انتهت ليل الأحد انتخابات المغتربين في لبنان، والتي جرت على مرحلتين، يوم الجمعة 6 أيار للدول العربية (ما عدا الإمارات) والدول التي تعتمد نهار الجمعة كعطلة، و8 أيار لباقي دول العالم التي تسجل فيها أكثر من 200 لبناني، فبحسب القانون لا يفتح مركز في دولة ما إذا كان عدد المسجلين أقل من 200.
هذه هي التجربة الثانية فقط في اقتراع المغتربين في دول إقامتهم، بعد تشريع قانون جديد للانتخابات النيابية عام 2018، حيث كانت التجربة الأولى حينها، وبلغت نسبة المشاركة 56٪ إذ صوّت نحو خمسين ألفاً من إجمالي قرابة تسعين ألفاً سجلوا أسماءهم.
Videos by VICE
هذا العام، تسجل في انتخابات المغتربين نحو 245 ألف مغترب، واحتلت الإمارات وكندا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية أعلى عدد تسجيل للمغتربين فيها. وقد وصل العدد الإجمالي للمقترعين في كل دول العالم إلى 130 ألف ناخب بنسبة 60% من عدد المسجلين. وبشكل عام، يعتبر عدد المسجلين والناخبين محدوداً جداً نظراً وجود ملايين اللبنانيين في أنحاء العالم.
ويعول الكثيرين في لبنان على المغتربين، لتصويب المسار السياسي التقليدي في البلاد، ولذلك قامت جميع الأحزاب التقليدية كما الأحزاب الجديدة والشخصيات المستقلة بحملات اعلانية بالانجليزية والفرنسية لحث المغتربين على التصويت.
لن يستطيع أحد أن يجزم أين توجهت أصوات المغتربين، مثلاً لم يظهر مناصرو حزب الله علناً في أي بلد من البلدان ما عدا أفريقيا، وذلك بسبب وضع أغلب البلدان حزب الله على لوائح الإرهاب، فيما “أكل الجو” مناصري حركة أمل ورئيسها نبيه بري في برلين، وبدأوا بالهتاف “يا نبيه ارتاح ارتاح برلين صارت شياح” (الشياح منطقة في بيروت معروفة بانتمائها الكامل لحركة أمل) – يشغل نبيه بري منصب رئيس مجلس النواب في لبنان منذ عام 1992.
في دبي كان المشهد مختلفاً، لم يظهر سوى حزبين من السلطة علناً وهما القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي، فيما كانت الأحزاب المعارضة حاضرة وبكثافة. وقد شهدت الإمارات موجة هجرة حديثة من اللبنانيين بعد الأزمة الأقتصادية وهؤلاء غالبيتهم ناقمين على الطبقة السياسية وجميع أحزابها، وقد تم تسجيل طوابير طويلة استمرت لساعات في ظل الطقس الحار جداً، كما أن نسبة الاقتراع في دبي وصلت إلى 71% وبلغ عدد المقترعين 25،052 ناخباً وهو رقم مرتفع.
تحدثنا مع عدد من اللبنانيين المغتربين عن سير العملية الانتخابية وتصويتهم – ليس بالضرورة أن تعكس هذه الآراء النتائج النهائية، فلا تزال الانتخابات الأساسية في لبنان الأحد المقبل 15 مايو.
“لم أصوت للتيار الوطني الحر أو العونيين فقط، بل كان تصويتي للتدقيق الجنائي وللتحقيق في انفجار مرفأ بيروت، أنا صوتت للقاضية غادة عون وللملفات التي تتابعها في قضايا الفساد، صوتت لعودة النازحين ولمنع التوطين، صوتت لأنني أريد العودة إلى لبنان، ولأنني أريد أن يعيش أهلي بكرامة، ولأنني أبن البترون، صوتت للبترون الأجمل.” –جورج بدوي الخوري، 24 عاماً، طالب، باريس
“أنا في فرنسا منذ ٣ سنوات وأحضر لرسالة الدكتوراة، وأصوت في دائرة الجنوب الثالثة. لا يمكن أن أصوت لغير لائحة “الأمل والوفاء” (حزب الله) لأنني حينها أكون قد نكرت أصلي وفضل الناس الذين جعلوني أكبر وأتعلم وأعيش بأمان وهم من حموا ودافعوا عن لبنان. ونحن في بلدنا نقدر التضحيات والشهداء لي الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن. الحزب قدم لنا وطن ودم وعز وكرامة، والانتخابات ليست انتخاب أشخاص، بل هي انتخاب نهج وخط وعقيدة ومشروع.” –رفضت الكشف عن هويتها، ٢٥ عاماً، باريس
“خرجت من لبنان عام ٢٠١٢ وأعمل كباحث مشارك في مجال الأسباب الجينية للآلام في جامعة ميغيل. لقد اقترعت في دائرة الجنوب الثانية صور الزهراني لصالح لائحة “معاً للتغيير.” اقترعت لكي أعطي الفرصة لمشروع إنقاذي بديل، ولبناء دولة علمانية. اقترعت ضد الفساد وضد من اعتدى على من خرج للشارع ليطالب بحقوقه.” –محمد كركي، 35 عاماً، مونتريال
“غادرت لبنان منذ سنة، انتخب في دائرة الجنوب الثالثة، قضاء مرجعيون. أعطيت صوتي للائحة “معاً نحو التغيير” المعارضة لاحتكار الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) للسياسة في الجنوب، وذلك بسبب التشبيح والتخوين اليومي الذي يمارسه الثنائي في مناطقه بالإضافة إلى فشلهم بالقيام بأي مشروع مفيد للبلد. أحب لبنان، ولكني دست على قلبي وهاجرت سعياً لمستقبل أفضل، وصوتي للتغيير دائماً. بخصوص العملية الانتخابية في دبي، كان هنالك زحمة هائلة في ساعات الذروة، وبعض الأشخاص انتظروا لأكثر من ساعتين، وكان هنالك محاولات “زعبرة” وتحايل على الصف على الطريقة اللبنانية، ولكن بالإجمال كان التنظيم مقبول.” –مايا اسماعيل، 30 عاماً، موظفة في شركة اعلانات، دبي
“انتخبت القوات اللبنانية في دائرة الشمال الثالثة (قضاء بشري)، السبب الأول سياسي، لأن اولويتي هي الحد من صعود حزب الله وأجندته الرجعية، ولأنني أؤمن أنه لا يمكن تحقيق تغيير فعلي في ظل سطوة الحزب. السبب الثاني هو الاقتصاد، القوات ليست مرتبطة عضويًا بمنظومة المصالح التي تعيق عملية الإصلاح في لبنان. لطالما كانت القوات حزب الطبقة العاملة (في المجتمع المسيحي على الأقل) وهذه ضمانة أنها لا يمكن أن تسير بعكس مصالحها.” -مارون كيروز، ٣٥ عاماً، مدير في منظمة دولية، جنيف
“أنا باحث في مجال الثقافة والأدب غادرت لبنان في أوائل ٢٠٢٠ وتوجهت لأوروبا لمتابعة دراستي. انتخب في دائرة بعبدا، وصوتي هذه الدورة كان لمرشحي لائحة “قادرين” التابعة لحزب “مواطنون ومواطنات في دولة” لأنها الأكثر مسؤولية وواقعية من ناحية برنامجها وخطتها الإنقاذية.” –حسن الحفار، ٢٥ عاماً، طالب، بودابست
“أعيش خارج لبنان منذ ما يُقارب العشر سنوات. أصوت في دائرة مرجعيون حاصبيّا، وصوتي للتغيير لأن وجوه السلطة هي نفسها، وتتكرّر منذ سنين ولقد جربوا مراراً وتكراراً وفي كل مرّة كانوا يرجعونا الى الوراء بسبب الفشل والفوضى والفساد والمحسوبيات وانهيار الاقتصاد وزيادة البطالة والهجرة.” -ندى محمد، 34 عاماً، باحثة في جامعة اوكسفورد، لندن
“أصوت في دائرة الشمال ٢، طرابلس، صوتي كان للائحة “قادرين” أعطيتهم صوتي لأنهم يشكلون جزء من ممفد (مواطنين ومواطنات في دولة) ولديهم برنامج واضح وواقعي يلائم الوضع الحالي قادر على التعامل مع الانهيار الاقتصادي. كما أن لدي معرفة شخصية بأحد المرشحين الذي يعمل على الأرض من بداية الثورة.” –ريميال عبيد، 29 عاماً، تعمل في مختبر لمراقبة الجو والفضاء من خلال الأقمار الصناعية، باريس
“أنتخب بدائرة جبل لبنان الاولى ( جبيل كسروان) وانتخبت لائحة “قادرين.” كان الجو غير مريح ببعض مراكز الاقتراع في ألمانيا، وبالنسبة لمركز فرايبورغ كان هناك مخالفات انتخابية، وضعت بوست عن بعض حركات التهريج في برلين من قبل حركة أمل. طبعاً التعليقات على البوست من قبلهم كفيلة لوحدها أن تبين طريقتهم في الرد، حيث وصلتني بعض التهديدات على المسنجر.” –علي حيدر، ٣٢ عاماً، موظف في فندق، فرايبورغ
“أنا من عرسال في دائرة بعلبك الهرمل، وتركت لبنان منذ 8 أشهر لأكمل الماجستير. لا أؤمن بالتغيير من خلال الانتخابات، ولكني صوتت كتسجيل موقف ضد مرشحي السلطة من مختلف الأحزاب، وليس من باب أن صوتي سيغير، بل من باب التصويت العقابي، ورغم مأخذي على بعض نقاط مشروع “قادرين” إلا أنني صوتت لهم وأعطيت صوتي التفضيلي لسارة زعيتر.” -مرح الحجيري، 23 عاماً، طالبة، باريس
“صوتت للائحة “معاً نحو التغيير” لأنني مؤمنة أن التغيير سيأتي من الجنوب يوماً ما. صوتي هو انتقام ومحاسبة ورد اعتبار أهلي، صوتي هو أن أعود لأعيش في بلد القانون والحريات والأحلام الذي يشبهنا، يوماً ما.”- مايا محي الدين، ٢٥ عاماً، دبي
“أعيش في فرنسا منذ 15 عاماً، وصوتي كان للثنائي الشيعي وتحديداً حركة أمل في دائرة الجنوب الثالثة قضاء النبطية، صوتت للحركة لأنها الخط التي التزمت به منذ شبابي واعتبره عائلتي الثانية، كما أرى في شبابه مستقبلاً للبنان وفي ممثليه ونوابه أهلاً للتواضع ولمساعدة الناس وخدمتهم.” -خليل رمال، 33 عاماً، باريس