تسابقت دول العالم في ترشيح أفلامها للمنافسة على فئة أفضل فيلم دولي طويل غير ناطق باللغة الإنجليزية للدورة السادسة والتسعين من حفل توزيع جوائز الأوسكار. وتم غلق باب استقبال الترشيحات في الثاني من أكتوبر وسيتم الكشف عن قائمة الأوسكار المختصرة فى ٢١ ديسمبر وعن القائمة النهائية التي تضم ٥ أفلام في ٢٣ يناير المقبل. وسيقام حفل إعلان وتسليم جوائز الدورة ٩٦ للأوسكار على مسرح دولبي في هوليوود يوم ٢٠ مارس ٢٠٢٤.
في العام الماضي، تم ترشيح سبعة أفلام عربية إلا أن لم ينجح أي منها في الوصول إلى القائمة النهائية. وكان آخر فيلم عربي ينجح في الحصول على ترشيح نهائي في فئة أفضل فيلم دولي هو كفرناحوم للمخرجة اللبنانية نادين لبكي عام ٢٠١٩.
Videos by VICE
أما لهذا العام، سيتم عرض ثمانية أفلام من دول عربية في مهرجان كان السينمائي. بعض هذه الأفلام هي من إخراج مخرجين شباب في تجربتهم الإخراجية الأولى لأفلام طويلة. نالت هذه الأفلام إعجاب النقاد في موسم المهرجانات وحصدت جوائز عدة في مهرجانات عالمية ومرموقة في كان وتورونتو وبرلين. ورغم تنوعها في مواضيعها وثيماتها، إلا أن هذه الأفلام كانت متشابهة في مستوى الإبداع والحميمية. بعضها روائي، وبعضها وثائقي، وبعضها مزيج من الاثنين. كما نلاحظ حضور نسائي قوي في مقعد الإخراج وحتى في الشخصيات والمواضيع الرئيسية للأفلام.
وفي غياب ترشيح من لبنان، يكون هذا هو العام الأول الذي تنقطع فيه ترشيحاته السنوية منذ عام ٢٠١٢. ومع ذلك، كان لبنان حاضرًا بشكل غير مباشر في ترشيح فيلم “في ظل بيروت” للمخرجين الإيرلنديين غاري كين وستيفن جيرارد كيلي. يصور الفيلم حياة أربع عائلات لبنانية فقيرة تعيش في مخيم صبرا وشاتيلا. الفيلم من إنتاج تنفيذي لهيلاري كلنتون (ايوا… هيلاري) وابنتها تشيلسي.
لم ترشح السعودية فيلمًا هذا العام، رغم ترشيحها عدة أفلام في الأربع سنين الماضية، ورغم الانتعاش الإنتاجي الذي شهدته المملكة في العام الأخير. ولعل الأفلام السعودية التي عُرضت مؤخراً في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي (مندوب الليل للمخرج علي الكلثمي، ناقة للمخرج مشعل الجاسر) تحظى بترشيح في أوسكار ٢٠٢٥.
الأفلام المتقدمة للأوسكار من العالم العربي:
وداعًا جوليا
السودان
الفيلم الثاني الذي يحظى لترشيح للأوسكار في تاريخ السودان، كانت المرة الأولى مع فيلم “ستموت عند العشرين” للمخرج أمجد أبو العلاء عام ٢٠٢١.
يخوض أمجد تجربة الإنتاج في فيلم وداعًا جوليا مع محمد العمدة تحت إخراج محمد كردفاني. وكان العمل أول فيلم سوداني طويل يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان “كان” السينمائي، حيث فاز بجائزة الحرية من المهرجان في مسابقة “نظرة ما” في نسخته لعام ٢٠٢٣.
وذكرت اللجنة الوطنية لاختيار الفيلم السوداني المرشح لجائزة الأوسكار أن “على الرغم من الظروف الدامية التي تمر بها البلاد منذ ١٥ أبريل الماضي، إلا أنها اعتبرت أن اندلاع الحرب لا يجب أن يكون عائقاً أمام الفنانين والفنانات لاسيما السينمائيين/ات منهم، لممارسة حقوقهم في العمل والإبداع.”
يتناول الفيلم قصة امرأتين سودانيتين منى وجوليا وكيف أثر انفصال البلاد على حياتهما وانتماء كل منهما إلى جهة من جهات السودان.
فوي! فوي! فوي!
مصر
يأتي ترشيح مصر بفيلم “فوي! فوي! فوي!” من إخراج عمر هلال، وهو أول فيلم روائي له بعد مسيرة لامعة دامت لعقدين من الزمن في إخراج الإعلانات. يقدم الفيلم كوميديا سوداء ممتازة مستوحاة من قصة حقيقية حصلت عام ٢٠٥ حين سافر فريق من الرياضيين المصريين المكفوفين إلى بولندا للمشاركة في بطولة رياضة “الجولبول” المصممة خصيصاً للمكفوفين. وبمجرد وصول الفريق إلى بولندا، اختفى عدد من لاعبيه، واتضح فيما بعد أنهم استخدموا البطولة كوسيلة للوصول إلى أوروبا وكانوا مبصرين بالكامل.
في الفيلم، يتظاهر حسن (محمد فرج) بأنه ضعيف البصر ليلتحق إلى فريق كرة القدم للمكفوفين في بطولة إلى أوروبا سعيًا لحياة أفضل. حقق الفيلم نجاحًا هائلًا في دور السينما المصرية والعربية ونال استحسان الجماهير والنقاد على حد سواء كما أشاد طاقم الممثلين بالمخرج عمر هلال، الذي أظهر موهبته الفذة في خلق فيلم متكامل يقدم فهماً عميقاً لكل الشخصيات، حتى الثانوية منها.
قدم ويجز الأغنية الدعائية للفيلم “حلوة منك.”
جنائن معلقة
العراق
عرض الفيلم للمخرج أحمد ياسين لأول مرة في قسم “آفاق” خلال الدورة الـ ٧٩ لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، حيث كان أول فيلم عراقي يتم اختياره ضمن تشكيلة المهرجان. ومؤخراً، حصد الفيلم جائزة أفضل فيلم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لعام ٢٠٢٢.
تتبع قصة الفيلم الشقيقان طه وأسعد في رحلتهما اليومية في جمع المواد القديمة والبلاستيك من منطقة مكب نفايات في بغداد. وفي أحد الأيام، يجد أسعد دمية مطاطية مهملة ويقرر الاحتفاظ بها، لتؤدي هذه اللحظة إلى منحنى غير متوقع يختبر علاقة الأخوين طه وأسعد.
بنات ألفة
تونس
الفيلم من إخراج كوثر بن هنية التي استطاعت تحقيق إنجاز سابق للسينما التونسية بالوصول للقائمة النهائية لترشيحات جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي بفيلم “الرجل الذي باع ظهره” عام ٢٠٢١. تبني كوثر الفيلم على قصة السيدة التونسية ألفة الحمروني وابنتيها اللتين انضمتا إلى صفوف داعش عام ٢٠١٤، وترويها بأسلوب سينمائي يجمع ما بين الواقع والتمثيل من بطولة الأشخاص الحقيقيين من القصة وتستبدل أولئك الغائبين عنها بممثلين.
كذب أبيض
المغرب
يدور فيلم “كذب أبيض” حول عودة المخرجة أسماء المدير إلى منزل والديها في المغرب لمساعدتهما على الانتقال إلى منزل آخر. ينتقل الفيلم من الحديث مع والديها عن طفولتها إلى الجروح المفتوحة المرتبطة بانتفاضة ١٩٨١ (المعروفة أيضًا بانتفاضة الخبز) بأسلوب روائي يربط بين القصص الشخصية والأحداث الوطنية بسلاسة.
إن شاء الله ولد
الأردن
رشحت المملكة الأردنية الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج أمجد الرشيد “إنش الله ولد”، على الرغم من تسليطه الضوء على أحد قوانين الأردن القاسية بحق المرأة. تقع نوال (منى حوا) في معضلات كثيرة بعد وفاة زوجها فجأة بسبب قانون الإرث الذي قد تخسر كل ممتلكاتها بسببه، بما في ذلك منزلها، نظرًا لأنها أنجبت ابنة واحدة فقط. لا تجد نوال خيارًا سوى التظاهر بأنها حامل مرة أخرى. تأتي هذه القصة الملهمة من تجربة قريبة من قلب المخرج أمجد الرشيد ومن واقع المجتمع الأردني، حيث واجهت امرأة يعرفها مأزقًا مشابهًا بعد أن قدمت كل شيء لعائلتها.
الجدير بالذكر أن الأردن قد وصل إلى القائمة النهائية للأوسكار في العام ٢٠١٥ مع فيلم “ذيب” للمخرج ناجي أبو نوار.
المرهقون
اليمن
ويصور عمرو جمال رحلة إسراء وأحمد، وهما والدان لثلاثة أطفال، ومواجهتهما لتحديات الحياة اليومية التي تعصف بالشعب اليمني. تتفاجأ إسراء بحملها مما يدفع الزوجين إلى اتخاذ قرار الإجهاض بسبب عجزهما عن تحمل تكاليف تربية طفل رابع، إلا أن هذا القرار يواجه عقبات ضخمة.
أراد عمرو جمال، العقل المبدع وراء فيلم “١٠ أيام قبل الزفة”الذي حصل على ترشيح لجائزة الأوسكار عام ٢٠١٨ أن يقدم مدينة عدن الساحرة للعالم، مصورًا تراثها الثقافي وعجائبها المعمارية، وشوارعها النابضة بالحياة، بالإضافة إلى تنوع تقاليدها الثقافية وأناقة لباسها وكنوز مطبخها.
ويسعى عمرو جمال من خلال هذا الفيلم إلى أن يكون بذرة إلهام للشباب اليمني الطموح الذي يحلم بالدخول إلى عالم السينما، وإن استطاع هو ورفقاه أن ينتجوا فيلماً ويسافروا به من عدن إلى مهرجانات عالمية فجميع صناع الأفلام المبتدئين قادرون على ذلك.
باي باي طبريا
فلسطين
بعد فيلمها الأول “جزائرهم” الذي تناول قصة جدتها وجدها وقرارهما بالانفصال بعد أكثر من ٦٠ عامًا من الزواج، تعود المخرجة الفلسطينية لينا سويلم بلوحة عائلية وثائقية أخرى بعنوان “باي باي طبريا.” العمل الثاني لسوالم هو رحلة عاطفية بطلاتها المخرجة ووالدتها هيام عباس وعودتهما إلى قرية عائلتهما الأصلية في فلسطين، والتي تركتها عباس في بدايات العشرينيات من عمرها لتحقيق حلمها في أن تصبح ممثلة في أوروبا.
“باي باي طبريا” يصوّر أربعة أجيال من النساء الفلسطينيات اللواتي يحتفظن بقصتهن وإرثهن عبر قوة روابطهن الأسرية، على الرغم من التحديات التي واجهنها، مثل التهجير والحرب. يكرم الفيلم شجاعة هؤلاء النساء اللاتي واجهن القيود الاجتماعية والسياسية للمجتمع الأبوي والاحتلال الإسرائيلي، واختارن أن يتحكمن في مصائرهن. يسلط الفيلم الضوء على أهمية القرارات المصيرية التي نتخذها، وما يترتب عليها من عواقب.