نتمنى أنها غير موجودة، وأن هناك طريقة ما للحصول على الوظيفة بدون مقابلة عمل، أو على أقل تقدير إجابة الأسئلة عبر الايميل، ما المشكلة في ذلك؟ يمكننا أن نفكر بالجواب “على رواق” وليس وكأنك في امتحان نهاية العام. من الآخر، مقابلات العمل مزعجة، حتى لو قمت بالتحضير لها طويلاً، ووجدت جواباً لكل سؤال سخيف من الممكن أن يسأله لك صاحب العمل، بداية من أخبرني عن نفسك (شو احنا بدنا نتصاحب؟) إلى لماذا تركت عملك السابق (طردوني منيح هيك) والسؤال الذي يغلب الجميع أخبرني لماذا تعتقد أننا يجب أن نوظفك؟ (لسواد عيوني، عيوني). باختصار، اليوم الذي يكون لديك مقابلة عمل، “ما يتحسبش من عمرك” على رأي أم كلثوم – وهذا ما يوافق عليه الأشخاص الذين سألناهم عن أسوأ مقابلات العمل التي مرت عليهم.
من الآخر، انفضحت
“أسوأ مقابلة عمل كانت قبل يومين. ذهبت إلى مقابلة عمل لوظيفة في بنك. كنت قد تقدمت للكثير من الوظائف من قبل ومر علي الكثير من المقابلات، لهذا لم أجهز نفسي كالعادة، كل ما فعلته كان طباعة سيرتي الذاتي، لبس بدلتي السوداء وذهبت إلى المقابلة، وكاسة القهوة بيدي وكأني مش سائل. اعتقدت أن المقابلة ستكون مع مسؤول الموارد البشرية كما قيل لي، ولكنهم قالوا لي أن مدير الفرع يود مقابلتي أيضاً، دخلت إلى الغرفة وكان هناك ثلاث أشخاص، مدير الموارد البشرية، ومدير الفرع ومسؤول العلاقات العامة لسبب ما، مسؤول العلاقات العامة كان شب معي في الجامعة، أتذكره تماماً “مفلسف.” كان ينظر لي ويسألني أسئلة باردة “زي وجهو” توترت، حاولت أن أتجاهله وأركز مع الآخرين، وما قدرت، أجوبتي كانت قصيرة وبلا معنى وظهرت وكأنني لم أعمل في بنك بحياتي. من الآخر، انفضحت.” – إياد، 25، موظف بنك، فلسطين
Videos by VICE
الحق على الجاكيت
“كانت أول مقابلة عمل لي بعد الجامعة، كنت متوترة وخائفة، وكانت الوظيفة عبارة عن سكرتيرة مدير لشركة تقنيات، كنت قد طبعت سيرتي الذاتية، وراجعت جميع الأجوبة لكل الأسئلة الممكنة في عقلي، ارتديت في ذلك اليوم بلوزة بيضاء وجاكيتاً أسود كنت قد اشتريته خصيصاً لمقابلات العمل، لم انتبه لنوعيته وبطانته الكثيفة، وضعت الماكياج، فَردت شعري، ولبست كعباً عالياً، كنت أشعر بالثقة وبأنني جاهزة تماماً للمقابلة. ولكن ذلك اليوم كان حاراً على غير العادة، لم أجد مكاناً قريباً لركن السيارة، واضطررت للمشي. وصلت إلى المقابلة وأنا متعرقة بسبب التوتر وبسبب الجاكيت وفقدت ثقتي بنفسي. بسبب تأخري عدة دقائق، تم إدخالي مباشرة لغرفة المدير، ولم يكن هناك وقت “أزبط حالي” كان المكيف مطفأ، لأن المدير يكره المكيفات، لسوء حظي. جلست في الكرسي على طاولة مستديرة، وبدأ المدير بطرح بالاسئلة، كانت الغرفة مثل النار، وبدأت بالتعرق، لم أستطع أن أجيب على الأسئلة بشكل صحيح تماماً، وكان المدير ينظر إلي وكأنه أول مرة يشوف عرق، هل أنت بخير؟ سأل، أجبته – نعم، الجو حر -لا بالعكس، اليوم الجو حلو. لحسن الحظ لم تستمر المقابلة طويلاً، خرجت من الغرفة وذهبت الى الحمام نظرت إلى نفسي بالمرأة وظهرت وكأني غطست بملابسي ببركة سباحة. لم أسمع منهم مرة أخرى.” لبنى، 26، سكرتيرة مدير، الأردن
تنذكر ما تنعاد
“لم أتقدم بطلب بشكل مباشر لهذه الوظيفة، ولكن اتصل بي شخص من دائرة الموارد البشرية وأخبرني أن المنصة الإعلامية الإقليمية التي تعمل لديها تحتاج إلى مراسل في لبنان. عندما تحدثنا عبر الهاتف، قلت لهم عمري (كنت طالبة جامعية في التاسعة عشرة من عمري) وحول تجربتي المحدودة وقالوا “لا بأس، نحن نريد فقط أن نتحدث معك.” اتفقنا على المقابلة الشخصية، وعندما ذهبت الى هناك اكتشفت أن “الدردشة” تعني تقديم تقرير كامل. لم يكن لدي خبرة مهنية أمام الكاميرا، وطلبوا مني البحث في موضوع، وكتابة النص، والحصول على لقطات من الأرشيف، والعمل مع المصور للاتفاق على نهاية التقرير -آخر 20 ثانية من الريبورتاج حيث يتحدث المراسل إلى الكاميرا مباشرة. لقد كان الأمر مرهقاً لدرجة أنني قمت بـ 23 محاولة أمام المصور حتى أنني واصلت لفظ إسمي بشكل خاطئ. عندما عدت إلى المكتب، لاحظت النظرات الباردة من جميع الموظفين لأن المصور قد اتصل وأخبر الجميع عن مدى سوئي. عدت إلى المنزل وبكيتُ لأنني شعرت بأنني حصلت على معلومات مضللة عن الوظيفة، وفي اليوم التالي تلقيت رسالة بريد إلكتروني منهم ترفضني لعدم توفر “المهارة أو الخبرة” المناسبة للعمل. وبعد لحظات، تلقيت بريدًا إلكترونيًا من مكتبهم الإقليمي يطلب مني العمل على قصة، وفوجئت بذلك وأخبرتهم عبر البريد الإلكتروني إنكم مخطئون لقد وصلني ايميل رفض، وما كان إلا أن اتصل بي شخص من المنصة وقال لي: “ماذا؟ لقد أحببناك ونريد التعاقد معك.” يمكنك تخيل مدى ارتباكي. بعد نصف يوم من المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية، اكتشفت أن الموظفين المحليين أرادوا رفضي لأن أحد أصدقائهم قد قدم طلباً، ولكن المكتب الإقليمي لم يعجبهم هذا الصديق، وجرّوني إلى هذه الدراما. لقد كانت أكثر مقابلات العمل صدمةً في حياتي. وغني عن القول أن هذه المنصة أغلقت بعد شهر ولم أسمع منهم بعد ذلك. تنذكر ما تنعاد زي ما بنحكي باللبناني.” – ملاك، 26، صحفية، لبنان

انتبه إلى الإشارات
“لم يكن يوماً مناسباً لعمل مقابلة عمل، كل شيء كان يمشي ضدي. لم أسمع المنبه، واستيقظت متأخراً عن ما خططت له، لم يكن لدي وقت كاف لشرب القهوة وتحضير نفسي براحة وبدون استعجال. خرجت من البيت بسرعة، ركبت سيارتي وتوجهت لعنوان الشركة، ولسبب ما لم أستطع أن أجد الشركة مع أنني أعرف العمارة وجوجل ماب معي، فقد كان هناك بعض الإصلاحات في الطريق، درت حول المنطقة مرتين، ولم أجدها، اتصلت بالشركة وقلت لهم أنني سأتأخر. قررت صف سيارتي وأخذ تاكسي، وبعد انتظار، وجدت تاكسي، ركبت فيه بسرعة وعندما أخبرته بإسم العمارة ضحك علي وقال العمارة خلفك. خرجت من التاكسي وأنا أشعر بالإحراج، وصلت إلى الموعد أخيراً، ودخلت للمقابلة مباشرة، تفاجأت بمفاجأة صاحب العمل عندما رآني، وكأنه يتوقع شخص آخر، جلست وبدأ يسألني أسئلة عامة سريعة. يبدو في مشكلة، قال لي، هل أنت نور، قلت له نعم. نور الدين، آآآه وبدأ بالضحك، ثم قال: حدث سوء تفاهم يبدو، أنا توقعت أن تكون نور فتاة وليس شاب. نحتاج إلى مدربة برمجة وليس مدرب، فالطالبات كلهم بنات، شكراً لك. خرجت من المكتب وأنا مصدوم ومحرج، كل الإشارات كانت تقول لي لا تذهب لهذه المقابلة، أحسن لو ضليت نايم بهذاك اليوم.” – نور الدين، 24، مبرمج، السعودية
تحرش لفظي
“لدي العديد من المقابلات السيئة، لكنها أغلبها سببه الخلاف حول عدد ساعات العمل غير الآدمية أو الراتب الحقيقي المختلف عن المعلن مسبقاً، وبعضها بسبب تصرفات غير أخلاقية ولا مهنية يقوم بها المدير أو مسؤول التوظيف. أبرز المقابلات السيئة في ذاكرتي والتي لا أنساها أبدا، كانت مقابلة عبر الهاتف.. اتصلت ﻷستفسر عن إعلان وظيفة ما، ورد علي صاحب العمل أو مسؤول التوظيف، واختبر معلوماتي حول العمل وواجباتي الوظيفية وخبراتي السابقة. خلال كلامه كان ودوداً بطريقة مقلقة، وألقى بعض التلميحات لبيئة العمل المختلفة التي تحتاج مديرة مكتب مختلفة، قادرة على فهم متطلبات المدير، شعرت بعدم الراحة، ولكني حاولت تجاهل ذلك. في النهاية أبدى استحسانه بخبرتي، ومن ثم سألني إذا كنت جميلة أم لا، وكانت نبرة صوته غير مريحة وموحية بشيء مقلق، قلت له فورا “لا”، فاستغرب ورد “نعم؟ في ست تقول على نفسها مش جميلة؟” فرددت “آه، أنا مش جميلة” فسألني “ليه؟” فرددت “اسأل ربنا، هو خلقني كده.” بعد صمت رد بجفاء شديد “أوكي يا آنسة آية، هبقى أسأل ربنا” وانتهت المكالمة. كانت هذه مقابلة عمل من النوعية الهادفة ﻹيجاد موظفة تتغاضى عن تحرشات المدير أو تستغلها لمكاسب ما، وهي أسوأ مقابلات العمل على الإطلاق .” – آية، 29، كاتبة، مصر
انتصب علي
“عندي كتير قصص. ولكن بلا شك أن أسوء مقابلة عمل كانت قبل عدة سنوات خلال الأزمة المالية. كنت قد بحثت مطولاً عن فرصة عمل في مجال جرافيك ديزاين بعد أن تم إنهاء عقدي من الشركة، لم أدع فرصة عمل تمر بدون أن أتقدم لها، سواء كانت تناسب خبرتي أو أقل منها. في يوم من الأيام وصلني اتصال من شركة توظيف، قالت الموظفة بلكنة إنجليزية رصينة أنهم أحبوا سيرتي الذاتية ويريدون مقابلتي. في اليوم التالي، استعددت ولبست أفضل ما عندي وذهبت وكلي أمل، وصلت إلى الشركة وكان هناك صف طويل جداً من المتقدمين، أشخاص من مختلف التخصصات والبلدان، بعد انتظار طويل، تم إدخالي للمقابلة الأولى والتي لم تأخذ كثيراً من الوقت، ومن ثم تم تحويلي إلى مكتب آخر، قابلتني فيه فتاة طلبت مني دفع مبلغ ألف درهم، لم أفهم سبب الدفع، ولم يكن معي ألف درهم أصلاً، ولكنها قالت لي أن هناك آلة سحب في آخر الممر، وأن هذه فرصة لن تتكرر، وأننا سنضمن لك وظيفة خلال أقل من أسبوع، وأن الف درهم لا شيء مقابل الحصول على عمل. أقنعتني بطريقة ما (ربما بسبب اللكنة الإنجليزية)، ذهبت وسحبت ألف درهم، في وقت كنت بأشد الحاجة لكل درهم. مر الأسبوع ولم أسمع شيئاً منهم، حاولت التواصل معهم عبر الإيميل والهاتف بدون أمل. وبعد أسبوعين وبالصدفة، شاهدت خبراً عن شركة نصبت على الآف الباحثين عن وظائف، أخذت المال من كل المتقدمين ومن ثم هرب صاحب الشركة بالمال. لكم أن تتخيلوا شعوري “كنت رح أنفجر” ولكن الشيء الوحيد الذي جعلني أتمالك أعصابي هو أنني لم أكن الغبي الوحيد، هناك الآف آخرين انخدعوا مثلي تماماً.” – ماهر، 27، مصمم، سوريا

نتشارك في التنظيف
“أغرب مقابلة عمل كانت مباشرة بعد التخرج من الجامعة، وجدت إعلاناً في إحدى الصحف المحلية عن شركة صغيرة بحاجة إلى متخصص في تحليل وسائل الإعلام. تقدمت للإعلان وتم الاتفاق على المقابلة، ذهبت الى العنوان المذكور ووجدت نفسي داخل شقة صغيرة في مدينة نصر، لم تكن تمت بأي صلة بشركة محترمة، كان هناك عدد من المتقدمين للوظيفة، ولكن صاحب “الشركة” قرر أن يقابلني أنا وصديقة لي في آن واحد. خلال المقابلة، وبعد أن تفحص صاحب الشركة أجسامنا من فوق لتحت، أخبرنا أن الوظيفة في الحقيقة هي إدخال بيانات، وفي محاولة لإقناعنا بقبول الوظيفة، أكد لنا أن جميع العاملين في المكتب متواضعون جداً، حتى أننا نتشارك في التنظيف، الحمد لله أننا خرجنا من هناك بسلام.” -شيرين، 32، صحفية، مصر
صرخت على مسؤول في العمل
“لا زلت أتذكر ذلك اليوم جيداً، لقد كان سيئاً منذ بدايته. بدأت القصة حينما تلقيت اتصالاً من إحدى شركات الإعلانات، طلبت مني مسؤولة الموارد البشرية الحضور صباح اليوم التالي. عزمت على الاستيقاظ مبكراً لأجهز نفسي، وكي أتفادى الازدحامات المرورية، وكذلك فعلت. وصلت قبل الموعد بنصف ساعة أي على الساعة الثامنة والنصف، وجدت مكانا شاغراً أمام بوابة المبنى الذي يضم هذه الشركة، لكنني عندما هممت بركن سيارتي فوجئت بسيارة سوداء تحاصرني من الوراء وتمنعني من فعل ذلك. لم أتمالك نفسي حينها، فانهلت على صاحب السيارة الشاب بالصراخ، أما هو فقد التزم الصمت، وركن سيارته في “مكاني” وسلّم مفاتيح سيارته إلى الحارس، وذهب بعيداً. استسلمت لقدري في ذلك اليوم السيء، وذهبت بسيارتي بعيداً. لما صعدت إلى المكتب استقبلتني مسؤولة التوظيف وبدأنا إجراء المقابلة، وأثناء ذلك طرق أحدهم الباب لأكتشف أنه صاحب السيارة السوداء، دخل وأخذ أوراقا بيضاء ثم انصرف، وبعد دقائق قليلة رنّ هاتف المكتب ويبدو أنه كان على الخط، فقد تغيّرت لهجة “المسؤولة” وبدأت تطرح عليّ أسئلة جد تافهة وكأنها تريد أن تتخلّص مني. عندما انتهت من طرح أسئلتها الغبية قالت لي “هل لديك سؤال ما؟” أجبتها بتهكّم “نعم، متى سأوقع العقد؟” لترد علي بتلعثم واضح “في الحقيقة، يبدو أن أحداً غيرك قد حصل على الوظيفة، أعتذر،” حينها ابتسمت لها وغادرت المكان. بعد يومين من المقابلة وصلتني رسالة من رقم مجهول تقول “مبروك الوظيفة الجديدة، كنت مقنعة جداً،” حظرت الرقم على الفور، لأنني أعتقد أن “صاحب السيارة” كان وراء هذه الحركة.” – خديجة، 29، مسؤولة علاقات عامة، المغرب
More
From VICE
-
Screenshot: Cartoon Network -
CSA Images/Getty Images -
Screenshot: Electronic Arts -
Illustration by Reesa