بيع أرض من بلده كـ NFT هي بمثابة تمرد ضد احتلال وطنه.
Videos by VICE
“استخدم هذه الوسيلة الجديدة في عالم الفن لإيصال رسالة،” يقول جرار في حديثه معي من رام الله: “أنا فنان أعيش في ظل نظام فصل عنصري وأحتاج إلى خلق أكبر قدر من الفرص للتغيير بعد أكثر 70 عامًا من النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. لقد قررت بيع العمل كـ NFT لأنه يمكنني من إيصال صوتي بشكل أوسع. هل كنت ستكتبين عني لو أنني لم أفعل؟”
بدأت فكرة المشروع منذ عدة سنوات، عندما كان جرار يذهب في نزهة يومية في الجبال القريبة من منزله في رام الله، حيث كان يجمع حفنة من التراب ويحتفظ بها كـ جزء من الحفاظ على الأرض الفلسطينية المهددة دوماً بالسلب.
يعرض العمل الفني صورة رقمية لقرية كوبر في الضفة الغربية المحتلة تتقدمها يد تحمل تربة فلسطينية بينما تتكاثر رسوم متحركة لمنازل المستوطنات الإسرائيلية عبر الإطار. الوادي الذي يظهر في العمل هو بين قريتي كوبر وجبيا، التي يسيطر عليها المستوطنون الإسرائيليون الذين انتقلوا من مستوطنة حلميش الإسرائيلية القريبة للعيش على أراضي فلسطينية تحت حماية الجيش الإسرائيلي.

“قمت بطرح فكرة الأرض كـ NFT للإشارة إلى نفاق الاحتلال الإسرائيلي والطيف اللامتناهي من الفصل العنصري الاجتماعي والاقتصادي والبيئي. جاءت فكرة المشروع من جولات المشي اليومية حول جبال فلسطين المحتلة، حيث يواصل المستوطنون الإسرائيليون الاستيلاء على الأراضي ومنع المزارعين والمتنزهين من الوصول إلى ما هو حق لنا لعدة قرون،” يقول جرار في البيان الصحفي عبر SPSK وهي مجموعة blockchain تهدف إلى ربط عوالم الفن المتباينة لمجتمع التشفير من أجل دعم الأعمال الفنية المعاصرة. هذا العمل الفني الذي يرافقه جرة من التربة الخصبة تم جمعها من فلسطين سيتم إرسالها إلى عنوان المشتري.
ولد جرار في جنين بفلسطين عام 1976 وعمل سابقًا حارسًا شخصيًا للرئاسة في عهد ياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، قبل أن يتجه إلى الفن كوسيلة لزيادة الوعي بقضايا الحرية والهوية والمساواة والمقاومة في فلسطين. في عام 2018 ، قدم جرار عمل فني تحت عنوان “دم للبيع” حيث قام بطرح 50 قارورة من دمه للبيع في وول ستريت في نيويورك، بهدف لفت الانتباه إلى ثقافة العنف التي يروج لها المجمع العسكري الأمريكي. تم بيع أول ثمانية قوارير من الدم مقابل 19.48 دولارًا. واستندت أسعار القوارير إلى أسعار الأسهم الحالية لأبرز 15 شركة تعمل في مجال التصنيع العسكري في الولايات المتحدة. وذهبت عائدات المبيعات إلى المستشفيات في اليمن وغزة.

يقول جرار: “يعتبر الفن شكلاً صالحًا وواسع الحيلة من أشكال الاحتجاج. للفلسطينيين تاريخ طويل في استخدام الفن للاحتجاج وتمثيل نضالنا بشكل شخصي أو جماعي. لعقود من الزمان، اجتمعت حركة الفنانين الفلسطينيين الملتزمين بصفتها رابطة الفنانين، وهي نقابة فنانين تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية تهدف إلى استخدام الفن للتواصل مع جماهير أوسع بما في ذلك الفلسطينيين في الشتات الأوسع.”
وفي مشروع فني آخر، تحت عنوان “عش وأعمل في فلسطين” زار الفنان والمخرج الفلسطيني بعض المدن العالمية وقام بدمغ جوازات سفر عربية وأجنبية، للراغبين من أصحابها بختم يحمل عبارة “دولة فلسطين” مع رسم لطائر الشمس الفلسطيني. وقد وصل الأمر بسلطات الاحتلال إلى إلغاء جوازات السفر التي تحمل هذا الختم ومنع الأشخاص من الدخول. كما قام بتصميم ختم وطابع بريد يحمل صورة طائر الشمس الفلسطيني مع كلمتي دولة فلسطين بالعربية، والعبرية والإنجليزية.


في النسخة الثالثة من معرض Crypto and Digital Art Fair في باريس (17 -23 يونيو) ستقدم SPSK طابع بريد دولة فلسطين كإصدار NFT فريد من نوعه ضمن سلسلة “الطوابع البريدية الفلسطينية.” في هذه السلسلة استخدم جرار الخدمة البريدية لمختلف الحكومات الوطنية لإنشاء أول طابع لدولة فلسطين في عام 2010 قبل اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مراقبة غير عضو. رفضت فرنسا الختم في ذلك الوقت، ولكنها تراجعت الآن عن قرارها ووافقت على طباعة نسخة محدودة للطابع البريدي الفلسطيني بالتصميم الجديد.
من خلال استمالة الاهتمام بفن NFT تجاه القضية الفلسطينية، يأمل جرار في مواصلة التثقيف والتحريض على خلق محادثات حول فلسطين من خلال الفن، ويدعو مجتمع الفن إلى فعل الشيء نفسه.
“توفير منافذ للفنانين الفلسطينيين لعرض أعمالهم من شأنه إظهار الدعم والتضامن على المستوى الإنساني الأساسي،” يعلق جرار اعترافًا بقوة المؤسسات الفنية في خلق تمثيل للهويات المهجرة. ومع ذلك، فهو يقر بأن “التعبير عن التضامن مع الفلسطينيين، ضد الفصل العنصري والاحتلال والتطهير العرقي لا يزال عملاً سياسيًا مستقطبًا إلى حد كبير في عالم الفن الغربي ومعظم المؤسسات الفنية.”
“إذا لم أسرق منزلك، فسوف يسرقه شخص آخر” يبدأ عرضه بسعر 3 إيثيريوم حوالي ٨،٤٠٠ دولار حتى وقت كتابة هذا التقرير، عبر منصة Our Zora. سيستخدم الفنان عائدات البيع لتمويل مبادرات غرس الأشجار والزيتون في فلسطين.
More
From VICE
-
Illustration of damaged satellite and space junk. Photo: MARK GARLICK / SCIENCE PHOTO LIBRARY / Getty Images -
Screenshot: Lente -
Screenshot: Nintendo -
Way more restful than the blaring alarm that Dwight is about to set off – Credit: Peacock