تيليفوتو – التصوير في الحجر المنزلي

Rawan - Beirut Lebanon

“إذا لم تكن صورك جيدة بما فيه الكفاية، فأنت لست قريبًا بما فيه الكفاية.” هذا اقتباس من روبرت كابا، مصور الحرب الشهير الذي قال هذه الكلمات منذ عقود. هذا الإقتباس يناسب الوضع الذي نعيش فيه حالياً، فنحن في حالة حرب اليوم، كما يقول العديد من القادة السياسيين، ولكنه نوع مختلف من الحرب، حرب ضد عدو خفي، فَرق بين الأحباء وجعلنا نبتعد عن بعضنا البعض. ولكن في هذا العصر الرقمي، هل يمكننا تحديد معنى “القرب” من خلال المسافة الجسدية فقط؟ وهل هناك علاقة أو رابط عاطفي يمكننا إعادة تعريفه لسد تلك الفجوة؟ ⁣هل يمكننا أن نتخيل أن يقوم المصورين في المستقبل بالتصوير عن بعد، تماماً كما يقوم الأطباء بعمليات جراحية على مرضى غير موجودين جسدياً أمامهم في غرفة العمليات؟

في هذه السلسلة بعنوان “Telephoto” أعيد استكشاف مفهوم المسافة من خلال مجموعة من الصور الشخصية من عدة بلدان تم تصويرها عن بعد باستخدام الهاتف المحمول. المفارقة الغريبة هي أنه في هذه الأوقات التي يُطلب فيها منا البقاء في المنزل وممارسة الابتعاد الاجتماعي، فإننا جميعًا نشعر بطريقة ما بالقرب بشكل أكبر من بعضنا البعض.

Videos by VICE

لقد بدأت العمل على هذه السلسلة من خلال التواصل ببعض الأصدقاء الذين يعيشون في بلدان مختلفة. لقد كانت طريقة جيدة للاختبار والشعور بالراحة مع العملية، وأيضًا تخيل الزاوية الأكثر جمالية، والإهتمام بالتفاصيل المتعلقة بالتأطير والإعداد والتنفيذ والعثور على حلول لبعض التحديات الصغيرة مثل الإضاءة خاصة بسبب انعكاس الضوء على شاشة الهاتف المحمول. لقد تواصلت أيضًا بشكل عشوائي تمامًا ببعض المتابعين لدي على حساب انستغرام الخاص بي. لقد كانت المرة الأولى التي لا أقابل فيها الأشخاص الذين أقوم بتصويرهم وجهًا لوجه. أشعر بالامتنان لجميع المشاركين الذين فتحوا بالفعل الأبواب الافتراضية لمنازلهم وشاركوا أفكارهم دون أن يعرفوني حقًا. لقد تم التقاط جميع الصور الشخصية أثناء مكالمة فيديو.

بالبداية، لا بد أن أعترف أنني شعرت بشيء من الغرابة لعدم قدرتي على السيطرة على كافة التفاصيل، لأنني لم أكن أستطع من وضع الكاميرا في المكان الذي أريده بالضبط. بعض الأشخاص الذين كنت أقوم بتصويرهم كانوا يقومون بتوجيهي، وهو أمر استمتعت به نوعًا ما. كلما أمكن، حاولت سد المسافة التي بيننا من خلال خلق رابط ما بين البيئة الخاصة بهم وخلفية الهاتف. وقد اضطررت إلى الارتجال مع الخيارات الصغيرة المتاحة لي في المنزل. لقد استخدمت ملاءات السرير أو الوسائد أو المناشف أو الكتب أو ألوان فاتحة محددة.

لولا ولوكا، ميلانو، مارس 2020

لولا ولوكا، ميلانو، مارس 2020
لولا ولوكا، ميلانو، مارس 2020

“بصراحة، نحن لا نشتاق لأي شيء. نحن حقًا نحب وقتنا معًا. لم يكن من الممكن في السابق قضاء هذا الوقت مع بعضنا ومع كلبنا Gildo :) أكثر ما يشعرني بالارتياح هو وجود الوقت، أن يكون لدينا الوقت للقيام بما نريد، لا مزيد من الأعذار.”

إيما، ساشا، بولين (وفيليب)، جنيف، مارس 2020

1588790602338-Emma-Sasha-Pauline-and-Philippe-Geneva
إيما، ساشا، بولين (وفيليب)، جنيف، مارس 2020

“أفتقد رؤية والدي وأخواتي. على الرغم من فرض الحجر المنزلي علينا، ولكن أشعر وكأن الأمر هو بمثابة استراحة من سباق الفئران المجنون في هذه الحياة. من الرائع أن أتمكن من قضاء الوقت مع طفلي وزوجتي.”

روان وبيبر، بيروت، مارس 2020

1588790690275-Rawan-Beirut-Lebanon
روان وبيبر، بيروت، مارس 2020

“قال لي صديق أن العالم لا يزال يسير بنفس الوتيرة، إنها فقط سرعتنا الخاصة التي تباطأت. في الواقع، أشعر أنني آخذ قسطًا من الراحة، فرصة للتنفس بشكل بطئ وعميق. الشيء الوحيد الذي أفتقده هو أن أكون في أحضان الرجل الذي أحبه.”

هشام، جنيف، مارس 2020

1588790790469-Hicham-Geneva
هشام، جنيف، مارس 2020

“أفتقد الذهاب إلى الشارع دون أن أشعر بالذنب أو اللامسؤولية. لدي شرفة صغيرة جدًا. لم أستخدمها من قبل، ولكن الآن، أصبحت الجلسة على الشرفة روتيني اليومي. أجلس في الخارج مرتين في اليوم: قبل البدء في العمل وبعد الانتهاء. لدي شجرة زيتون صغيرة تذكرني بالبيت.”

رافاييلا، بانكوك، مارس 2020

1588790893167-Raphaella-Bangkok
رافاييلا، بانكوك، مارس 2020

“أفتقد السباحة كثيرًا ولكن هناك أفتقد شخص معين أفتقده أكثر من السباحة. إنه شعور غريب ومزعج. لا أتذكر آخر مرة اشتقت فيها لرجل لهذه الدرجة. أفضل ما في الأمر هو أنني أملك الكثير من الوقت للتأمل في الواقع، وكل يوم أحرز تقدمًا هائلاً. لقد جعلني الحجر المنزلي أكثر مرونة عاطفياً وعقلياً.”

لورد، برشلونة، أبريل 2020

1588791007325-Lourdes-Barcelona
لورد، برشلونة، أبريل 2020

“صحة وَالدّي تقلقني. عدم التواجد معهم للمساعدة في حالة حصول أي شيء هو أمر مقلق بحق. أفتقد حياتي، أصدقائي، عملي، السفر والبحر، والغوص. أول شيء سأفعله عندما ينتهي هذا هو الذهاب إلى منزل والديّ وإخبارهم بأنهم يَعنون العالم بالنسبة لي.”

إيمانويل، باريس، أبريل 2020

1588791076625-Emmanuel-Paris
إيمانويل، باريس، أبريل 2020

“أشعر بالقلق من أن الناس لن يتعلموا من هذا الدرس، وأن يعودوا ببساطة إلى عالم ما قبل الكورونا وكأن شيئًا لم يمكن. افتقد رؤية الناس الذين أحبهم وأحب التواجد معهم. في أقرب فرصة ممكنة، سأخرج لتناول غداء يوم الأحد في منزل أمي.”

رميشا، إسلام أباد، مارس 2020

1588791171476-Rimsha-Islamabad-Pakistan

“لقد نسيت كيف يمكن أن يكون العمل خارج المكتب منعشًا ومحفزاً بشكل خلاق، ولكني أفتقد قضاء الوقت مع زملائي. العمل معًا له دفء خاص. في الوقت الحالي، سأستمر في الاستمتاع بدفء الشمس وبجميع اللقاءات الافتراضية.”

بولا، هلا، نبيل، دلبتا، لبنان، مارس 2020

1588791592921-Paula-Hala-and-Nabil-Dlebta-Lebanon

بولا: افتقد زيارات أبنائي الذين يعيشون في الخارج.

هلا: أستمتع بقضاء المزيد من الوقت مع والدي. ولكن أول شيء أفعله بعد إنتهاء الحجر المنزلي، هو تناول العشاء مع أصدقائي والاحتفال بعيد ميلادي.

نبيل: يسعدني أن أرى ابنتي كل يوم. ولكني أريد أن أذهب إلى الحلاق في أقرب وقت ممكن.