“أتذكر عندما كنت طفلاً، كان والدي يأخذني إلى مطعم صيني مرة واحدة في الأسبوع في مدريد. كنت دائمًا لا أطلب سوى الأرز، وكل ما كان يدور في بالي أنه كيف بحق الجحيم لهذا الرجل الفقير أن يدفع فاتورة ثمانية أشخاص؟ فكنت عندما أرى إخوتي يختارون طبقًا باهظُا، أشعر وكأنني أود قتلهما في حينها.” هكذا يقول أنور زيدان، 59 عاماً، موديل وشخصية اجتماعية مشهورة في مقابلة مع Miami New Times.
والد أنور هما مهاجرين لبنانيين كانا يعيشان في كوبا، حيث كان والده ألفريدو يمتلك شركة استيراد وتصدير. أما والدته جراسيلا فكانت ابنة مقاول ناجح. كانت أمورهما تسير على ما يرام إلى أن قامت جماعات مسلحة بحرق شركته في عام 1958 وتغيرت حياة الزوجين إلى الأسوأ.
Videos by VICE
في الثامن من أكتوبر عام 1961 ولد أنور في ميامي، كان والده قد بدأ العمل لدى وكالة الاستخبارات المركزية، ونظرًا لظروف عمله كان يوكل إليه مهام عديدة أحالت بينهم وبين الاستقرار، فكانوا في حياة تنقل وترحال دائمة كما يقول أنور في المقابلة. بعد التنقلات الكثيرة ما بين لبنان وفنزويلا وبورتوريكو، استقرت العائلة أخيرًا في إسبانيا. وبحلول أوائل سبعينيات القرن الماضي، أصبحت العائلة تتكون من ستة أطفال-أربع بنات وولدين. يقول أنور:”عندما وصلنا إلى برشلونة، كنا نعيش جميعنا في غرفة نوم واحدة وعلى فراش أرضي.”
بحسب كلام والدته، كان أ”نور حساسًا لكنه شجاع وجريء في ذات الوقت، يحب التحدث مع الغرباء وكان يمضي الكثير من الوقت في التجول في المزارع في المناطق الريفية خارج مدريد وبرشلونة، وتعلم ركوب الخيل ومارس أيضًا الجمباز في المدرسة.”
بعد ذلك انتقلت العائلة للعيش في الولايات المتحدة، وفتح والده متجراً لبيع الإطارات للصور. منذ أن كان في مقتبل العمر لم تكن الدراسة من ضمن أولويات أنور، إنما كل ما كان يتمناه أن يحظى بعمل خاص، فيتذكر أنه في ذلك الوقت تم حظر المجلات الإباحية لكن كان لديه آلة نسخ الصور فكان ينسخ صفحات المجلة ويبيعها لأصدقائه. لاحقاً بعد انتقاله لميامي، عمل أنور في كثير من المجالات، منها إعلانات تلفزيونية تضم “Mr. Love 94” ثم انضم إلى المسلسل التلفزيوني Miami Vice ثم أصبح وجهًا إعلانيًا لشركة Calvin Klein. ومن ثم توالت العروض.
نجاح زيدان في تحقيق ثروة كبيرة خلال السنوات اللاحقة، ليس مسألة مال واستثمار فقط إنما “إدارة قوية سليمة،” كما يقول، ويشير إلى أنه حتى اللحظة ما زالت تربطه علاقة وثيقة بأعمال التأطير، حيث عمل مع والده في فترة من حياته في تأطير الصور. إذا دخلت قصره سترى العديد من الصور المعلقة المنتشرة في جميع أرجائه وبشكل خاص على السلم فهو لا يحب أن يبقي الصور في ذات المكان طوال الوقت بل يقوم بتغييرها دائمًا فيقول:” إن استيقظت صباحًا وأنا لا أشعر بشعور جيد، مجرد أن أسير على السلم، أشعر بتحسن نفسيتي، لأنني أرى في هذه الصور جميع الأوقات الممتعة التي قضيتها مع أصدقائي.”