صرحت ايفلين يانغ، زوجة المرشح الديمقراطي المحتمل لرئاسة الولايات المتحدة، أندرو يانغ، بأنها تعرضت للإعتداء الجنسي من قبل طبيبها الخاص بالأمراض النسائية والتوليد في عيادته في نيويورك عام 2012. وقد كانت يانغ في الشهر السابع وكانت تستعد لمغادرة عيادته لكنه في اللحظة الأخيرة اختلق عذراً بأنها بحاجة لولادة قيصرية، فجردها من ملابسها وأدخل يده فيها دون قفازات. أنكر الطبيب الذي يدعى روبيرت هادن مزاعم يانغ في المحكمة لكنه أدين بارتكاب اعتداء جنسي عام 2016.
يانغ ليست الضحية الوحيدة، فقد عبرت الكثير من النساء من جميع أنحاء العالم عن تعرضهن لتجارب سيئة مع الأطباء، فلطالما تعرضت النساء لخطأ بالتشخيص لأن ألمهن لا يؤخذ على محمل الجد، أو يتم التعامل معهن بلا مبالاة خلال فترة الحمل إضافة إلى التحرش، ففي عام 2017 تم القبض على طبيب نسائي مصري كان يقوم بتصوير مرضاه دون علمهن ويبتزهن بمقاطع مصورة لهن بالإضافة إلى أنه يقوم بالتحرش بهن جنسياً.
Videos by VICE
علاقتنا بطبيبنا كنساء حساسة جداً فإن إيجاد طبيب أو طبيبة نثق بتشخيصه/ها وبطريقة تعامله/ها معنا هو أمر قد يأخذ سنوات. عيادة الطبيب تحمل خصوصية معينة فنحن نعرض أجسامنا على الطبيب ونسمح له بأن يلمسنا ويفحصنا بثقة كبيرة لأننا نعلم جيداً بأن صحتنا تعتمد عليه. هذا المقال ليس لنهاجم الأطباء، بل كي نروي قصص نساء تعرضنا للتحيّز الجنسي وللإعتداء والتحرش الجنسي من قبل أطباء استخدموا مهنتهم كي يمارسوا ذكوريتهم وعقدهم على النساء. في التالي قصص نساء عربيات تعرضن للتحرش أو الاعتداء الجنسي والتحيز الجنسي من قبل أطباء.
جومانا، 36 عاماً
“قصتي لا تتضمن تحرش جنسي لكنها تتضمن تعليقات عنصرية وخطأ في التشخيص. في الفترة التي كنت أرضع ابنتي فيها، كنت أزور طبيبي بشكل دائم من أجل فحوصات منتظمة. كسبت الوزن بعد انجابي وقد انقطعت دورتي الشهرية لأسباب لم أعرفها. شعرت بأنني حامل بسبب أعراض اختبرتها في حملي الأول وكنت أقول له أنني أعتقد بأنني حامل، لكنه رد علي بالقول “أنني بحاجة أن أخسر الوزن وانو سكّر تمي لأني نصحانة.” انتفخت بطني بشكل غير طبيعي لذلك قررت بأن أجري الفحص المعتاد في المنزل عبر عصا اختبار الحمل، خاصة وأنه رفض تشخيصي وأصر أنه مجرد وزن زائد. أجريت الاختبار واكتشفت بأنني حامل وفي الشهر الخامس.”
ضحى، 20 عاماً
“منذ سنتين ونصف ذهبت عند طبيب نسائي مع أخت صديقتي في لبنان، وفي وقتها قال لها الطبيب أن تنتظر في الخارج. طلب مني أن أخلع سترتي كي يفحص صدري مع أن هذا خارج اختصاصه. استغربت من الموضوع فضحك وقال “شكلك مش رايحة دكتور” وعندما عرف أنني لست لبنانية سألني عن جنسيتي، وعرض علي عمل في مكتبه وسألني اذا كنت عذراء أم لا. استغربت من أسئلته لكنني لم أتفاعل. فحصني مستخدماً الإيكو وحاول عدة مرات أن يُخفض سروالي أكثر من الحدود. خرجت من العيادة وكنت مرعوبة، ولكني خفت أن أشتكي عليه لأنني كنت وحدي في لبنان ولم أكن أملك إقامة.”
لما، 24 عاماً
“كنت أزور طبيباً نفسياً من أجل معالجة بعض الأمور النفسية لكنه كان يُشعرني وكأنني جسد لا أكثر. منذ اللحظة التي أدخل مكتبه حتى اللحظة التي أخرج منها كان يتحدث عن مدى جاذبية جسمي وعطري ورائحة جسمي. كان يغير مواضيع النقاش دائماً إلى مواضيع خاصة بحياتي العاطفية والجنسية. بحلول الزيارة الخامسة، كنت أشعر بعدم الارتياح والاشمئزاز، وبدأت أشعر بالسوء حيال نفسي. توقفت عن الذهاب إليه ولكن ما حصل في تلك العيادة وكيفية تسليعه لي كان مزعجاً ومخيفاً، وبصعوبة حاولت نسيان ما حدث.”
منال، 25 عاماً
“زرت جراحاً مختص بعمليات البوتكس وشد البشرة. كان يفحص بشرتي وشعرت أنه يقترب مني بشكل غريب ويلمسني بطريقة مزعجة. قلت له أن الأمر أزعجني فقال لي أنني متوترة كثيراً وبحاجة أن أمارس العادة السرية لارتاح. لم أسكت فقلت له إن التعليق على حياتي الجنسية لم يكن في نطاق خبرته أو مناسبًا فطلب مني الاسترخاء وأن آخذها كنصيحة. طبيب منحرف.”
ميرا، 25 عاماً
“عندما كنت في السادسة عشر من عمري تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل طبيب أسنان صديق للعائلة. والدتي لم تكن معي لأنها كانت تثق به وكانت تعتبره صديقاً وكانت تزور حنيها خالي الذي يقطن في المبنى نفسه. كنت وحدي معه فسألني “بدك إفحصك”…وافقت لأنني خجلت وكنت صغيرة ولم أعرف كيف أقول لا. قام بإدخال يده في سروالي وحصل ما حصل. استطاعت ذاكرتي أن تمحو الأمر من عقلي حتى ناقشت مؤخراً مشكلة عدم قدرتي على الرفض أو قول “لا” مع معالجي النفسي الذي استطاع أن يُعيد هذه الذكرى إلي. كان أمراً صعباً ومؤلمًا ومخيفًا وكنت أشعر بالذنب طوال الوقت، وتأثرت علاقاتي مع الناس بما حصل. أخذت وقتي كي أشفى من الأمر معتمدةً على نفسي أولاً ومعالجي النفسي ثانياً.”
يارا، 25 عاماً
“كان صديق والدي المقرب. ذهبت إليه لأن معدتي تؤلمني. طلب مني أن أكون آخر مريضة في العيادة لأنه لم يكن لديه وقت قبل ذلك. ذهبت إليه وكان الأمر طبيعي في البداية، ربّـت على معدتي وقام بفحصي، لكنه فاجأني عندما نزع لباسي الداخلي إلى الأسفل ووضع يده في داخلي. الأمر لم يتوقف هنا بل أنزل رأسه. تجمدت. تجمدت تماًما. كان عمري 18 عامًا ومع أنني لم أكن فتاةً غبية، ولكن الصدمة كانت كبيرة، في النهاية تمكنت من دفعه وهربت. الأمر كان صعباً، وَالدي دخلا في حالة نكران لأنه صديقهما المفضل ولأنهما شعرا بالفشل. والدي لام نفسه على ما حدث لكنني أسامحه، لسنتين لم أستطع أن أنظر لنفسي في المرآة وصوت “الطبيب” كان يراودوني في كل ليلة أذهب فيها للنوم. .أريد من خلال حديثي معك أن أؤكد على شيء مهم وهو أن التحرش والاعتداءات الجنسية التي نتعرض لها كنساء، ليست بسببهن أو ملابسهن أو تصرفاتهن، المشكلة هي في المتحرش والمغتصب. ما حدث معي، جعلني أقوى، وأنا اليوم أستخدم صوتي وقصتي لفضح المغتصبين والمعتدين.”