الهواء الملوث يقتل 7 ملايين شخص كل عام

توصلت دراسة حول جودة الهواء من منظمة الصحة العالمية إلى أن مدن الهند لديها الهواء الأكثر تلوثا في العالم، في حين أن المدن الأمريكية نظيفة نسبياً، أما الصين فتعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الحد من تلوث الهواء.

ووجدت الدراسة أن تسعة من كل عشرة أشخاص في جميع أنحاء العالم يتنفسون هواء ملوث، وأن الهواء الملوث يقتل 7 ملايين من الأشخاص كل عام.

Videos by VICE

و يبدو أن الأمور تتحسن في المدن الأكثر تلوثًا، ولو بشكل هامشي، مع انخفاض تركيزات الجسيمات في الأماكن العشرة الأكثر تلوثًا بشكل طفيف منذ إطلاق المجموعة الأخيرة من بيانات منظمة الصحة العالمية في عام 2016، علمًا بأن الهواء في الولايات المتحدة نظيف نسبيًا، ولكن تحت قيادة رئيس وكالة حماية البيئة سكوت برويت، فإن اللوائح التي تبقي الأمر بهذه الطريقة تتلاشى.

وكل مدينة من المدن العشر الأكثر تلوثاً وفق تصنيف الأمم المتحدة، والموجود معظمها في الهند، ملوثة بالجسيمات التي يتم تكوينها في المقام الأول عن طريق العادم من السيارات والمداخن، وكذلك الحرائق.

العديد من الوفيات المرتبطة بالهواء الملوث هي نتيجة المواقد الداخلية – تُقدّر منظمة الصحة العالمية أن تلك المواقد هي المسؤولة عن 3.8 مليون وفاة إضافية سنويًا، وهي مشكلة كبيرة في الهند، حيث لا يملك الفقراء الوسائل اللازمة لإنشاء أنظمة تهوية مناسبة للحفاظ على نظافة الهواء أثناء طهي الطعام.

وقالت الدكتورة ماريا نيرا، باحثة في منظمة الصحة العالمية، في بيان لها: “إن الكثير من المدن الكبيرة في العالم تتجاوز المستويات الإرشادية لمنظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بنوعية الهواء بأكثر من خمس مرات، مما يمثل خطراً رئيسًا على صحة الناس”، حيث تساهم الجسيمات في جميع أنواع مشاكل الرئة والقلب، من حالات الربو الشديدة إلى النوبات القلبية والوفاة المبكرة.

ويأتي هذا التقرير في الوقت الذي اتخذت فيه الصين – التي تعد من الناحية التاريخية من أكثر الدول تلوثًا – خطوات هائلة لتنظيف مجالها الجوي، حتى لو فعلت ذلك بحرمان فقراء البلاد من الحرارة في أشهر الشتاء، وفي محاولة للحفاظ على الهواء نظيفًا، أغلقت الصين مؤخرًا محطات الطاقة الكبرى في جميع أنحاء البلاد، مما تسبب في حدوث نقص في الطاقة الكهربائية.

وتبدو المدن في الولايات المتحدة جيدة جدًا مقارنة بمدن مثل دلهي، حتى المدينة الأكثر تلوثًا في الولايات المتحدة ، بيكرسفيلد، بولاية كاليفورنيا، حيث تتسبب مصافي النفط والزراعة وانبعاثات السيارات والشحن بالسكك الحديدية معًا، أفقًا ضبابيًا، وهي لا تزال تحتل المرتبة رقم 814 في قائمة منظمة الصحة العالمية.

وقال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في بيان: “بدأ القادة السياسيون على جميع المستويات الحكومية، بما في ذلك رؤساء البلديات في المدينة، في أن يولوا الاهتمام بهذا الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تلوث الهواء”.

قد يكون هذا صحيحًا في معظم الأماكن، ولكنه ليس صحيحًا لرئيس وكالة حماية البيئة سكوت برويت، الصديق المقرب لعدد من شركات الطاقة، الذي قد عيّن باحثًا في مجلسه الاستشاري العلمي يعتقد أن “معدلات التلوث الحالية أقل من أن تؤثر على الصحة المثالية”، وهو يحيط نفسه بالأشخاص الذين لا يؤمنون في أن تلوث الهواء ضار مثلما يؤمن المجتمع العلمي، ومنهم ستيف ميلوي، الذي كان يعمل في الفريق الانتقالي لوكالة حماية البيئة (EPA).

وقد أعلنت وكالة حماية البيئة في أبريل أنها ستلغي معايير انبعاث العادم التي تهدف إلى الحد من التلوث بالدخان والكربون، وسعت إلى الحد من أنواع الدراسات التي يمكن استخدامها في وضع السياسات الخاصة بالحد من تلوث الهواء، وبموجب قانون “العلوم السرية” المقترحة من قبل برويت فإن الأبحاث والدراسات التي تكشف عن كل بياناتها الأولية هي فقط التي سيتم الاعتراف بها عند رسم السياسات.

وتشعر جمعية الرئة الأمريكية بالقلق من أن هذا القانون الذي يمكن أن يستهدف بعض الدراسات الرشيدة طويلة الأمد لصياغة سياسة الهواء النظيف في أمريكا.

صورة الغلاف: الصورة التقطت في 20 أكتوبر 2017، وتظهر شارعًا في نيودلهي يمتلئ بضباب كثيف بسبب ارتفاع تلوث الهواء في العاصمة الهندية. (Kyodo عبر AP Images) == Kyodo