كيف أحب نفسي، وكيف أتوقف عن التعلق بالكراش المغرور؟ نصائح من القلب المكسور

IMG_1929

اليوم كان عيد ميلادي ولم يهنئني أحد، هل أنا سطحية ومغفلة لأنني أهتم بهذه التفاصيل؟

صديقتي غير السطحية ولا المغفلة،

Videos by VICE

عيد ميلاد سعيد أولاً، وأتمنى أن تكون السنة الجديدة مليئة بالحب والبهجة. أنت بالتأكيد لست سطحية ولا مغفلة لرغبتك في اهتمام المحيطين بك، إنه شعور إنساني أصيل، وكل منا يستحق أن يكون لديه أصدقاء وأحباء يحتفلون معه في المناسبات المختلفة، ويحيطونه بالحب. وكل منا من حقه أن يتضايق إذا شعر بالنسيان أو التجاهل. ولكن بنفس الوقت نسيان أحدهم لعيد ميلادك – أو أي مناسبة أخرى -ليس نهاية العالم، ولا يجب أن تؤثر على علاقتك بهذا الشخص. هذه المناسبات بدأت أصلاً كطرق لتسويق للمنتجات (تم تسميتهم بالهدايا لأن وقعها أحلى) في العالم الرأسمالي، ولا ترتبط بالعلاقات الإنسانية، بل هي أدوات تسويقية فقط. ولكن بما أننا نعيش في هذا العالم، فقد تأسس في وعينا أن زيادة عمرنا عاماً مناسبة تستحق الاحتفال.

المهم، السؤال الذي ببالي هو هل كان الناس على علم بعيد ميلادك؟ قبل سنوات كنت أخفي عيد ميلادي عن الجميع، ولا أصرح به لأحد، وأكتئب لأن أحدًا لا يتذكرني، ولكن كيف سيتذكرون إن كانوا لا يعرفون أصلاً؟ سؤال منطقي تعاميت عنه بروح الدراما كوين. إذا كنتِ تخفين عيد ميلادك فهم معذورون، وربما نسي البعض أن يتصل بك كما يحدث معي أحيانًا، أتذكر عيد ميلاد فلان ثم أنسى الاتصال به/ها في يومها. إذا كان هذا هو الحال فببساطة أخبري أصحابك أنك بحاجة ليوم مرح تحتفلين فيه، واتركي لهم فرصة تدليلك، أو أقيمي حفلة واعزمي الجميع. تحدثي عن مشاعرك بصراحة مع المقربين لك، فلا أعتقد أنهم يقرؤون الأفكار، ولا شيء معيب في التعبير عن مشاعرنا واحتياجاتنا. إنها طلقة لا تخيب أبدًا، فإما تزيح عنك ثقل المشاعر السلبية هذه، وتكتشفي أنهم -ببساطة- لم يعرفوا، أو نسيوا، وحينها تحصلين على الاهتمام الذي ترغبين، أو أن تدركي أنك لا تهمينهم كما تتخيلين، ما يمنحك الفرصة لبناء علاقات أفضل. في جميع الأحوال، سواء هنأك الجميع أو لم يهنئك أحد، أتمنى أن تكوني قد قضيتِ يومًا جميلاً وفعلت شيئًا لطيفًا للاحتفال بنفسك، لأن الشخص الأكثر أهمية هو أنتِ، وحبك لنفسك يجب أن يسبق حب الجميع.

يتحدث الناس كثيرًا عن حب الذات، أحب نفسك، أحب نفسك.. كيف أحب نفسي؟

عزيزي الحائر،

هناك الكثير مما يمكن أن يقال عن حب الذات. الموضوع قد يبدو معقداً، وأصبح على كل لسان بشكل يدعو للاستفزاز أحيانًا. ولكن بعيدًا عن المؤثرين والمؤثرات وصورهم في حمام السباحة مع هاشتاغ self-love، حب الذات هو أفضل ما ستقدمه لنفسك. وهو يعني أن نتقبل عيوبنا، وأن نتسامح مع نقائصنا، ولا نجلد أنفسنا ليلاً ونهاراً بسبب مشاعرنا واحتياجاتنا، وأن نتواصل بشكل صحي مع رغباتنا وأحلامنا، ونعقد صلحاً مع عجزنا عن تحقيق بعض الأشياء، ونتجاوز العقبات التي تحرمنا السعادة. قد تبدو هذه الكلمات براقة ومكررة، لكنها حقيقية. 

هل وقعت في الحب من قبل؟ هل تذكر تلك العاطفة اللطيفة التي جعلتك تهتم بشخص ما، وتغفر له وترى الحلو فيه دوماً، الوقوع في الحب تجربة ترينا ما يجب علينا الشعور به تجاه أنفسنا، لو أحببت فسوف أرفض أن يقسو أحدهم على من أحب، أو أراه يحمّل نفسه ما لا يطيق، سأكره أن يقتل نفسه في العمل، أو يتوقف طويلاً أمام علاقات حبه القديمة التي استغلته وحطمت قلبه .. عظيم. أفعل هذا لنفسك أيضاً.

لقد تربينا على ثقافة تزدري من يهتم بنفسه، وتعمق شعورنا بالذنب نحو عيوبنا، وتضغط علينا لنكون مثاليين ٢٤/٧، وتبتزنا عاطفياً لنعيش كما يعيش الملايين من حولنا. هذه الثقافة تجعل حب الذات أمراً صعباً، لأننا نحارب أنفسنا والعالم لنشعر بالطمأنينة الداخلية نحو أنفسنا. حب الذات ليس سهلاً، وليس صعباً أيضاً، إنه ذلك الشعور بالرحمة الغامرة الذي يجعلك تتجنب القسوة على نفسك، ولا تقارن سعادتك بأحد. أن تعطي نفسك الأولوية، حتى لو ضحيت أو تنازلت فسيكون من أجلك أيضاً بدرجة ما، لأن هذا يجعلك أفضل، أو أسعد، أو يلقنك درساً تختاره بنفسك لنفسك، ليكون القادم أهون وأخف. 

لدي crush كبير جدًا لشخص صعب ومتعجرف، لكنني ما زلت أريده. حاولت حذفه من حياتي، لكنه أرسل لي رسالة نصية مؤخراً وكان لئيما كالمعتاد. أريده جدًا، ماذا أفعل؟

صديقتي الملوعة،

هناك الكثير من العلاقات التي تستنزفنا وتبقينا معلقين، نسمع كلمة لطيفة تحملنا بالأمل، ونبتلع أمامها جبلاً من الشوك، وحين نكتفي من التأذي نبتعد، فتجذبنا كلمة لطيفة أخرى تجعلنا نتشكك في قرارنا، ونمنحهم فرصة أخرى. ولكن لماذا نفعل ذلك بأنفسنا؟ هل الحب هو سبب كاف لتعذيب أنفسنا؟

أعتقد أنك شخص ذكي، وشَخصت مشكلة الكراش بكل وضوح “شخص صعب ومتعجرف” ويبدو أنه يتلاعب بك، لكنك تغاضيت عن هذا، لكن حين تقررين الابتعاد عنه يرسل لك رسالة، في محاولة لاعادتك إلى نفس الدائرة. أمثال هذا الكراش كثيرون، عادة ما يكونوا أشخاصاً نرجسيين، قد يتقرب منك حين يشعر بالحاجة لملء نرجسيته بمشاعرك ولهفتك، ثم يبتعد إذا ملّ أو وجد ضحية تعذبه خلفها قليلاً ليلهو بلعبة الصياد والفريسة. أنت أذكى من أن تستلمي لهكذا شخصية. لهذا واصلي ذكائك لخطوة أبعد واقطعي كل السبل التي تجعل ذلك الشخص يبقيك في الخطاف، معلقة، غير قادرة على الابتعاد، ولا الاقتراب.

أنصحك بجلسة رائقة مع نفسك، تصارحين فيها نفسك لماذا تشعرين بالانجذاب لهذا الرجل، ماذا يثير فيك من مشاعر لتظلي راغبة فيه مع أنه لا يبدو أنه يريد علاقة؟ هل هي رغبة؟ تحدي؟ ملل؟ ربما تساعدك معرفة السبب على التخطي. الأهم هو أن لا تستهلكي مشاعرك على شخص لا يعاملك بما تستحقين. فكري جيداً، وهيئي نفسك لفكرة التخلي، وتصالحي مع أننا لا ننال كل من يعجبوننا، وعلينا قبول هذا. وفي هذه الحالة، الحل هو التجاوز، والتعافي، وانتظار الأجمل.

كل الحب.