في مصر، كما الكثير من المجتمعات الذكورية الأخرى، يصر بعض الرجال على التحكم في الخيارات المهنية لزوجاتهم وأن يكون لهم كلمة أخيرة في جميع شؤون الأسرة، على الرغم من أنهم لم يعودوا المعيلين الأساسيين للأسرة. تخرج المرأة إلى العالم، وتعمل في وظيفة وتكسب المال لتعيل أسرتها، ومع ذلك، قد لا تتغير سلطتها ومكانتها في المنزل على الإطلاق، لذلك ينتهي بها الأمر بحمل عبء إضافي، بدلاً من الحصول على ميزة كونها العائل الوحيد.
يوضح الاقتباس التالي من تقرير هيئة الأمم المتحدة للمرأة حول “مفهوم الرجولة لعام 2017” بعض من هذه التعارضات وكيفية ارتباطها بالتحول الذي يحدث في بيئة عمل الإناث والذكور: “البحث النوعي يكشف عن القلق بين الرجال والنساء حول تغيير أدوار الجنسين. وصف بعض الرجال عمل المرأة خارج المنزل بأنه قوة مزعزعة للاستقرار داخل الأسرة، كونها تحل محل الدور”الطبيعي” للزوج كعائل. البعض الآخر أبدى قلقه بشأن عمل المرأة خارج البيت مما يبعدها عن دورها المفترض كمربية وراعية وقد يعرض الأطفال للخطر. بعض النساء قلقات أيضًا من خطر ردود الفعل العنيف من بعض الرجال عند الحديث عن المساواة بين الجنسين، مما يجعل النساء يتحملن المزيد من الأعباء والمسؤوليات.”
Videos by VICE
كامرأة وكمصورة وثائقية، تأثرت مباشرة بهذه الهياكل الذكورية، ووجدت نفسي أنجذب نحو التقاط صور النساء القويات والذكيات المثقلات بالمسؤوليات المالية لإعالة أسرهن مع تحمل الضغط المجتمعي. في هذا المشروع بعنوان Breadwinners أسلط الضوء على العاملات والمدبرات المنزليات في مصر، واللواتي أصبحن يشكلن نسبة كبيرة، وعادة ما يتم تجاهلهن وحصرهن في هامش المجتمع المصري. في هذا المشروع الشخصي، اتخذت نهجًا وثائقيًا مصورا لإنتاج سلسلة من الصور لتمثيل عاملات المنازل اللواتي يعملن في عدد من المنازل في القاهرة. هذا المشروع كان أيضاً جزءً من التعليم الذاتي لفهم تأثير الثقافة والتقاليد المصرية على حياة هؤلاء النساء.
غالبًا ما تقوم هؤلاء العاملات بدور الأم البديلة في مكان عملهن، ويعيشن أحيانًا في نفس المنزل مع العائلة، يقمن بالتنظيف والطبخ وكيّ الملابس، ورعاية الأطفال. ليس من غير المعتاد أن ينظر إلى العاملة في المنزل على أنها جزء من الأسرة، على الرغم من أنهن يقمن بجميع الأمور العائلية. الأمر الجوهري هنا، هو أن هؤلاء العاملات لا يتم شملهن ضمن قانون العمل الموحد في مصر، مما يعني أنهن محرومات من أي نوع من الحماية القانونية. في الواقع، سعى المشرعون إلى حرمانهم من الحماية القانونية وخلق تمييز بين العاملات بالمنازل مقارنة بالعامل العادي، بمعنى أنه لا يتم النظر إلى عملهن على أنه مؤثر أو يستحق أن يتم شملهم في قوانين حماية العمال.
إن المقدار الهائل من الجهد والوقت المطلوب من هؤلاء العاملات للقيام بهذا العمل، ومع ذلك لا يتم إعطائهن أي تقدير أو دعم قانوني هو أمر غير مبرر وظالم. آمل أن تحفز هذه الصور القراء على تقدير هؤلاء النساء والاحتفاء بهن وبالعمل الذي يقمن به في مجتمعاتهن.









More
From VICE
-
ANDRZEJ WOJCICKI/Getty Images -
Screenshot: CRITICAL REFLEX -
Próspera -
Robert Prange/Getty Images