إسراء زيدان، 30 عاماً، فنانة مصرية، تتمتع بأسلوب خاص تكرسه في خدمة ما تؤمن به ألا وهو “حب الجسد” وهذا ما يشحنها على تحدي الأيديولوجيات المجتمعية وتشجيع المرأة على حب نفسها والتحرر من القوقعة التي تضع معاييرًا معينة للجمال وصورة نمطية واحدة للمرأة.
لوحات ورسومات زيدان بألوانها وشخوصها تنبعث منها طاقة إيجابية وتحوي الكثير من الحرية والسعادة والشعور بالرضا الجسدي والنفسي معًا:” أنا فنانة نسوية، والنسوية هي أن تستطيع كل امرأة أن تختار ما تشاء بحرية، فتعمل إذا أرادت أن تعمل، وتتزوج وتنجب إن أرادت ذلك، لكن إن لم تشأ، فهذا لا ينقص من أنوثتها وعالمها كمرأة شيئًا على الإطلاق. حرية الاختيار هي أساس النسوية كما أراها،” تخبرني إسراء خلال مقابلة عبر الإيميل والإنستغرام. تعمل إسراء حالياً على شهادة الدكتوراة حول “النسب غير المألوفة للجمال في الفن” وهي تشغل أيضًا منصب مدرس مساعد بكلية الفنون التطبيقية-جامعة حلوان.
Videos by VICE
أعمال إسراء يغلب عليها تجسيدًا لفتيات ممتلئات، وعند سؤالها عن سبب اختيارها لذلك، تقول:”الرسم هو أساس سعادتي، وأنا أرسم عالم مثالي أحلم أن أعيش فيه، والعالم الذي أود العيش فيه هو لا يحكم عليك بسبب لونك أو وزنك. لوحاتي التي تعكس فئة من النساء تشعر أنها -بسبب المعايير القاسية والخاطئة التي تحكم العالم -مهمشة أو غير جميلة. يصلني عشرات الرسائل من النساء اللواتي يشعرن أن هذه الرسومات باتت تشكل سر سعادتهن واعتزازهن بأنفسهن. لقد أصبح عالمي عالمهن أيضاً.” وتضيف: “ربط الجمال بالوزن هو من أكثر الصور النمطية ضررًا وتسبب الكثير من الأذى، سواء من تعلم الأطفال الصغار التنمر في المدارس، وانتهاءً بصورة المرأة في السينما والتلفزيون والإعلانات.”
وفي ظل ما نمر به الآن بظل الأزمة الحالية تحت وطأة فيروس كورونا، تتحدث كثير من النساء عن زيادة وزنهن خلال الحجر المنزلي، لكن إسراء تملك نظرة مختلفة حيال ذلك، فهي ترى أن هذا الوباء يحمل في طياته درسًا قاسيًا ليعلمنا أن نكون أكثر امتنانًا لما نملك: “برأيي أن السخرية من زيادة الوزن الناجمة عن الحجر المنزلي هو موضوع جارح وغير صحي ولا يجب تشجيعه حتى لو كان على سبيل المزاح. قضية الوزن الزائد في حال كان مشكلة صحية، هو موضوع عميق ويجب أن تتم معالجته بشكل مختلف. ولكن إذا كان الأمر ليس له علاقة بالمرض، فما المشكلة بزيادة الوزن أصلاً؟ وما علاقة ذلك بكونك جميلاً أم لا؟ ألا يكفينا الظروف الاستثنائية الصعبة التي يمر بها العالم لنُغير من نظرتنا لكل شيء؟”
تختم إسراء حوارها حول تأثير الفن على شخصيتها كامرأة قائلًة:” أنا مثل أي فتاة في العالم، لدي الكثير من الإحساس بعدم الأمان تجاه جسدي، خاصة عندما أرى المظهر المثالي للعارضات والمؤثرات على انستغرام. لكن أي أنا هي أنا، ولا أريد بذل أي مجهود كي أبدو كغيري. لذا أذكر نفسي كل يوم بأنني أحب نفسي وأنني لست بحاجة إلى تعديل أي شيء بي. أنا جميلة على طريقتي، وكل منا جميلٌ على طريقته.”
مزيد من رسومات إسراء هنا: