رغم أنّ حياتنا بطبيعة الأحوال أصبحت بمثابة كابوس، ما زال هناك كوابيس تراودنا ليلاً تجعل كوابيسنا اليومية لطيفة بالمقارنة. لا يمكن أن ننكر أنّنا مجتمع يضع أهمية كبيرة للأحلام، أو مكانة ما ورائية لها، سواء من تفسيراتها الباطنية أو حتى التوقعات التي يمكن أن نستخرجها منها. في الفترة الأخيرة، تحدث الكثير من أصدقائي عن أن أحلامهم أصبحت أكثر سوداوية خلال فترة الحجر الصحي وما بعده، وقد يكون ذلك مرتبط بتأثير الأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا والإغلاق على الصحة النفسية للكثير منا. لهذا، قررت سؤال عدد من المعارف عن الكوابيس التي راودتهم خلال هذه الفترة.
امرأة حامل لاحقتني بطفولتي
“أتذكر كابوساً ظل يراودني لفترة. كان هناك امرأة حامل تأتي إلى جانبي وتجلس على السرير وتنظر إليّ طوال الوقت وكان شكلها مخيف جداً. كنت أشعر أنّه لا يمكنني التحرك، أحياناً لم تأت في الحلم، بل خلال حالة كان تصيبني من شلل النوم Sleep Paralysis. لاحقاً تطورت هذه الكوابيس وبدأت هذه المرأة تزورني مع ابنها الذي أنجبته، وتجلس على طرف السرير وهي تحمله. أخبرت أمي عن هذا الكابوس، وسألت شيخ وقال لها أن تضع مقص تحت وسادتي، وأن أقتلها بالمقص حينما تزورني. وحصل الأمر. في الحلم الأخير قتلتها، أخذت مقص من تحت الوسادة وقتلتها، لكنّني لم أقتل ابنها. كانت أسوأ فترة في حياتي، ومن بعد الحلم الأخير، لم أرها بحياتي.” –هاني، 18 عامًا
Videos by VICE
قال لي الشيخ أنني شيطان
“كنت بمدرسة إسلامية وكان دائماً هناك نقاش حول ضرورة ارتداء الحجاب ولكنني لم أكن محجبة ولم أقتنع بارتدائه. ولكن كنت أخاف أن يحدث لي ما حدث لصديقة معي في الصف، حيث زارتها حفيدة الرسول بالمنام وطلبت منها أن ترتدي الحجاب، في النهاية حصل الأمر معي. حلمت أنّني أتنزه بمكان جميل جداً يشبه الجنة وتأتي إلي امرأة لا يمكنني رؤية وجهها، وتقول لي أنّها “السيدة زينب” تبدأ الحديث معي وتخبرني أنّه يجب أن أرتدي الحجاب، أبدأ بالركض منها وهي تصرخ لي “أين تذهبين؟” وأنا أركض وأقول لها، اتركيني وحدي لا أريد الحجاب… وأستيقظ. الحلم مزعج بطبيعة الأحوال، وشعرت بذنب كبير بسببه، قررت أن أتصل بشيخ كي أطمئن، فقال لي “أنت شيطان” وأغلق الخط بوجهي.” –رنا، 24 عامًا
كوابيس ما قبل الموت
“كنت أجلس في منزلي وإذ بالباب يقرع لأفتح وأجد أمّي وأختها المتوفاتين، كانت ترتديان اللون الأسود وهناك حزن على وجههما. دخلتا المنزل وجلستا في غرفة الجلوس ولم تتكلما أبداً معي، استمرتا بالنظر إلي مع ملامح حزن من دون التفوه بأي كلمة. استيقظت من هذا الكابوس ولم أنم تلك الليلة. في اليوم التالي توفي ابني بسكتة قلبية. لم يكن الحلم الوحيد من هذا النوع. قبل وفاة زوج ابنتي حلمت أيضاً أنّ زوجي المتوفي جاء للمنزل هو وشقيقه المتوفي أيضاً، ونشرا شراشف سوداء حول المنزل، في اليوم التالي مات زوج ابنتي. وقبل وفاة صديقتي المفضلة، حلمت أنّ جميع أقربائي المتوفين يقفون في منزلها يرتدون اللون الأسود. في كل مرة يموت شخص مقرب لي، يأتي أقربائي ويأخذونه منّي في الحلم. ربما هذه طريقتهم لتقديم العزاء.” -سناء، 60 عامًا
علاقتي بأمّي كانت كابوس
“أنا وأمّي نمر أحياناً بفترات صعبة. مشاكل كثيرة وخلافات معقدة، كانت قد وصلت الأمور لذروتها منذ فترة. حلمت أنّ أمي مصابة بالسرطان ولديها 24 ساعة لتعيش. كنت بالغرفة معها وطلبت منها أن نودّع بعضنا البعض وأن نتحدث عن كل شيء. لكنها لم تكن تستمع لي أو حتى ترد علي، وبدأت أصرخ وأقول لها أنّه اليوم الأخير وأحتاج إلى هذا الوداع. لم ترد رغم صراخي والحاحي، كانت تتجاهلني وتستمر بالحديث مع أشقائي بشكل طبيعي. انتهى الحلم بصراخي وبكائي ورغبتي بأن تسمعني لمرة أخيرة دون نجاح، كان من أسوأ الكوابيس التي أتذكرها.” –جوليانا، 27 عامًا
حلمت بوالد زوجتي
“كنت قد خنت زوجتي وكشفت أمري، تشاجرنا وقررت مغادرة المنزل. في تلك الليلة، أتى والد زوجتي المتوفي في المنام. رأيته بشارع معتم، يمشي بعصاه وقبعته الكلاسيكية. صرخت محاولاً لفن انتباهه، ولكنه استمر بالمشي دون يراني أو يسمعني، بدأت أركض وراءه وأحاول أن أصل إليه. توقف فجأة، أمسكت يده وحاولت الحديث معه، دار وجهه نحوي وإذ به يشبه كائن مخيف بعيون حمراء، وهجم علي، واستيقظت من أسوأ كابوس في حياتي. ربما أراد أن يقول لي كم أنا حقير لما فعلته بإبنته.” -رامي، 35 عامًا
مايا آنجلو تزورني
“حلمت أنّني كنت أزور المكتبة كي أتأكد من كتاب “أعرف لماذا يغرد الطائر الحبيس” لمايا آنجلو ورغم أنّني كنت متأكدة أنّه لا يمكنني الحصول عليه، وجدته بنسختين، كانت رائحة المكتبة كريهة جداً وكانت الكتب رطبة. جاءت أمينة المكتبة التي كانت تظهر عليها ملامح الحزن والكآبة. حاولت سؤالها عن سبب هذه الرائحة الكريهة، فبدأت بالبكاء حاولت مواساتها وغمرتها من الخلف وكان هناك الكثير من المرايا حولنا. فجأة، شعرت بوجود بامرأة خلفي تعانقني، وكانت مايا آنجلو. كنّا 3 فتيات يغمرن بعضهن البعض. بدأت مايا تقبل أذني، وتحولت بعدها لشبح ودخلت أذني، وبدأت أسمع صدى عالي ومزعج برأسي. استيقظت بعدها وكان رأسي يؤلمني، كان هذا أغرب كابوس يراودني.” –ميرا، 24 عامًا
عذاب جسدي ونفسي
“تراودني كوابيس طوال الوقت، لكن لا أنسى هذا الكابوس، كنت قد شاهدت فيلم Oldboy قبل أن أنام. في المنام، حلمت أن هناك ولد قام بخطفي لأنني قد تنمرت عليه في المدرسة (وهو أمر من المستحيل أن أفعله في الواقع). قام بتعذبني جسدياً بعد خطفي، ومن ثم خطف والدي. في الحلم، كنت أراه يحمل مقدحاً كهربائياً يريد ثقب جسمي به، ويبدأ بثق رجلي، وفي تلك اللحظة شاهدت أبي يموت بسكتة قلبية من المشهد. كابوس أشبه بفيلم رعب.” -منال، 28 عامًا
كابوسي الذي أرعبني
“هناك كابوس غريب يراودني باستمرار. كنت أرى رجلاً يعرف عن نفسه على أنّه الشيطان، لم أر وجهه يوماً، لكنّه كان يعلمني كيف يمكنني أن أقتل نفسي. كان يقدّم لي شفرة ويأمرني بتقطيع وريدي. كنت أستيقظ مرعوبة في كل مرة. أظن أنّه كان يمثل لي فكرة باطنية، حيث كنت دائماً أخاف من فكرة الانتحار بسبب صديقة لي كانت تعاني من الاكتئاب وتقوم بأذية نفسها.” -غوى، 24 عامًا