للشعر الأبيض هيبته، وللتجاعيد وقارها. “كبار السن” الجملة على المقاعد الأولى للحافلات ومترو الأنفاق، الكلمة تفتح أبواب الرقة وتزيح ستار القسوة، فتجعل الشاب الغض، يقوم من كرسيه ليدعو الرجل العجوز، والطفل يقف احترامًا للسيدة التي تتكأ على عكازها. لكن بين ليلة وضحاها تغير الأمر، فصارت الجملة تثير الضحك، والشعر الأبيض والتجاعيد أضحوا مثارًا للتعليقات الكوميدية، وكشف تطبيق فيس آب -Face app عن شيب مزيف، وعجز مبكر لشباب في العشرينات من عمرهم، ولأطفال قرروا اكتشاف كيف يمكن أن يبدو مظهرهم في نهاية طريقهم، قبل أن يبدأ.
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتردد أحد في أن يخوض التجربة، قليلون هم من رفضوا استباق العمر، لم يودوا أن يبدلوا طراوة جلودهم بخشونة التجعيد، أحبوا شبابهم وأجلوا شيخوختهم لموعدها، سألنا من أقدم فصدم، ومن فوجأ فبكى، ومن عرف فضحك، ومن ود لو لم يمر بتجربة Face app.
Videos by VICE
بكيت وضحك الجميع
“كنت أعتقد أنني سأضحك..لكنني شعرت بالرعب بمجرد أن رأيت صورتي بعد التعديل، حتى أنى لم أستطع أن أسيطر على دموعي وأنا أِشاهد نفسي وقد صرت عجوزًا، صورتي الشابة ضاحكة مبتسمة، كما أنا في الطبيعة، ربما هذا هو الشئ الوحيد الذي ثبت في صورتي العجوز، تغير وجهي وشكل أسناني، ونحفت خدودي عما هي الآن. حين رأتني أمي ضحكت وقالت ستصبحين عجوز سريعًا لأنك تضحكين سريعًا، كثرة الضحك تبكر من ظهور التجاعيد. أمي التي أتمت 55 عامًا رفضت أن أقوم بتجربة صورتها في التطبيق خوفًا ممكن يمكن أن يفعله بهاهذا اللعين، رغم محبة الكثيرين وتعليقاتهم الضاحكة على الصورة، إلا أن ذلك لم يمنعني من أفكر في ضرورة لجوئي لاستخدام البوتوكس والفيلر مبكرا، حتى أحظى بشيب مثالي على الأقل بخدود ممتلئة وشفاه لا يفقدها الزمن زهوتها”. -آية وجيه، 25 عاماً.

ليست أنا!
“حمدت الله على نعمة الشباب وعرفت أنى لا أدرك قيمة تلك اللحظات التي تمر، وهي عمري وصبوتي وشبابي كما تقول أم كلثوم، الصورة رغم أنها لم تكن سيئة جدًا، لكني شعرت بالخوف للوهلة الأولى، من هذه؟ هل هي أنا!؟.. كيف أصبحت أبدو في السبعين هكذا دفعة واحدة؟ كيف لم أشعر بما سأصنع و أنجز، حتى أصل لهذا العمر، من هذه المرأة العجوز التي ترتدي نفس طرحتي ولون ملابسي؟، كيف استعارت ابتسامتي الخجلى؟ وكيف صنعت لنفسها اسمًا مثل اسمي؟ أنا لم أزل شابة، لم أمرض، ولم تتساقط أسناني، ولم أعش حياتي.. أنا لا أريد هذه الصورة، عندما وضعتها على فيسبوك، أدهشتني قلوب المتابعين التي توالت تفاعلًا معها، وتعبيرًا عن الإعجاب والحب، فهذه الصورة ليست للحب، هي للضحك والسخرية فقط، أنا لا أحب نفسي عجوزًا فلا تحبوها، اسخروا منها وابقوا معي ودعوني أعيش الحياة، وأتمنى حين أصل لهذا العمر في الحقيقة أن أصل إليه راضية عما صنعته بعمري” –وفاء خيري، 23 عاماً.

أنسب للرجال!
“لم أفعلها..لكن فعلتها صديقة لي، أخبرتني أن صور النساء سيئة في التطبيق، والرجال صورهم أفضل، فقامت بالتجربة على صورتي، وقد صدقت حين رأيت صورتي، فرحت لأني شعرت أنني حين أكبر سأستمر على نفس نمط الحياة الذي اخترته، وإني سأظل أبدو أصغر عن عمري الحقيقي. وعلى الرغم من أنني في عامي الخامس والعشرين إلا أن كثيرون يقدرون عمري بخمسة عشر عامًا، لهذا حين رأيت الصورة كنت سعيد لأنني أخيرًا سأكبر. بشكل عام أعتدت ترتيب حياتي لأعيشها كما أريد واستمتع بكل لحظة فيها، بما يمكنني من الوفاء بكافة التزاماتي تجاه الحياة عندما أصل لهذا العمر، وأكمل ما تبقى فقط مع شغفي بموسيقى الجاز دون أي ضغوط أو التزامات” -أحمد سيد خليل، 25 عاماً.

لم أعد أتمنى أن أصير كبيرًا
“أنا الوحيد الذي شاركت في التريند من بين أصحابي، ربما لأني أريد أن أكبر سريعًا، هذه أمنية كل أصدقائي لكنني الوحيد الذي حققها، الجميع من حولي دائمًا ما يعتقدون أنني أكبر من سني الفعلي، بسبب طولي الذي يسبب لي العديد من المشاكل، لكني أخيرًا استغللته في شئ نافع، فظهرت صورتي وأنا كبير متسقة مع حجمي أكبر مما أنا عليه في عمري الآن، لكن الحقيقة بعدما رأيت شكلي عندم يتقدم بي العمر – إن صح توقع التطبيق – صدقت أمي وهي تقول لي أنني أعيش أسعد أيام حياتي وأنا لا أدري، سأعيش طفلاً طويلاً أفضل من عجوز كبير.” –محمد أيمن، 12 عاماً.

أحاول أن أنساها
“لم يشغلني في البداية أن أعرف مظهري في شيخوختي، في الغالب لا تشغلني موجات التريند ولا أنساق وراءها، لكن بعد فترة قتلني الفضول، بعدما تابعت صور الأصدقاء، تتوالى عبر فيسبوك وانستجرام، جربت التطبيق ورأيت صورتي لكني لم أنشرها، وحتى لم أحتفظ بها في الجاليري، لا أعرف السبب الذي جعلني أفعل ذلك، كانت الصورة قريبة منى إلي حد كبير، للدرجة التي أثارت دهشتي، وبقيت أنظر لها لفترة طويلة، وأنا لا أصدق أن هذا يمكن أن يكون أنا، لم أكن أشبه أحد، لا أبي ولا جدي، كنت أنا بشعر أبيض، وتجاعيد، تحمل قدر كبير من الواقعية، رؤية الصورة بقدر ما أثارت دهشتي وارتياحي لاقترابها مني، بقدر ما حركت في شعورًا بتأنيب الضمير، إزاء مرور العمر وما فعلته فيه، ورغم صغر سني الآن، إلا أن لا أحد يضمن غدر الزمن ولا بركة العمر، لم أخطط للاحتفاظ بالصورة للمشاركة في تقرير صحفي، لكني لم أكن لأفعل حتى لو عرفت، فبقدر الإمكان سأحاول ألا أتذكرها أبدًا”. -عمر فارس، 24 عاماً.
More
From VICE
-
Google Nest Thermostat (4th Gen) – Credit: Google -
Screenshot: Starward Industries -
Screenshot: Bethesda Softworks -
DJI Mavic 4 Pro – Credit: Igor Bogdanov