مقابلة مع ملكة الدراغ المسلمة الأولى التي تشارك في سباق رو بول

ملكة الدراغ المسلمة الأولي مرسيدس إيمان دياموند

للمرة الأولى منذ إنطلاق البرنامج قبل عشر سنوات تشارك ملكة مسلمة في مسابقة رو بول دراغ كوين (RuPaul’s Drag Race). هذه الملكة البالغة من العمر 31 عامًا هي “مرسيدس إيمان دياموند” والتي تطلق على نفسها لقب “الأميرة الإفريقية.” انتقلت كوران (اسمها الأصلي) من كينيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما كانت في الحادية عشرة من العمر ودخلت عالم الدراغ بالصدفة. في مكالمة هاتفية سريعة، تحدثت مع مرسيدس عن مشاركتها في هذه المسابقة.

VICE عربية: مرحباً مرسيدس! أخبريني أولاً عن حياتك قبل مشاركتك في هذا البرنامج؟
مرسيدس إيمان دياموند: منذ حوالي 10 سنوات، ذهبت إلى حانة في مينيابوليس في الولايات المتحدة. وكانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها عرضً دراغ، رأيت مجموعة من الرجال يرتدون ملابس امرأة، وهو ما وجدته رائعاً، فقد كان واضحاً أنهم يستمتعون بما يقومون به. لقد شاركت سابقاِ في مجموعة رقص، وعرفت حينها أنني أريد أن أكون دراغ كوين. قدمت عرضي الأول، ووجدت نفسي في هذا المجال. هذه كانت البداية. رحلتي مع عروض الدراغ تكمل 10 سنوات في مايو. بدأت بمشاهدة السباقات، واستغرق الأمر الكثير من الوقت لأتمكن من المشاركة. كنت أعرف أنني سأواصل المحاولة حتى أنجح. الأحلام تتحقق نعم، ليس من المرة الأولى أو الثانية بل تحتاج الى مرات ومحاولات أكثر بكثير من ذلك. على الأقل بالنسبة لي. ولكني لم أكن لأستسلم، وثم في يوم ما تلقيت المكالمة. وتمكنت أخيراً من المشاركة في الموسم 11 من السباق! الأحلام تتحقق حقاً!

Videos by VICE

هل فكرت بأنه سيتم التركيز على كونك ملكة دراغ مسلمة؟
أنا أعرف ديني جيداً. أعرف ثقافتي وأعرف تماماً كيف سيكون رد فعل أسرتي وأفراد أسرتي. ولكني في نهاية اليوم أحتاج الى أن أعيش حياتي، كما أريدها أنا وليس لأجل أي شخص آخر. إن كان أهلي سيدعموني في هذا القرار فسيكون ذلك رائعاً، وإذا لم يفعلوا فلا بأس، سأبني عائلتي لوحدي. أردت أن أكون أول مسلمة تشارك في البرنامج، لأنني أعرف الكثير من الذين يودون المشاركة ولكنهم خائفون. خائفون من ردة فعل العائلة والمجتمع. نحن في عام 2019 يجب السماح للجميع بأن يكونوا أنفسهم وأن يكونوا سعداء. إذا لم أكن أتسبب في أي مشكلة لأي أحد، فما هي الحاجة للتركيز على اختلاف الدين أو الثقافة؟ جميعًا بشر، ونأتي جميعًا من خلفيات مختلفة. أنا أعرف ما الذي افعله، إذا كنت تحب ما تفعله – وطالما أنك سعيد بالقيام به، لم لا تقم به إذن؟

منذ مشاركتي في البرنامج، تلقيت الكثير من الرسائل الرائعة، تصلني الرسائل من جميع أنحاء العالم، هذا لم يكن ممكناً قبل سنوات مضت. منذ الطفولة، كنت أعلم أنني مختلفة، ولم يكن الأمر سهلاً في البداية. والآن الأهم بالنسبة لي هو أن تكون نفسك وأن تعيش حياتك كما تريد، هذا يجب أن يكون واضحاً للجميع.

هل تعرفين أي ملكات دراغ مسلمات في الولايات المتحدة؟
نعم، أعرف عدداً من الملكات المسلمات من باكستان وأفغانستان، أنا أعمل معهن ونحن ندعم بعضنا البعض. لا أعرف ما إذا كن سيشاركن في البرنامج. ولكني آمل أن أرى ملكات أخريات في المستقبل. أتمنى أن أكون سبباً في ذلك، مثلا “لقد فعلت مرسيدس ذلك لماذا لا اقوم به أنا أيضاً.” ببساطة، افعل ذلك من أجل نفسك، وبذلك تصبح قدوة لغيرك. من الجميل أن تمنح الآخرين الأمل، ليشعروا أنهم ليسوا وحدهم.

عرضك الأول في المسابقة بدأ بـ “زغرودة” وهو أمر رائع. لماذا قمت بذلك؟
الزغاريد تعني الفرحة والاحتفال! أي شخص مسلم أو منطقة الشرق الأوسط وافريقيا سيفهم معنى الزغرودة! أردت أن أترك بصماتي. قد لا أمتلك كل المجوهرات والمكياج اللازمين، ولكن هكذا أردت أن يتذكر الناس من هي مرسيدس، من هي الأميرة الأفريقية، ومن هي أول ملكة دراغ مسلمة.

مقطع “Opulence” من البرنامج، أخذ الكثير من الضجة على السوشيال ميديا، هل توقعت أن تلك الجملة ستكون حديث جميع متابعي برنامج رو بول؟

أبداً. لم يكن الموضوع مخطط له بتاتًا! وجدت الكثير من الصعوبة في لفظ كلمة Opulence لأن الانجليزية ليست لغتي الأم. كنت مدعوة لأكون مقدمة الحفلة في تلك الحلقة، ولم أكن أريد ذلك لأنني كنت محرجة. ظننت أن الجميع سيسخر مني، ولكن حين تم عرض المقطع على التلفزيون، أختي مونيك هارت التي كانت موجودة توجهت صوبي وقالت لي: “مرسيدس، حاولي قول تلك الجملة مرة أخرى.” وهو ما قمت به، فضحكت هي والجمهور عالياً. سألتها: “مونيك، أتسخرين مني؟” ردت قائلة: “أبداً نحن نضحك معك! غداً سترين أن هذه الجملة ستكون على لسان الجميع وستكون لحظة الموسم الـ11 المفضلة لدى الجميع.” وحصل ما توقعته تماماً، استيقظت في اليوم التالي وكان ذلك المقطع منتشراً في كل مكان!


ماذا يمكنك أن تخبرينا عن مشهد الدراغ في كينيا.

لقد كنت هناك قبل بضع سنوات. هناك مشهد سري لا يعرف عنه الكثيرون ولكنه موجود وممتع. لكنني أتفهم سريته. كينيا هي بلد مسلم ويجب أن نراعي ذلك. لا أعرف إذا كنت سأقوم بالأداء هناك – يجب أن تكون الأمور آمنة. أنا أسافر حول العالم ولديّ بضع جولات قادمة، أنا متحمسة للأداء في أستراليا والمملكة المتحدة. الحياة جيدة وأنا سعيدة بمشاركة قصتي مع العالم ومقابلة أشخاص جدد.