مقتل ٢٣ مهاجراً في محاولة للعبور إلى جيب مليلية

1656511015527-gettyimages-1241589445

أعلنت السلطات في المغرب عن وفاة 18 مهاجراً وسقوط العديد من الجرحى خلال محاولة للعبور إلى جيب مليلية الخاضعة للإدارة الإسبانية.

وبحسب ما نقلته وكالة فرانس برس للأنباء، فقد حاول ألفي مهاجر، معظمهم من السودان وجنوب السودان تسلق سياج حدودي يبلغ ارتفاعه 10 أمتار داخل جيب مليلية في شمال إفريقيا، حيث تم ردعهم من قبل السلطات المغربية والإسبانية.

Videos by VICE

وأشارت التقارير الأولية إلى مقتل 5 أشخاص، لكن الرباط أكدت لاحقًا ارتفاع العدد إلى 23، ولكن بحسب هيلينا مالينو غارزون، رئيسة منظمة “عبور الحدود” (Walking Borders) غير الحكومية، فإن 37 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم.

وأظهر فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات التي أعقبت الحادث، عشرات الجثث بعضها بلا حراك متناثرة على أرضية منطقة مراقبة حدودية. ويمكن رؤية الضباط وهم يضربون بعض الرجال المصابين وهم يرقدون بلا حول ولا قوة على الأرض. ادعت السلطات المغربية في البداية أن المهاجرين ماتوا نتيجة التدافع.

وأدان رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز “الهجوم العنيف” على الحدود، متهما من أسماهم “مافيا الإتجار بالبشر” بتنفيذه، فيما دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، إلى “إجراء تحقيق فوري” في مقتل عشرات المهاجرين، و”معاملة جميع المهاجرين بكرامة، وإعطاء الأولوية لسلامتهم وحقوقهم الإنسانية، مع الابتعاد عن استخدام القوة المفرطة.”

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان لها أن “مقتل 23 رجلاً أفريقيًا على الأقل على حدود مليلية المغربية في 24 يونيو 2022 يتطلب تحقيق مستقل ونزيه قادر على تحديد ما حدث ومن يتحمل مسؤولية هذه الخسائر في الأرواح.”

وأفادت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (AMDH) أن السلطات المغربية في إقليم الناظور شرعت في حفر 21 قبراً بغرض دفن جثث المهاجرين الذين لقوا حتفهم أثناء محاولة العبور، وطالبت الجمعية بعدم دفن الجثث “دون إجراء تشريح طبي” والتحقيق في أسباب الوفاة، والتعرف على هويات الضحايا بغرض التواصل مع عائلاتهم في بلدانهم الأصلية لإشعارهم بالوفاة والدفن.

أحد المهاجرين السودانيين ممن شاركوا بمحاولة عبور السياج إلى مليلية، قال لمهاجر نيوز أنه أمضى أكثر من أربعة أشهر في غابة في منطقة الناظور “في ظروف غير إنسانية بتاتًا، نحاول طوال الوقت التخفي عن أعين الشرطة والأمن. طبعا هذه ليست الحياة التي أطمح لها، سأحاول العبور في وقت آخر.”

المهاجر الشاب الذي يبلغ 24 عاماً، فر من الحرب في دارفور، وهو مصمم للوصول لأوروبا لأنها “المكان الوحيد الذي يمكنني أن أعيش فيه بكرامة.”

وتُعد هذه المحاولة الأولى لاقتحام جماعي على أمل العبور إلى مليلية منذ عودة العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والرباط في مارس الماضي عقب دعم إسبانيا خطة المغرب في منح حكم ذاتي للصحراء الغربية التي تناضل منذ عقود للاستقلال عن المغرب.

ويعتبر جيبا سبتة ومليلية نقطة جذب للمهاجرين الذين يأملون في الوصول أوروبا. وتخضع مليلية وسبتة (شمالي المغرب)، فضلاً عن الجزر الجعفرية وجزر صخرية أخرى بالبحر المتوسط لإدارة إسبانيا، بينما يعتبرها المغرب “ثغوراً محتلة.”