في الوقت الذي وصل فيه سوق إزالة شعر الجسم الزائد في العالم لحجم معاملات بلغ ٩.٨ بليون دولار سنة ٢٠٢٠ بحسب تقدير الخبراء، لا تزال شريحة كبيرة من النساء تفضل إزالة شعرها الزائد بنفسها في المنزل، باستعمال شفرة الحلاقة أو شرائط الشمع البارد، سواء خوفًا من الألم أو خجلًا من إظهار الجسم لشخص آخر غريب، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمنطقة البيكيني. هنا يأتي دور أخصائية إزالة الشعر للنساء لربط علاقة ثقة من نوع خاص مع زبونتها. إذا كان يدور في ذهنكم ١٠٠ سؤال وسؤال حول هذه العملية -مثلي تمامًا قبل أن اتشجع للقيام بهذه المغامرة منذ سنوات- فستجدون ضالتكم حتمًا هنا.
سلمى، ٢٨ عامًا، أخصائية في إزالة الشعر للنساء، جمعت ما يقارب ١٠ سنوات من الخبرة في مجال عملها، أجابت على جميع تلك الأسئلة التي لطالما أردتم طرحها عليها.
Videos by VICE
VICE عربية: هل تكرهين عملك كمزيلة للشعر؟ ما هو أكثر شيء يشعرك بالتقزز والقرف في هذا العمل؟
سلمى: صراحة أنا لا أكره عملي ولم أتمنى يومًا تغييره. ومثل أي تخصص، فأنا أقوم بما تطلبه مني الزبونة في إطار مهني محض تمامًا مثل الطبيب على سبيل المثال. غياب النظافة الشخصية في المنطقة الحساسة للزبونة هو أكثر ما يزعجني. ولكن للأمانة، أغلب زبوناتي يأتيني نظيفات وإن كان هناك بعض النساء اللواتي لا تهتمن بهذا الجانب، وهذا الأمر لا يشعرني بالارتياح أبدًا. في هذه الحالة، أطلب من الزبونة أن تذهب إلى الحمام لتنظيف نفسها باستعمال معقمات وكريمات خاصة أمدها بها. أنا أولي أهمية كبيرة للنظافة الشخصية وأتمنى من كل زبوناتي أن تنظفن منطقتهن الحساسة قبل الشروع في إزالة الشعر من أجل راحتهن وراحتي أيضًا.
كيف تتعاملين مع من تأتيك خلال فترة الدورة الشهرية؟
أغلب زبوناتي لا يأتين خلال فترة الدورة الشهرية، وحتى من يفعلن ذلك تكون زيارتهن توافق الأيام الأخيرة من دورتهن، يعني أن كمية الدم تكون غالبًا قليلة إلى منعدمة. بالنسبة لهذه الفئة، فإنهن على الأغلب نساء مقبلات على الزواج وتزامن عرسهن مع هذه الفترة، يعني أن لديهن سببًا وجيهًا.
كم عدد النساء والفتيات اللواتي يزرنك كل يوم من أجل إزالة شعرهن؟
من الصعب تحديد العدد بالضبط. الأمر متعلق بالمواسم والأيام، فمثلًا أغلب النساء في فصل الشتاء لا يقبلن على إزالة الشعر كثيرًا مقارنة بفصل الصيف الذي يستدعي ارتداء ملابس تُظهِر بعض أجزاء الجسد. مرات يمكن أن يتجاوز العدد ٢٠ زبونة في اليوم، وفي مرات أخرى قد تزورني زبونة واحدة أو اثنتان.
كم كان عمر أصغر زبونة مرت لديك؟
جميع زبوناتي اللواتي مررن عليّ لإزالة شعرهن كنّ في العشرينات. لكن مرت على يدي فتيات ذوات ١٠ أو ٩ أعوام لإزالة الشعر من تحت الإبطين أو المنطقة المحيطة بالعانة بين الفخدين. جميع هؤلاء الفتيات أتين بصحبة أمهاتهن اللواتي كنّ يحرصن على تعليم بناتهن أسس الحفاظ على النظافة الشخصية وأيضًا من أجل تعويدهن على إزالة الشعر بالشمع. فأنت عندما تداومين على إزالة الشعر بهذه الطريقة دائمًا دون استعمال شفرات الحلاقة، تبدأ البصيلات بالضمور شيئًا فشيئًا مع الوقت، ما يجعل كثافة الشعر وسرعة نموه تقل. من هذا المنطلق تسارع الأمهات على الدفع ببناتهن إلى إزالة الشعر من أجسادهن منذ صغر سنهن.
ما هي أسوأ ردة فعل للألم قامت بها زبونة عندك؟
في أحد الأيام قدمت إليّ زبونة كانت تزورنا لأول مرة من أجل إزالة الشعر في منطقتها الحساسة، وقد حكت لي أن ما منعها لفترة طويلة من تجربة الأمر كان خوفها على غشاء البكارة. شرحت لها أن عملية إزالة الشعر تبقى خارجية ولا تصل إلى عمق الغشاء أبدًا. صراحة جعلني الأمر أفكر في الثقافة الجنسية التي نفتقدها في مجتمعنا. فبالرغم من أن هذه الزبونة كانت في العشرينات من عمرها، إلا أنه كانت لديها فكرة خاطئة تمامًا عن الموضوع، وهذا كله سببه الخوف الذي يُزرع في نفوسنا منذ الصغر وتعليق شرفنا على غشاء خفيف يمكن أن يفقَد بحادث صغير أو حتى أن لا يكون له وجود من الأساس.
على أي حال، طمأنتها وبدأنا العملية. كان كل شيء يسير على ما يرام إلى أن وصلت إلى المنطقة الموجودة بين الفخد الداخلي والمهبل. والمعروف عن هذه المنطقة أنها الأكثر حساسية وألمًا. كانت بشرة الزبون حساسة وهو ما زاد الطين بلة. مباشرة بعد رفعي لشريط الشمع تفاجأت بوجود دم أكثر من المعتاد عليه، واستمر الدم بالخروج دون توقف في المنطقة. لن أستطيع أن أصف لك شعور الهلع الذي تلبسني وظننت لوهلة أنني لمست غشاء بكارتها، بالرغم من أنني كنت أعلم أنه أمر مستحيل. بعد بضع ثوانٍ عدت لرشدي وحافظت على رباطة جأشي حتى لا أخيف الفتاة. الحمد لله أن ألمها لم يكن شديدًا لأنني تداركت الأمر بسرعة ووضعت على الجرح طبقة من جل الألوفيرا. هذه وصفتي السحرية: إذا جُرِحت في منطقتك الحساسة أو كنت تعانين من التهاب، عليك بجيل الألوفيرا الطبيعي الذي يبرد المنطقة بشكل آني ويمتص كل الألم.
هل صحيح أنكم تحكمون على أجسادنا سرًا؟
أنا شخصيًا لا أهتم أبدًا بالشكل الخارجي لزبوناتي ولا دخل لي أساسًا بأجسادهن. كل تركيزي ونظري يذهب إلى المنطقة التي تعنيني لمعاينة كثافة الشعر واتجاه نموه والطريقة الأنسب لإزالته. كما أخبرتك، هن تأتين إليّ من أجل خدمة محددة وأنا أقوم بعملي وأقف عند هذا الحد فقط. ولكن لن أخفيك سرًا أنني اشتغلت مع العديد من الزميلات اللواتي كنّ لا يخجلن من القيام بتعليقات على أجساد الزبونات بالسر، تعليقات أجدها مبتذلة، فمثلًا تجدينهن يضعن ألقابًا على الزبونات من قبيل “صاحبة المؤخرة العريضة” خصوصًا اللواتي لا تدفعن بقشيشًا سخيًا. ولكن إذا بسطت يدك عليهن، سيمطرنك بعبارات الغزل، بل ويتسابقن لخدمتك. أذكر إحدى الزميلات السابقات التي كانت تتحدى نفسها في كل مرة لتخمن إن كانت الزبونة بائعة هوى من خلال منطقتها الحساسة. كانت هذه الزميلة واحدة من الأسباب الرئيسية التي جعلتني أترك عملي السابق. أنا أرفض رفضًا قاطعًا أن تتم معاملة الزبونات بطريقة دنيئة، حتى لو كان ذلك وراء ظهورهن. هن يأتين إلينا ويأتمننا على أعمق أسرارهن، ولا يجوز لنا لا دينيًا ولا أخلاقيًا أن نخون هذه الثقة.
هل تأتمنك النساء على أسرارهن؟
نعم، أحاول تبادل أطراف الحديث معهن حول موضوع معين لأشتت انتباههن حتى لا يركزن على الألم عند إزالة الشعر. تختلف المواضيع من زبونة إلى أخرى. فمثلًا إذا كانت الزبون معتادة على القدوم إليّ في كل مرة، فإن المواضيع تكون أكثر خصوصية من واحدة أخرى تزورني لأول مرة. على العموم، يمكن أن نتكلم عن حالة الطقس أو مستجدات البلد، وأحوال العائلة والعمل. وهناك أحاديث عن الجنس والعلاقات. بعض الزبونات يخبرنني عن علاقتهن، شاب جديد أو حبيب هجرها وحطم قلبها. في إحدى المرات شهدت على علاقة كاملة لإحدى زبوناتي من فترة التعارف إلى أن طلب الشاب يدها للزواج، حتى أنها قدمت إليّ من أجل نصائح خاصة بليلة الدخلة لأنها كانت تجهل تمامًا ما عليها فعله.
تعتبرني بعض زبوناتي مثل أختهن التي لا تبخل عليهن بالنصائح، خصوصًا فيما يتعلق بهذه المواضيع لأننا للأسف لا نجلس مع أمهاتنا لمناقشة العلاقات الجنسية أو كيفية إثارة الزوج في الفراش مثلًا. لهذا السبب أجد أنه من واجبي بعض الشيء أن أساعد بمعرفتي ولو كانت ضئيلة. ففي الأخير أنا على اطلاع بما يراه الزوج أيضًا ولي كلمتي أنا الأخرى -تضحك-.
ما هي طريقتك في تخفيف الألم عن زبوناتك؟ وما هي نصائحك للتخلص من نمو الشعر تحت الجلد في المناطق الحساسة؟
طريقة وضع وإزالة الشمع على الجسد تلعب دورًا مهمًا أولًا في إزالة الشعر من جذوره وبالتالي إبطاء عملية نموه مجددًا، وأيضًا في عدم شعور الزبونة بالألم. سنوات خبرتي في هذا المجال مكنتني من تعلم كيفية التعامل مع كل جسم على حدة بالاعتماد على نوع البشرة واتجاه نمو الشعر. عمومًا حتى لا تحس زبوناتي بألم كبير أحرص على وضع الشمع على مناطق صغيرة وإزالة الشعر بالتدريج، وفي نفس الوقت.
أنسب طريقة هي القيام بسكراب خفيف للمنطقة قبل القدوم إلى الموعد باستعمال كريم مقشر خاص يباع في الصيدليات من أجل إزالة طبقة الجلد الميت الرقيقة المتكونة فوق الشعر. هذه الطريقة تسمح للبصيلات العالقة تحت الجلد بالخروج ما يسمح بسهولة إزالتها بالشمع لاحقًا. كما أنني أنصح النساء بعدم ارتداء ملابس داخلية ضيقة أو مصنوعة من قماش البوليستر حتى يساعدن البصيلات على التنفس وتجنب الالتهابات.
ما الذي تتعلمينه حول أجساد النساء ومخاوفهن والطريقة التي ينظرن إلى أنفسهن بها من خلال عملك؟
هناك بعض النساء اللواتي يخجلن كثيرًا من إظهار عورتهن لي. هنّ يردن التخلص من شعرهن الزائد في المنطقة الحساسة، وفي نفس الوقت لا يجرأن على التعري أمام شخص غريب للقيام بهذا الأمر. لقد مرت عليّ زبونات يظهرن جريئات، لكن بمجرد دخولنا الغرفة الخاصة بإزالة الشعر، يتغير تصرفهن وأجد نفسي فجأة أمام فتيات صغيرات يحمر وجههن خجلًا إذا طلبت منهن خلع ملابسهن الداخلية.
هناك حملات لعدم إزالة الشعر، ما رأيك في ذلك، وإن كان يعني فقدانك لوظيفتك؟
يسمح لي عملي كل يوم بالوقوف أمام عقدة الشعر الزائد التي تعاني منها جميع النساء في العالم. فبالرغم من تعالي الأصوات حول تقبل شكل الجسم كيفما كان بجميع عيوبه، إلّا أننا لا نزال نلمس نوعًا من التحفظ عندما يتعلق الأمر بالشعر الزائد في بعض مناطق الجسم. ولا أظن أننا سنصل قريبًا إلى تغيير جذري بهذا الخصوص. فمثلًا هناك بعض الزبونات اللواتي تقمن ببعض التعليقات حول أجسادهن قبل أن نبدأ من قبيل “لقد زاد وزني كثيرًا أليس كذلك؟” أو “أنا آسفة بخصوص الشعر الكثيف، لا بد أنني أول شخص تصادفينه يحمل شعرًا زائدًا بهذه الكثافة” وكأنه نوع من الحماية التي يقمن بها حتى لا تسنح لي الفرصة للحكم على أجسادهن. والحقيقة كما قلت هي أنني لا أهتم مطلقًا بهذه التفاصيل، يكفي أن أقوم بعملي على أحسن وجه وأن تكون زبونتي راضية بالنتيجة.
More
From VICE
-
Screenshots: HBO, Sony Interactive Entertainment -
Screenshot: ASUS -
Screenshot: WWE/USA Network -
Screenshot: Shaun Cichacki