مع تطورات تبعات فيروس كورونا والتزام الكثيرين بالحجر المنزلي وفرض حظر التجوال في عدد كبير من الدول، قررت الكثير من الشركات تغيير سياسة عملها ونقل الموظفين للعمل من المنزل، للحد من انتشار الفيروس، ورغم أن عدد العاملين من المنزل/عن بعد ليس بقليل حول العالم إلا أن هذه التجربة المفاجأة قد تختلف في تقييمها من شخص لآخر، هنا جمعنا رأي بعض الشباب من تخصصات عمل مختلفة وسألناهم عن تجربتهم في العمل من المنزل في زمن الكورونا.
“تم خصم 50% من راتبي، وأصبحت أعمل حتى يوم الإجازة”
“كنت أعمل من مقر شركتي وبعد فرض الحجر الصحي وحظر التجوال في السعودية أصبحت أعمل من المنزل، وفي الحقيقة لا يمكنني أن أقول أن التجربة سيئة تمامًا أو إيجابية لأن في وضعين العمل مميزات وإيجابيات. كنت أحب عملي المكتبي لأنني كنت على دراية تامة بما يحدث في العمل، وكيفية توزيع المهام بشكل يومي. الوضع مختلف الآن، أحياناً أُفاجىء بانعقاد اجتماع ما وانتهاؤه دون أن أعرف من الأساس، كما يتم تزويدي بمهمات كثيرة إضافية حتى يوم الإجازة لأنني متفرغة بالنسبة لهم، ولا يمكنني الرفض، والأسوأ من ذلك أنه تم خصم 50% من راتبي. أنا سعيدة بوجودي مع أهلي ولكني أيضًا مضغوطة في العمل، بالإضافة إلى أنني لا أجد بيئة العمل من المنزل مناسبة لي من الأساس، أمي تطلب مني أن أطهو الطعام وابن أختي يدخل غرفتي أثناء الاجتماعات الافتراضية. أتمنى أن تنتهي هذه الفترة على خير وتعود الأمور كما كانت وسأتقبل عملي من مقر بكل عيوبه بدلًا من ساعات حياتي التي تداخلت ببعضها.” -غيداء، مدخلة بيانات، 25 عامًا
Videos by VICE

“عدد ساعات عملي غير مشروط؛ إذ أنني أتجاوز تسع ساعات عمل يوميًا”
“لقد حولت شركتنا نظام العمل إلى المنزل منذ بضعة أشهر. في الحقيقة كنت أخشى من عدم القدرة على التواصل بشكل عام مع فريق العمل، لأن طبيعة عملي تعتمد على التواصل مع الكثير من الأشخاص بشكل مباشر، ولكن كان الأمر أبسط مما توقعت، ونحن نتواصل عن طريق الإنترنت. تمكنت من أن أكون أكثر إنتاجية ومرونة خلال عملي من المنزل، فلا يوجد مشتتات كثيرة عكس العمل من المكتب. كما أنه من اللطيف أن أكون مع أهلي طوال الوقت. ولكن من الأمور السيئة بالنسبة لي في العمل من المنزل، هي عدد الساعات غير المشروط على عكس العمل المكتبي، إذ أنني اتجاوز التسع ساعات يوميًا وأنا أعمل من المنزل، كما لا يمكنني أن أُنكر أنني افتقدت كثيرًا حياتي الاجتماعية التي كنت أعتقد سابقًا أنها مملة.” –سارة، مهندسة جودة، 26 عامًا
“لا توجد لدي الرغبة لفعل أي شيء”
“بعد انتشار فيروس كورونا، أصبحت أعمل من المنزل ولا أخرج إلا للضرورة وتغير في حياتي الكثير، أعتقد أن مسألة العمل من المنزل مختلفة بالنسبة لي لأن طبيعة عملي تمكنني من العمل من المنزل بسهولة، وخلال حياتي المهنية تنوعت طريقة عملي بين العمل من مقر أو من المنزل. فكرة العمل من منزل في حد ذاتها جيدة بالنسبة لي؛ فهي توفر الكثير من الوقت وعناء المواصلات، ولكن لا أنكر أهمية العمل المكتبي في أنه يعطي تجربة وخبرة مختلفة تمامًا. ولكن الأمر في زمن الكورونا مختلف بعض الشيء، لأني هنا لا أعمل من المنزل باختياري، وحتى إن كنت أعمل بنفس الطريقة القديمة فإن الأجواء العامة محبطة وتدعو للملل، حتى إن كان هنالك وقت فراغ فلا توجد لدي الرغبة دائمًا لفعل أي شيء. كما أن الحالة المادية تأثرت بالطبع، بسبب الإغلاق، فالكثير من المشاريع تم إلغائها وإن استمر الوضع كذلك فسأتأثر مادياً، بالرغم من أنني أحصل على نفس الأجر لكن أخشى من تدهور الأمر مستقبلًا. ولكن من جهة أخرى، وجدت وقتًا كافيًا لأتعلم أشياء جديدة في مجالي، لم أجد لها وقتًا في الماضي.” -هاني، مصمم جرافيك، 24 عامًا

“وفرت الكثير من الوقت والمصاريف الشخصية”
“جعلني العمل من المنزل أكثر إنتاجية لعدة أسباب منها أنه لا يوجد أي شكل من أشكال الإزعاج، ولا يوجد عامل التشتت الذي يسببه زملاء العمل، كما أنني ارتحت من عناء المواصلات. فكرة العمل من المنزل لها مميزات عديدة ولكن في الوقت نفسه بها تحديات أكثر مثل مهارة الانضباط الذاتي أو على الأقل القدرة على أداء مهام العمل اليومية، خاصًة حين تكون عضوًا داخل فريق عمل كبير، أرى أن هذا هو التحدي الأكبر لأي شخص، إن تمكنت أن تكون منضبطًا فأنت بشكل عام قادر على أن تخوض تلك التجربة. أفضل ما في العمل من البيت هو أنني وفرت الكثير من الوقت والمصاريف الشخصية وأتمنى أن أكمل حياتي بهذا النمط، أصبحت أطهو طعامي بنفسي ولا أطلب من المطاعم، وتمكنت من أن أغير نمط حياتي لفترة، إذ أنني أقضي يومي في قراءة الكتب ومشاهدة الأفلام التي لم أجد وقتًا لها في السابق، كما أنني أقضي وقتًا جيدًا في الحديث مع أصدقائي البعيدين عني.” -محمود، مهندس برمجيات، 26 عامًا

“أشتقت لزملائي في العمل”
“بالنسبة لي أتت فترة الحجر المنزلي كشكل من أشكال الراحة، كُنت قد أُرهقت كثيرًا في الفترة الأخيرة في عملي، وجاءت هذه الفترة وأعطتني وقتًا كافيًا لأرتاح من عناء المواصلات وإرهاق الخروج اليومي. ولكن رغم الراحة التي أخذتها، لا يمكنني أن أقارن فكرة العمل من المنزل والعمل من المكتب، لا وجه للمقارنة من الأساس! ومهما حدث، تظل فكرة العمل من المنزل بالنسبة لي فترة مؤقتة، وانتظر الرجوع إلى وضعي الطبيعي، لأن الأمر أكثر من مجرد عمل ومنزل، الحياة شبه متوقفة تمامًا بسبب الإغلاق. أفتقد عملي من المكتب لأسباب عدة، منها افتقادي للتواصل الإنساني الحقيقي، فالمرء مهما تواصل مع الآخرين عبر التكنولوجيا أو الهاتف يظل في حاجة للإلتقاء بالآخرين، لقد أشتقت لزملائي في العمل. ولكن في الوقت نفسه، الحجر الصحي أعطاني فرصة ذهبية لممارسة اليوجا والتأمل والكتابة الذين لم أجد لهم أي وقت في الماضي، كما أنني أخذت الوقت الكافي للبقاء مع زوجي، لم نحظى بمثل هذا الوقت في السابق.” -رويدا، موظفة خدمة عملاء، 25 عامًا

“أفضل لو أن تجربتي في العمل مستقبلًا تجمع بين النمطين معًا”
“أعمل بإحدى الشركات الكبرى، وبالنسبة لي لا أجد اختلافًا كبيرًا في فكرة العمل من مقر الشركة أو من المنزل. الشركة التي أعمل بها وفرت لنا أحدث طرق الراحة وأفضل السبل لتكون تجربة العمل من المنزل شبيهه بالعمل من المكتب، وأمارس عملي بشكل طبيعي. ولكن أشعر كثيرًا بالملل والفراغ فلا أجد من أتحدث معه، وبالرغم من أن شركتنا تقيم اجتماعات عن بعد، إلا أن التجربة الحية أفضل بالنسبة لي. أحب لو أن تجربتي في العمل مستقبلًا تجمع بين النمطين معًا، أن أعمل بضع أيام من المكتب وبعضها من المنزل في نفس الأسبوع.” -أحمد، مهندس كمبيوتر، 27 عامًا

More
From VICE
-
Samsung Galaxy S25 Ultra – Credit: Samsung -
American rock band Garbage. (Photo via Paul Bergen / Getty Images) -
(Photo by Tom O'Connor/NBAE via Getty Images) -
Amr Bo Shanab/Getty Images