تم الإعلان عن وفاة ساشا إلياسون إكلينيكيا مرتين، حدث موته الأول خلال دراسته في السويد، حيث فقد السيطرة على دراجته النارية أثناء محاولته أن يستخدم فرامل دراجته قبل الاصطدام بمنطقة لأعمال البناء، تم العثور عليه فاقداً للوعي ودون نبض، ولكن المُسعفين أنقذوه في مكان الحادث. بعد ذلك، وبعد مرور بضعة أشهر فقط على إعادة تأهيله، تناول ساشا جرعة زائدة من المُسكنات عن طريق الخطأ، مما أدى إلى انخفاض معدلات ضربات قلبه إلى 10 نبضات في الدقيقة وتسبب ذلك في توقف الجهاز التنفسي عن العمل، لكن مرة أخرى تم إنعاشه. تحدثت VICE إلى ساشا – الذي يبلغ الآن من العمر 26 عامًا ويدرس إدارة الأعمال عن تفاصيل تجربة الاقتراب من الموت وكيف تغيرت نظرته للحياة.
VICE : مرحبا ساشا، هل الموت مؤلم؟
ساشا إلياسون: لا، أعني في اللحظة نفسها أو قبلها لا تشعر بشيء، ربما استغرق الأمر حوالي 24 ساعة قبل أن أبدأ في الشعور بأي ألم. في المرة الأولى، أصبت بالصدمة؛ لذا لم أشعر بأي ألم. في المرة الثانية كانت وفاتي بسبب مسكنات الألم؛ لذا كنت أشعر بالألم، لكن لم يكن ذلك بسبب الموت السريري، بل كان ألمًا بشكل عام، لذلك، لم يكن للألم علاقة بالموت.
Videos by VICE
هل مر شريط حياتك أمام عينيك؟ ماذا رأيت عندما كنت ميتًا؟
لم أرَ شريط حياتي يمر أمامي، ولم أرَ يسوع أو النور في نهاية النفق أو أي شيء، حقًا، لم أرَ أي شيء لأنني لم أكن حقاً هناك. عرفت ما حدث عندما استيقظت، إنها مثل القيلولة دون أي أحلام، لكنني لم أعلم كم من الوقت غفوت، لقد كنت ضائعاً إلى حد كبير، لكنني أدركت أن ذلك حدث، وهذا كل شيء، كنت أعرف فقط أن الوقت قد مر.
ما هو الجزء الأكثر بشاعة بالموت، هل تغوطت على نفسك مثلاً؟
ليس هذا على حد علمي، أنا متأكد من أن ذلك يحدث حينما تموت لبعض الوقت، لكن أعضلاتي كانت متشنجة لفترة من الوقت بعد أن مِت. من الناحية النفسية كانت الأمور أصعب بكثير.
ماذا كان يدور في رأسك عندما أخبروك بأنك عدت من الموت؟
مشاعر شديدة التقلب إلى حد كبير، في البداية اعتقدت أنه أمر رائع، أعني أنني نجوت من الموت، توفيت وعدت إلى الحياة. لكن بعد فترة وجيزة من إنتهاء الأمر، شعرت بأن ذلك كان خطير للغاية، وكان يمكن أن يتجه إلى ما هو أسوأ من ذلك بكثير؛ لذا بدأت تلك الأفكار تغمرني، ولكن بشكل عام، أنا شخص إيجابي جدًا، ولن يؤثر ذلك في نفسي كثيراً.
كيف تغيرت علاقتك بالدين، هل تعتقد أن لديك “ملاك حارس”؟
لا أؤمن بالله أو أي شيء، أنا أكثر انفتاحًا على فكرة أنه إذا لم تتمكن من إثبات أي شيء، فمن الغباء القول إنك تعرف ما إذا كان هناك شيء موجود أم لا، لذا؛ لا أعتقد أن هناك إله، أو قوة أعلى، أو هناك حياة بعد الموت. أرى هذا الأمر كما حدث، وأنا أحاول أن أعطي نفسي مُبرراً وراء ما حدث، أنا متأكد من أنك يمكن أن تفكر أن هناك ملاك حارس كان يحميني وأنه السبب في أنني لم أمت، ولكن يمكنك أيضا أن تسأل نفسك إذا كانت هناك قوة أعلى فلماذا سمحت لي بالسقوط بالدراجة النارية في الحادثة الأولى، أنا فقط أتجنب هذا النوع من التفكير.
ما هي علاقتك بالموت الآن بعد أن عايشته مرتين؟
بالتأكيد كانت البداية صعبة، كان عليّ أن أقوم بإعادة التأهيل المكثف لمدة عام، ثم بعد ذلك قمت بإعادة تأهيل نفسي، في محاولة للعودة إلى حياتي الطبيعية. كان ذلك قاسيًا، ولكن الآن بعد أن حدث، فأنا ممتن لحدوثه. لقد أجبرتني التجربتين بالتأكيد على النضج كثيراً وبسرعة كبيرة. علاقتي بالحادث تبدو إيجابية للغاية الآن، ومع الموت بشكل عام، أنا لست خائفا من الموت، بالطبع لا أرحب به، لا أريد أن أموت، ولكن إذا حدث سوف أتقبله.
على الجانب الآخر من ذلك، هل تتعامل مع الحياة بشكل مختلف؟
اعتدت أن أكون حذرًا جدًا وأخوض فقط المخاطر المحسوبة، كنت أخاف من المرتفعات، لكنني الآن أصل إلى أسطح المنازل في كل مكان، لذلك يمكن أن أقول إن خبرتي في الوفاة ربما كان لها تأثير على ذلك. أنا الآن بالتأكيد أعيش حياتي بشكل أكثر، إذا كنت أريد أن أفعل شيئًا، أفعله. قبل ذلك، كنت دائمًا أحاول حساب الإيجابيات والسلبيات، وفي النهاية، لا أقوم به، الآن أقوم بتنفيذ الكثير من الأشياء.
ما هي ردة فعل الناس عندما تخبرهم بأنك مت مرتين؟
ذلك يتوقف على الشخص نفسه، فالأمر يعتمد على ما إذا كان هذا الشخص ذو تفكير ديني أو منطقي، الناس الذين يفكرون منطقيًا يبدأون في التساؤل كيف حدث ذلك نظرًا لأنني على قيد الحياة الآن، كيف يمكنك أن تدّعي أنك مِت؟ أو مثل هذا النوع من الأسئلة، ثم عليّ أن أشرح بأنني كنت ميتًا إكلينيكيا. لكن عندما يتعلق الأمر بالناس المتدينين، فالأمر مختلف، إما أن يحاولوا تفسيره بشكل إيجابي وأن يقولوا أنه إذا آمنت بالله، فإنني كنت سأرى ضوءًا وسأجد الغفران. ولكن هناك أناس يغضبون ويقولون لي إنني لم أرَ أي شيء لأنني ذهبت إلى أعمق دائرة من الجحيم، لأنني لم أؤمن بالله. أحصل على الكثير من هذه الرسائل عبر الإنترنت، وأفهمها. بالنسبة لي، هذا التفكير يبدو كثيرًا متعصباً، أي شخص ليس في مجموعتك فإنه يصبح عدوك تلقائياً، أعتقد أن هذا يفسر سلوكهم إلى حد كبير.
هذا أمر قاس.. هل يقدم الناس رأيهم في ما حدث معك كثيراً؟
لقد حصلت على الكثير من هذه الآراء، نشرت مقالًا على Reddit، ثم قرأت التعليقات، كان هناك أشخاص يقولون عني أشياء سيئة وآخرون يدافعون عني، ما أقوله للناس هو: لا تفرضوا آرائكم على أي شخص آخر.
أخيراً، هل تعتقد أن هناك حياة بعد الموت؟
بالنسبة لي، لم يكن هناك شيء سوى الظلام. أعتقد أنه علينا محاولة عيش حياة أفضل، لا جدوى من محاولة معرفة ما هو الصواب؟ وما هو الخطأ؟ لأنني لا أعتقد أننا سنعرف ذلك. لا تضيع الوقت في محاولة الإجابة عن أسئلة حول ما بعد الموت، عش حياتك، كل ما عليك القيام به هو أن تتقبل الموت كما هو وأنه جزء من الحياة، ثم ستفهم بعد ذلك أنه ليس هناك ما تخشى منه.
نشر هذا المقال بالأصل على VICE استراليا.