جدل ودعوات للانسحاب من مسابقة ملكة جمال الكون 2021، ما السبب؟

Miss_universe_thailand_2021_final

مع اقتراب انطلاق مسابقة ملكة جمال الكون لعام 2021، نشط مؤخرًا جدلاً، انقسمت فيه الآراء بين مؤيد ومعارض للمسابقة بنسختها الـ 70، بسبب مكان إقامتها هذا العام في إيلات، إسرائيل حيث من المقرر انطلاق المسابقة في الـ 12 من ديسمبر.

بدأت مسابقة ملكة جمال الكون، في عام 1952، كحيلة تسويقية من شركة ملابس في كاليفورنيا، بعدما رفضت ملكة جمال أمريكا في ذلك الوقت، ارتداء أحد ملابس السباحة. لتنتقل عامًا بعد عام، المسابقة من شركة إلى أخرى، ضمن الهدف الأساسي وهو التسويق، واكتساب الشهرة على حساب المتسابقات من مختلف بلدان العالم التي تدفع إشتراكاً سنويًا. يختلف عدد البلدان المشاركة من عام لآخر، ويقتصر الأمر على البلدان الغنية القادرة على الدفع، فيما تحرم البلدان النامية والفقيرة لعدم قدرتها المادية. كذلك، منذ بداية المسابقة حتى عام 2018، كان جميع الحكام من الذكور (عادة الرجال البيض، مثل مؤسسي المسابقة).

Videos by VICE

العنصرية موجودة ومتجذرة في المسابقة الكونية، إضافة إلى اعتمادها على معايير عالية في الجمال الجسدي للمشاركات، بهدف جذب الجمهور، على عكس ما يروج له القائمون بأن الثقافة أيضًا معيارًا أساسيًا في اختيار وترشح المتسابقات، وهو ما دفع العديد من توجيه الانتقادات للمسابقة، وشبيهاتها من المسابقات الأخرى، باعتبارها تسليع لجسد المرأة وترسيخ معايير جمال غير واقعية وتمييزية.

لم يكن الجدل الدائر هذا العام، يتمحور حول العنصرية وتسليع جسد المرأة فقط، بل مكان إقامة المسابقة في “إيلات” مدينة على ساحل البحر الأحمر، التي كانت بحسب الفلسطينيين، “تُعرف باسم أم الرشرش قبل تهجير سكانها الأصليين عام 1949 بعد النكبة وقيام إسرائيل.”

لماذا طالبت الحملة الفلسطينية لمقاطعة “إسرائيل” أكاديميًا وثقافيًا، بمقاطعة المسابقة؟
فور صدور إعلان مكان إقامة المسابقة، سارعت الحملة الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل أكاديميًا وثقافيًا، بطلبها من المشاركين بالانسحاب من المسابقة، في بيان لها نشرته على تويتر، “لتجنب التواطؤ في نظام الفصل العنصري الإسرائيلي وانتهاكه لحقوق الإنسان الفلسطيني ولتسليط الضوء على جرائم الحرب التي ترتكبها “إسرائيل” بحق الفلسطينيين.” كان من المفترض أن تكون مسابقة ملكة جمال الكون، حدثًا يروج لتمكين النساء، بحسب المنظمين، وهو ما يتناقض مع اختيارهم مكان إقامتها هذا العام، “مع الممارسات القمعية الإسرائيلية بحق النساء الفلسطينيات والتنكيل بهنّ.”

هذه ليست المرة الأولى التي تخرج بها حملات من نشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان، للمطالبة بسحب حدثٍ دولي يقام في إسرائيل، فقد سبق ذلك العديد من الحملات، منها قبل عامين عندما تم نقل مهرجان يوروفيجن من القدس إلى تل أبيب، وانسحاب العديد من الفنانين العالمين ورفضهم للمشاركة، وقرار الروائية الأيرلندية روني التضامن مع الفلسطينيين بمنعها دار نشر إسرائيلية من ترجمة روايتها الأخيرة للعبرية، إضافة للعديد من حملات المقاطعة الرياضية والثقافية.

لماذا انسحبت بعض المشاركات؟
من المفترض أن تتنافس قرابة 75 ملكة جمال من مختلف دول العالم، على لقب ملكة جمال الكون 2021، لكن بسبب حملات المقاطعة والانسحاب، بالإضافة إلى كوفيد-19 أعلن البعض منهنّ الانسحاب. ملكة جمال الكون اليونان رافائيلا بلاستيرا أعلنت انسحابها مؤخرًا، معلنة حبها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني من خلال حسابها على انستغرام. وكتبت “الإنسانية فوق ملكات الجمال.” لكن سرعان ما تم الإعلان عن بديلتها كاترينا كوفوتساكي، ليتم لاحقًا الإعلان عن استبدال كاترينا بـ صوفيا أرابوجياني، بسبب عدم تمكن كوفوتساكي من المشاركة لأسباب صحية.

كما انسحبت في بداية نوفمبر الحالي، المتسابقات من ماليزيا وإندونيسيا ولاوس، بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19، وليس بسبب موقف سياسي. كما تم الإعلان عن انسحاب ملكة جمال جزيرة بربادوس، هيلاري آن ويليامز. بربادوس، المستعمرة البريطانية السابقة في منطقة البحر الكاريبي كانت قد أعلنت التخلي عن التاج البريطاني في 30 نوفمبر الجاري، بعد 400 عام من الاستعمار البريطاني. 

من هي الدول العربية المشاركة؟
اختارت الإمارات المشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون لعام 2021، لأول مرة، بعدما أعلنت خلال أكتوبر الماضي، عن مسابقة ملكة جمال الكون الإمارات، لاختيار ممثلة عنها، إلا أن منظمو المسابقة، وفي يوم التتويج، والذي كان مقررًا، في 7 نوفمبر الماضي، أعلنوا عن إلغاء الحفل، بسبب “ضيق الوقت” دون ذكر أيّ تفاصيل أخرى.

المغرب أيضٌا، قرر المشاركة في المسابقة، بعد انقطاع أربعة عقود. وستشارك الوصيفة الأولى المغربية، كوثر بن حليمة، 22 عامًا من مراكش، بعد الإعلان عن تعرض ملكة جمال المغرب فاطمة خياط لحادث، يمنعها من القدرة على الحركة خلال الأسابيع القادمة.

كما تشارك ملكة جمال البحرين، منار دياني في المسابقة. وقالت دياني، التي يبلغ طولها 155 سم، لصحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية في نوفمبر “قد أكون أقصر مرشح في تاريخ (مسابقة) ملكة جمال الكون، لكنني أقف شامخة ممثلة لبلد الحب والسلام والطيبة – أول ملكة جمال البحرين على الإطلاق.”

جدل جنوب أفريقي على المشاركة، لماذا؟
يدور الجدل حول مسابقة ملكة جمال الكون جنوب أفريقيا، بعد أن سحبت الحكومة دعمها للحدث بسبب خطط المنظمين المحليين للمشاركة في المسابقة، وفشلها في إقناعهم بالانسحاب احتجاجًا على سياسات “إسرائيل” تجاه الفلسطينيين، مطالبين ملكة الجمال جنوب، لاليلا مسوان، بمقاطعة ملكة جمال الكون بسبب عقدها في إسرائيل.

كما حدث حفيد رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا، ملكة جمال جنوب أفريقيا إلى مقاطعة المنافسة هذا العام، مشيرًا إلى نظام “الفصل العنصري الإسرائيلي، الذي يشبه إلى حد بعيد نظام الفصل العنصري الذي عاشه سكان جنوب أفريقيا.” من جانبها، تستمر مسوان، البالغة من العمر 24 عامًا، خريجة القانون، والتي فازت في مسابقة ملكة جمال جنوب أفريقيا الشهر الماضي، صامتة بشأن ما إذا كانت ستشارك في المسابقة أم لا.

كوفيد-19، ومتحوراته، هل ستعقد المسابقة؟
قد تنجح إسرائيل في إقامة المسابقة بموعدها، على الرغم من حملات المقاطعة التي يقودها النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، إلا أن المتغيرات الجديدة العالمية فيما يخص كوفيد-19 قد تبشر بغير ذلك.

فقبل أيام، أعلن العلماء في جنوب أفريقيا عن اكتشاف متحور أوميكرون وتم تحديد عدة حالات في دول بأوروبا وآسيا، مما تسبب بإعلان بعض الدول، حظر السفر من وإلى عدة دول أفريقية.

من بين الدول التي وصل إليها “أوميكرون” كانت إسرائيل، التي سارعت إلى إعلان إغلاق حدودها أمام جميع الأجانب للحد من تفشي الفيروس، بعد اكتشاف أولى الحالات، بعد 4 أسابيع من إعادة فتحها أمام السياح. وقال منظمو مسابقة ملكة جمال الكون إن إحدى المتسابقات أثبتت إصابتها بالمتحور الجديد بعد وصولها إلى إسرائيل قبل إغلاق الحدود.