لا يزال استخدام الألعاب الجنسية للشعور بمتعة أكبر أثناء العلاقة الحميمية، من المحرمات في مجتمعنا العربي خصوصًا للنساء، حتى لو كان الهدف من استخدامها كسر ملل العلاقة الجنسية التي تصيب الأزواج، بسبب طول مدة الزواج والخطوات المتوقعة والمحفوظة بين الشريكين أثناء ممارسة الجنس وأسباب أخرى تخنق المتعة ويصبح معها الجنس مجرد روتين أو واجب يُؤدى بدون روح أو متعة حقيقية.
أستاذة الطب النفسي واستشارية العلاقات الجنسية، منى رضا، تقول بأن الحياة الجنسية تحتاج الى التجديد والتطوير في الأداء، لأن “انعدام الثقافة في العلاقة الجنسية ووهم احتياجات كل طرف ينتج عنه الملل والفتور أو النفور الجنسي.”
Videos by VICE
من وجهة نظر رضا يحتاج البعض إلى ممارسة الجنس تحت تأثير محفزات جنسية مثل الألعاب أو أداء أدوار مختلفة كسيناريو للدخول في المزاج الجنسي، وهو شيء لا ضرر منه طالما باتفاق وموافقه الطرفين. وتضيف: “كثرة التعرض لمؤثرات جنسية قوية في سن مبكر الأمر يجعل الشخص غير قابل للاستثارة بالمؤثرات العادية، وفي هذه الحالة تساهم الألعاب الجنسية في إشعال فتيل العلاقة الجنسية من جديد.”
**كلام النساء عن الجنس يجري وراء الأبواب
**في مجتمعنا العربي يجري الحديث عن الجنس خلف أبواب مغلقة، همساً وعلى استحياء شديد، فهذه الموضوعات لا تزال تعتبر تابوهًا وخاصة فيما يتعلق الأمر بمتعة النساء ومطالبتهم بها. فكرة حصول سيدة على أحد الألعاب الجنسية يعد وصمة مجتمعية ولا يتم قبوله بسهولة من قبل الشريك الرجل، وفي الغالب تضطر النساء إلى إخفاء هذه الأدوات؛ وقد وجد موقع TooTimid.com لبيع الألعاب الجنسية عبر الإنترنت مؤخرًا أن 54 في المئة من النساء يخفون ألعابهن عن شركائهن.
بالمصادفة رأيت منشور عبر أحد منصات التواصل الاجتماعي في أحد الجروبات النسائية السرية التي تضم نساء مصريات يناقشن موضوع الألعاب الجنسية ويتساءلن عن أماكن بيعها، وتجارب بعضهن في استخدامها، وعلى الرغم أن أغلب النساء كنا يتحدثن بجراءة وثقة عن تجاربهن مع الألعاب الجنسية، إلا أنه لم يكن من السهل العثور عن حالات ترغب في الحديث في الأمر كموضوع للنقاش العام في مقالة، رفضت كثيرات ووافقت بعضهن ولكن بدون الإفصاح عن هويتهن الحقيقية.
“كنت أتحدث مع صديقاتي وأعترفت لهم أنني لا أصل للنشوة الجنسية مع زوجي، وأنني لا أشعر بالمتعة إلا بممارسة العادة السرية، وأصبحت أكره ممارسة الجنس معه، وتفاجأت بأن أكثرهن يعانين من نفس المشكلة،” تقول نورا، 42 عاماً، ربة منزل. وتضيف: “خلال النقاشات تعرفت على الحيل التي تتبعها كل منهن للاستمتاع مع زوجها. أعترف أن تحقيق المتعة الجنسية بعد زواج دام أكثر من عشر سنوات ليس بالأمر السهل.”
حالة نورا ليست فردية، فقد وجدت دراسة نشرت عبر موقع ABC News مؤخرًا أن ما يقرب من 75% من جميع النساء لا يصلن إلى النشوة الجنسية مطلقًا من الجماع وحده، وأن 15% من النساء لم يختبرن أبدًا الوصول للنشوة الجنسية.
لم تستلم نورا، فبعد أن أصبحت هي وزوجها منفصلان تمامًا كل منهم يعيش في غرفة منفصلة، قررت المحاولة مرة أخرى للاستمتاع بالعلاقة الجنسية عن طريق تحفيز البظر بأي أداة ممكنة، أداة بلاستيكية أو أدوات من المطبخ وغيرها، وبالفعل تحقق لها ما تريد وتحققت نشوتها الجنسية. كثيرات مثل نورا لا يصلن للنشوة إلا عن طريق تحفيز البظر ومن هنا، قررت نورا شراء لعبة جنسية لتحفيز البظر أثناء العلاقة الجنسية مع زوجها.
رحلة بحث نورا عن هذه الأدوات لم يكن سهلاً، فشراء لعبة جنسية في مصر ليس متاحاً، ومحظور حسب القانون. يمكن أن تجد في مصر بعض الأدوات المحفزة للمتعة كالعطور والشموع وألعاب الورق الجنسية، ولكنك لن تجد ديلدو أو قضيب اصطناعي، ولكن يمكن شراءها عن طريق مواقع التسوق عبر الإنترنت كموقع أمازون وسوق كوم وعلي إكسبريس.
طلبت نورا من إحدى الصديقات شراء هزاز جنسي لها، ولأنها خشيت من رد فعل زوجها خبأته عدة شهور وتقول: “كيف أخبر زوجي بشراء لعبة جنسية؟ خبأته شهوراً خوفًا من الاعتراف لزوجي، وفي أحد الليالي قررت أخبره ومواجهة كل الاحتمالات ولكنني تفاجأت برد فعله المرحب، ومن هنا بدأ كل شيء يتغير نحو الأفضل.”
**قلق الرجال بشأن الأداء الجنسي
**بشكل عام، قد يتقبل الرجل فكرة شراء لعبة جنسية لزوجاتهم بهدف زيادة الشهوة والمتعة الجنسية، ولكن قليل منهم يتقبل فكرة أن تحصل الزوجة على واحدة من أجل إمتاع نفسها بمفردها بعيد عن علاقة جنسية تجمعهما. البعض يعتبر ذلك “إهانة كبرى وانقاص لرجولتهم وكأنه ليس كافياً لإمتاع زوجته” وفقًا لما أخبرني به بعض أصدقائي في مصر عندما سألتهم عن رأيهم باستخدام زوجاتهم لعبة جنسية.
عبدالله، 35 عاماً، مهندس، يعترف أنه شعر بقلق غير مبرر حين ناقشته زوجته في فكرة الحصول على أحد الألعاب الجنسية. بدأ يتشكك في مدى صحة العلاقة وشعر بفقدان الثقة في أدائه وقدرته على إمتاع زوجته. ويضيف: “بعد التفكير والبحث أدركت أن هذه الأدوات الجنسية قد تكون فكرة جيدة في تحفيز العلاقة الجنسية، ولكني لا أقبل أبدًا أن تستخدمها زوجتي خارج نطاق العلاقة، لأنني أعتقد أنها ستؤثر بالسلب على علاقتنا مع بعض.”
أحمد، 30 عاماً، مترجم، لا يمانع كذلك بأن تقتني زوجته أحد الألعاب الجنسية، بل قد يشتريها بنفسه من أجل علاقة حميمية أفضل، ولكنه لا يقبل أبدُا فكرة أن تقتني زوجته لعبة جنسية لإمتاع نفسها: “لن أتقبل هذا الأمر، مهمتي هي أمتاع زوجتي بكافة الطرق سواء بالإيلاج أو الألعاب الجنسية، وسوف أشعر بأنها يمكن أن تستغني عن العلاقة الطبيعية مثلًا وتستبدلها بهزاز جنسي.”
أما إبراهيم، 29 عاماً، موظف، فيرى أن سبب رفض بعض الرجال أن تحصل المرأة على جرعة من المتعة بعيداً عنه، هو الخوف من أن تتخلى عن العلاقة الحميمية، ويقول:”نحن معشر الرجال نحب أن نكون سبباً في إمتاع زوجاتنا، هذا يزيدنا ثقة.” ويشير بأنه عندما رأى زوجته تشاهد أحد المقاطع الجنسية، شعر بالغضب دون سبب مقنع ولم يعترف لزوجته أبدًا بذلك “شعرت بالخوف من أن زوجتي لا تشعر بالمتعة معي أثناء العلاقة وتحتاج لمشاهدة مقاطع جنسية لتشعر بالمتعة.”
بالنسبة لكثير من الرجال، فإن استخدام الزوجات للعبة جنسية تعني أنها لا تكتفي بزوجها أو لم تعد تحبه. وتشير خبيرة العلاقات، الدكتورة كات فان كيرك بأن الرجال يخشون من استخدام زوجاتهم للعبة جنسية اعتقادًا بأنها ستحل مكانهم أو أنها ستعتمد عليها بشكل مفرط في الإثارة والنشوة الجنسية بدلًا منه.
وفيما تلجأ بعض النساء للحيلة لإقناع أزواجهن بتجربة الألعاب الجنسية، هناك من تتجه للمصارحة والمباشرة في الحديث عن هذه الرغبة كما فعلت وفاء، 30 عاماً، والتي تعمل كمصممة أزياء التي قررت مواجهة زوجها بأن هناك مشكلة في العلاقة الحميمية بينهما وأنها تريد كسر الملل وتجربة أشياء جديدة، وكان رد فعله عنيف ورافض.
قررت وفاء في النهاية الحصول على واحدة من الألعاب الجنسية لإمتاع نفسها بعيدًا عن علاقتها الجنسية بزوجها المضطربة واخفتها عنه: “عندما رأي زوجي الهزار في دولابي بالصدفة، ثار وغضب، وطلب مني التخلص منها مع وعد بعدم استخدامها، واعتبرها طعنة كرامته ورجولته.”
تظهر بعض الأبحاث أن 9٪ إلى 25٪ من الرجال يعانون من اضطرابات وقلق فيما يخص الأداء الجنسي، ويعد القلق من الأداء الجنسي من أكثر الحالات الجنسية شيوعًا في العالم اليوم وفقًا لدراسة طبية. وقد يكون هذا هو السبب الأول لرفض كثير من الرجال حصول زوجاتهم على ألعاب جنسية. وهذا ما حدث مع وفاء عند مصارحة زوجها:” شعر بالغضب والإهانة، لم يتقبل فكرة أنني لا أستمتع معه أثناء ممارسة الجنس.”
ولكن وفاء لم تيأس قررت عرض “مجموعتها” عليه أثناء ممارسة الجنس وعرضت عليه أن يستخدمها لإمتاعها، أعجبته الحالة التي وصلت لها وتقول: “شعر بالفخر والسعادة لأنه تمكن من إيصالي للذروة، وأصبحت جزء من علاقتنا، وتحولت علاقتنا لعلاقة صحية لا نخجل من المصارحة والتحدث عن سلبيات العلاقة وكيفية إصلاحها.”
في الواقع، تظهر الدراسات أن الرجال الذين يستخدمون الألعاب الجنسية مع شركائهم أثناء ممارسة الجنس، لديهم معدلات رضا أعلى في العلاقة، وتزداد ثقتهم فيما يتعلق بأدائهم الجنسي، كما أن مشاركة الرجل الألعاب الجنسية مع زوجته يجعل لديه ميل أكبر لابتكار طرق جديدة لتعزيز العلاقة الجنسية، ويكون أكثر انفتاحاً لتجربة أمور جديدة تحفيز الإثارة الجنسية وهو مؤشر جيد يدل على علاقة جنسية صحية وقوية.
وعلى الرغم من هذا الوعي بالنشوة الجنسية الأنثوية، إلا أنه لا يزال يُنظر إلى النساء اللواتي يفكرن في متعتهم الجنسية أو الحصول على واحدة من الألعاب الجنسية نظرة مشينة، ويتم اتهامهن بالانحلال الأخلاقي حتى لو كانت كن يردن استخدامها في علاقتها مع شريكها أو زوجها. هذا ما حدث بالفعل مع أسماء، 34 عامًا، معلمة: “اتهمني زوجي بالانحلال، لمجرد أنني لمحت له برغبتي في تجربة الألعاب الجنسية كنوع من التغيير ومحاولة لإنقاذ ما تبقى من العلاقة الجنسية معه.”
وتكمل: “بعد زواجي بست سنوات، انفصلت عن زوجي ولم يجمعنا إلا مشاكل الأولاد ومسؤولياتهم، قلت العلاقة الحميمية بيننا حتى اختفت نهائيًا. في محاولة لتغيير شكل علاقتنا، حاولنا السفر وتجربة تجديد علاقتنا في مكان غير المنزل واقترحت عليه لاحقاً تجربة الألعاب الجنسية؛ وعندها اتهمني بالانحلال، وقررنا الطلاق.”
بعد شهور من الطلاق عادت وفاء لزوجها واتفقا على محاولة إنقاذ حياتهما الجنسية، وأن لا عيب في تجربة هذا النوع من الألعاب، وفي النهاية وافق. وتضيف: “لم يكن من الصعب على زوجي الحصول على ديلدو عبر أحد مواقع البيع الإلكتروني، وما إن جربناها سويًا حتى عادت لي رغبتي المفقودة وأنوثتي التي دفنت تحت رماد الملل والروتينية، وعاد لي حبيبي السابق. أصبحت الألعاب الجنسية جزءً مهماً في علاقتنا، وأصبحنا نملك أكثر من نوع وشكل ونتحمس لتجربتها والاستمتاع بها.”
More
From VICE
-
Raymond Boyd/Getty Images -
joecicak / Getty Images -
Screenshot: Bethesda Softworks