بعد مرور خمس سنوات، لم يؤد القتال في اليمن إلى الموت والدمار وانتشار الأمراض فحسب، لكنه عطّل كافة جوانب حياة اليمنيين. ففي هذا البلد، الذي شهد صراعًا أدى إلى خسائر بشرية فادحة، وأزمة إنسانية تقول الأمم المتحدة إنها الأسوأ في العالم، يخيم اليأس وتتلاشى أوقات السعادة. بالتنسيق مع VICE عربية، تعاونت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع فريق مكون من ستة مصورين فوتوغرافيين شباب وهم: أحمد الباشا، وكرار المؤيد، وصالح بحلس، وعبد الله الجرادي، وخالد الثور، وعلي السنيدار، لتصوير الآثار المدمرة للنزاع في مجتمعاتهم في عموم اليمن.
السنيدار الذي تربى في الأزقة المفعمة بالحياة في مدينة صنعاء القديمة الرائعة، طوّر مهارته في التصوير الفوتوغرافي من خلال مراقبة السُيّاح من مختلف أرجاء العالم يلتقطون الصور للأسواق وللطراز المعماري وللناس. “تلك الصور كانت أكثر بكثير من مجرد إضاءة وأشكال،” يقول السنيدار، 28 عاماً ويضيف: “الصور تحكي قصصاً عن الأماكن والناس، وأود أن تنقُل صور اليمن اليوم الغرض ذاته: أن يكون إنساني ويحمل رسالة ويُحدِث تغييرًاً.”
Videos by VICE
ويُعتبر السنيدار واحداً من مجموعة من المصورين من أرجاء اليمن يقومون بتوثيق الحياة اليومية في خضم النزاع، وغالباً ما تكون صورهم السبب في حصول أسرة تعاني من الجوع على وجبة عشاء أو طالب على حقيبة ظهر جديدة. ويقول: “أتمنى صراحة العودة إلى الوراء والتقاط صور السياح في المدينة ولحظات الفرح، لكن ذلك مستحيل الآن، فنحن بحاجة لنحكي قصة الحرب.”
في تعز، المدينة التي تشهد أسوأ أنواع حروب المدن، تتكوم القمامة – التي من المفترض أن يتم إزالتها من الشوارع – مسببة انتشار الأمراض، بينما يفتك الفقر المدقع بأكبر مدن اليمن: صنعاء وعدن. في صعدة، أصبحت الأماكن المدمرة ملعباً للأطفال. وفي مأرب، يتحدى الأطفال النازحون الحرمان باختراع ألعاب وتركيبها لتخفيف معاناتهم اليومية.
تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن على تسهيل حصول ملايين اليمنيين على المياه النظيفة من خلال دعم مؤسسات ومكاتب المياه. وتزور اللجنة الدولية المحتجزين وتساعد في تحسين ظروف احتجازهم، وتعالج الفرق الجراحية التابعة للجنة الدولية والطواقم الطبية في المنشآت المدعومة من اللجنة الدولية مئات الآلاف من الحالات وتقدم لهم الرعاية الطبية الطارئة.