مغتربون يتحدثون عن أكثر ما أدهشهم في الثقافة الإماراتية

دبي

“هل تتنقّلون من مكان لآخر على ظهور الجِمال؟ هل يُسمح للنساء أن يخرجن من منازلهن بدون عباءة، هل من المسموح للنساء الحديث والجلوس مع الرجال،” هذه عينة من بعض الأحاديث والأسئلة التي وُجّهت لي من قِبل أجانب خلال سفراتي للخارج عن معرفتهم أنني عربية وأعيش في الإمارات العربية المتحدة. ولكن العديد من هذه المفاهيم الخاطئة قد تتغير أو تتأكد عند زيارة البلد. قابلتُ عدداً من المغتربين المقيمين من عرب وأجانب في الإمارات لأحاول فهم الفرق بين مفاهيمهم المسبقة عن العالم العربي وما لمسوه على أرض الواقع، فهل غيّر اختبار الحياة في هذه الدولة مفاهيم مسبقة كانت تجول في أذهانهم قبل الوصول.

مريم بالحاج، تونس
“انتقلت للعيش في الإمارات منذ عشر سنوات وأكثر اختلاف اجتماعي أشعر به هو أن أولادي ليست لديهم حياة اجتماعية طبيعية فأقاربهم بعيدون بسبب الغربة وهذا طبيعي، ولكن هنا تسلية الأطفال مرتبطة بمراكز التسوق وأماكن اللعب المخصصة للأطفال، مبدأ “الحي” حيث يلعب الأطفال مع أقاربهم أو أولاد الجيران هو غير موجود.”

Videos by VICE

مجدلا مرعبي، لبنان
“انتقلت للدراسة والإقامة في الإمارات منذ سبعة أعوام، كنت أعيش قبلها في لبنان. أول ما لاحظته ولازلت ألاحظه في المجتمع بالإمارات هو قدرة الأشخاص على العيش المشترك بالرغم من الاختلافات الشاسعة بينهم كجنسياتهم وثقافاتهم وأديانهم. في وطني الأم ينقسم أهل البلد نفسها على فروقاتهم الثانوية، فنراهم يتنازعون على كل ما يفرقهم كالدين والطائفة أو الاتجاهات السياسية وينسون أو يتناسون لبنانيتهم التي تجمعهم. لدي صداقات جميلة مع أشخاص من بلدان متعددة وثقافات مختلفة وهذا التنوع في العلاقات لم أكن لأحظى به إن بقيت في لبنان.”

مانون بيروث، فرنسا
“أتيت للعيش في دبي قبل أربع سنوات، وكنت قبل ذلك أعيش في باريس طوال حياتي. أول ما لاحظته عن المجتمع في الإمارات هو شعوري بأن الناس هنا يعيشون بصفاء وسكون من نوع ما. الحال ليس كذلك في باريس، فهناك الناس في عجلة دائمة ولا يُعيورن اهتماماً لبعضهم البعض، أما هنا أشعر أنني جزء من عالم أكبر، وأنني لست مركز العالم. أعتقد أن هذا درس مفيد جداً تعلمته بعد مجيئي لدبي. كما أنني بدأت التركيز على ما هو مهم في يومي لأحفظ طاقتي له، وهذا أبعدني عن الغوص في المشكلات الصغيرة التي قد نواجهها بشكل يومي. فعلى سبيل المثال، إن اعترض أحد السائقين في الشارع طريقي في فرنسا، من الممكن جداً أن أوقف سيارتي وأخرج منها وأبدأ بالصراخ عليه، لكنني لا أقوم بهذه التصرفات بدبي، ربما لأني أعلم أن هذا التصرف سيحدث أزمة سير خلفي وهذا مخالف للقانون، وأعلم جيداً أن القوانين تُطبَّق هنا فعليّاً، فلذلك لا أضيّع وقتي في الجدالات البيزنطية اليومية.”

ريشيل شاه، بريطانيا

ريشيل شاه

“أتيت إلى دبي منذ حوالي تسعة أعوام، وأذكر أنني وصلت قبل بداية شهر رمضان بفترة قصيرة فكانت عندها غالبية الأحاديث تتمحور حول الصيام وشهر رمضان بشكل عام. وفي حين أن هناك مسلمين في بريطانيا لكننا لا نشعر بشهر رمضان في حياتنا اليومية هناك، فلم أعلم الكثير عنه، بينما هنا، يتأثر جميع أفراد المجتمع بشهر رمضان، فساعات الدوام تتغير، ومعظم المقاهي تغلق وتفتح بعد الإفطار. هذه الأمور أثارت في الفضول لمعرفة شعور الصيام حقّاً، فقررت الصيام ليوم واحد، وكانت تلك المهمة شديدة الصعوبة. أذكر أن آخر 10 دقائق قبل موعد الإفطار كانت أطول 10 دقائق في حياتي، لكن ساعدتني التجربة في فهم ماذا يعني الصيام بشكل أفضل.”

كايلا نوبريغا، جنوب أفريقيا
“انتقلت للعيش في الإمارات منذ سنة ونصف تقريباً، ولكن أحد مفاهيمي السابقة عن العالم العربي تحطّم قبل أسابيع قليلة فقط. من السهل بناء الفرضيات والمفاهيم الخاطئة عن أي ثقافة عند النظر إليها من بعيد وبشكل سطحي، بدلاً من الغوص في تفاصيلها ومعرفتها بشكل حقيقي. موضوع حقوق المرأة في العالم العربي هو أحد المواضيع الساخنة في الغرب، وأنا – كآخرين – كان لديَّ انطباع أن المرأة تُعتبر ملكاً للرجل، ولباسها للحجاب هو شكل من أشكال فرض السيطرة الأبوية. ولكن شرح لي أحد أصدقائي الجدد مُؤخراً أن الحجاب هو رمز لاحترام الذات والآخرين في بعض المجتمعات العربية. كما أنني تحدثت مع بعض السيدات المحجبات اللواتي يفخرن بحجابهن وطريقة لبسهن، وغيَّر هذا من مفهومي عن الحجاب ومعناه.”

تيي مالاتجي، جنوب افريقيا

تيي مالاتجي- تصوير هند مصطفى

“انتقلت للإقامة في دبي منذ أربع سنوات، وكانت تلك أول مدينة عربية أسافر لها. عند وصولي تفاجأت بحالة الطقس، فقد كان الجو حاراً ورطباً جداً، على ما أظن كان ذلك في يوليو أو أغسطس، كما تفاجأت بأهل البلد فهم محترمون جداً ومضيفين ممتازين. شعرت بذلك بمجرد وصولي إلى المطار فلم أدرك حينها أين عليّ الذهاب وما إلى ذلك وكان هناك شاب إماراتي عاملني بلطف شديد وأرشدني للطريق الصحيح. ترك هذا انطباعاً أوليّاً جيداً جداً عندي وشكل صدمة ثقافية في الوقت ذاته لأن أغلب الأشخاص في بلدي يُعتبرون فظّين نوعاً ما. بالإضافة لذلك، ومنذ وصولي وتذوقي طبق الحُمّص أدمنته وأصبح من الأطعمة المفضلة لدي.”

راميث فيرناندو، سيريلانكا

راميث فيرناندو – تصوير هند مصطفى

“جئت للإمارات قبل 10 سنوات وكانت دبي أول مدينة عربية أحط فيها. ولاحظت أنها منقسمة لجزئين جزء قديم وتراثي وتتخلله الأحياء الشعبية، وجزء آخر دائم التجدد وتتركز فيه غالبية المشاريع التطويرية الجديدة. لا أشعر أن هناك توازناً بتطوير كامل المناطق في المدينة. لكن من الناحية الثقافية والاجتماعية، الغالبية الساحقة ممن تعاملت معهم كانوا بكامل الاحترام واللباقة ولم أتعرّض لأي مشاكل على المستوى الاجتماعي بسبب اختلاف الثقافات.”