الأسبوع الماضي، قام بسام الشيخ حسين باقتحام بنك في لبنان مسلحًا ببندقية في حصار دام ست ساعات احتجز خلاله خمسة موظفين وزبونًا كرهائن. اليوم يجلس في المنزل رجلًا حرًا دون أي تهمة. ليس ذلك فحسب، ولكنه أصبح أيضًا بطلاً شعبيًا بعد اقتحامه فرع البنك الفيدرالي في الحمرا، غرب بيروت.
هذا التصرف اليائس يدل على مدى انحدار لبنان نحو انهيار اقتصادي شبه كامل. بعد عقود من الإدارة المالية في أعقاب حرب أهلية مدمرة، تقف البلاد حقًا على حافة الهاوية: دولة شبه فاشلة تمر بواحدة من أسوأ الأزمات المالية في العالم.
لم يكن حسين (42 عامًا) يحاول سرقة فرع البنك الفيدرالي اللبناني في الحمرا غربي بيروت، بل كان يحاول سحب أمواله الخاصة. لكنه مثل ملايين اللبنانيين الآخرين، يُسمح له فقط بسحب مبلغ محدود كل شهر، حوالي 400 دولار وهو مبلغ بالكاد يكفي لتغطية نفقاته ودعم عائلته، ناهيك عن سداد فواتير والده الطبية البالغة 50 ألف دولار والديون المتزايدة الأخرى. إنه ليس أول شخص “يسرق” مصرفًا لسحب أمواله الخاصة في لبنان.
Videos by VICE
يقول حسين لـ VICE World News من منزله في بيروت، مرتديًا سروالًا كاكيًا رياضيًا، وتي شيرت يظهر وشم نمر على ذراعه، ونفس قبعة البيسبول التي كان يرتديها في ذلك اليوم.
خلف حسين، المتزوج ولديه ولد، يجلس والده المسن، ويطلق تأوهًا مؤلمًا وهو ينظر إلى السقف. يعاني والده من مرض الزهايمر الحاد، والذي أدى إلى إصابته بالعديد من الإصابات الناجمة عن وقوعه، مما جعله يعاني من الضعف ويحتاج إلى مزيد من العناية والرعاية الطبية باهظة التكلفة.
مع نضوب الأموال، وتجاهل توسلاته للبنك، يقول حسين أن صبره نفذ. “شعرت وكأنني مخنوق” ويضيف: “قلت لمدير البنك، إذا لم أستطع الحصول على أموالي، فسوف آتي وأحرق الفرع.”
يوم الخميس الماضي، بعد ذهابه لفرع البنك، قيل له إنه لا يستطيع الوصول إلى مدخراته الخاصة بقيمة 209،000 دولار، حينها عاد حسين إلى سيارته وأحضر بندقية وعلبة وقود مليئة بالوقود.
دخل الفرع وبدأ في صب البنزين على المبنى. ثم أغلق باب البنك وحاصر ستة رهائن بالداخل.
ويقول: “قلت للرهائن” لا تخافوا، لا تتورطوا في هذا الأمر ولن يتأذى أحد.”
سرعان ما بدأت مقاطع فيديو تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تم التقاطها بكاميرات الهاتف المحمول عبر نوافذ الفرع تظهر حسين وهو يصرخ بمطالبه في الموظفين.
ويشير حسين إنه كان على استعداد لفعل “كل ما يتطلبه الأمر” للحصول على أمواله. وتابع: “شعرت بقوة إلهية غير عادية، شيء لم أشعر به من قبل، كان هناك الكثير من الغضب في داخلي، لدرجة أنني كنت على استعداد لإراقة الدماء.”
مع مرور الوقت، دخل في مفاوضات مع البنك والشرطة حيث بدأت حشود المتظاهرين المؤيدين لحسين بالتجمع في الشوارع خارج فرع البنك. بعد ست ساعات مرهقة، وافق حسين على الحصول على مبلغ 35 ألف دولار نقدًا – من مدخراته – في ذلك اليوم. قال إن المفاوضين وعدوه أيضًا بأنه سيتقاضى 400 دولار كل يوم فصاعدًا وأنه سيسمح له بالعودة إلى المنزل على الفور.
أكد حسين أنه وضع الـ 35 ألف دولار في مكان آمن مع أحد أفراد أسرته، ولكن بدلاً من العودة إلى المنزل مباشرة، تم احتجازه في وزارة الداخلية اللبنانية لمدة خمسة أيام، نصفها كان مضربًا عن الطعام. أطلق القاضي سراحه في النهاية بعد إسقاط التهم.
يشير حسين إلى إنه لم يتلق 400 دولار في اليوم كما قيل له.
ويضيف: “إنهم كذابون. كانوا يخبرونني فقط بأشياء لطيفة حتى أسقط سلاحي، وعندما فعلت ذلك فشلوا في تنفيذ ما وعدوني به.”
لا تزال هناك فرصة لمحاكمة حسين من قبل محكمة منفصلة، على الرغم من سحب البنك الفيدرالي شكواه ضده.
لكن حسين يفكر بالفعل في بقية مدخراته. ويقول: “حتى قبل نفاد الأموال التي لدي، سأذهب إلى البنك وأخذ المزيد. ربما في المرة القادمة سأستخدم القنابل اليدوية، ربما استخدم شيء آخر. ربما نفس البنك، ربما بنك آخر، لكنني سأفعل ذلك مرة أخرى.”