نساء عربيات يتحدثن عن انتصاراتهن الذاتية في عام 2019

Vice Woman

أن نعيش في هذه البقعة من العالم كنساء هو عملية كفاح ونضال طويل في وجه أنظمة أبوية قمعية لا تتفشى في أنظمتنا فقط بل في بيوتنا أيضاً. هذا العام، شهدت المرأة أحداث مأساوية أولها جريمة “الشرف” التي تعرضت لها إسراء غريب في فلسطين، ثم جريمة العنف الأسري المخيفة التي تعرضت لها الأردنية فاطمة أبو عكليك ما أدى إلى فقدان بصرها بالإضافة إلى حالات العنف الأسري والإغتصاب والتحرش في ظل غياب قوانين واضحة تحمي المرأة في الدول العربية.

وعلى الرغم من أن هذه السلبية التي أحاطت النساء العربيات في عام 2019 ولا يمكن غض النظر عنها، إلا أن المرأة أيضاً تركت أثراً مهمًا على أحداث هذا العام، فكانت النساء في مقدمات المظاهرات في بيروت وبغداد لإسقاط النظام الأبوي والطائفي. وكان هناك حراك “طالعات” في فلسطين والأردن و”أنا زادة” في تونس ضد جرائم الشرف والعنف والتحرش. وفي السودان قادت النساء الثورة من البداية حتى حصولهن على أعلى الـ مناصب. هذا العام، كافحت النساء العربيات ليس فقط من أجل تحقيق ذاتهن بل من أجل نصرة النساء أجمع. وأن تحقق المرأة أمراً ما في هذا الجزء من العالم على المستوى الذاتي هو إنجاز لنا جميعاً. لذلك قررنا مقابلة فتيات تمكن من الإنتصار على أنفسهن شخصياً وحقق أموراً معنوية أو مادية في عام 2019.

Videos by VICE

“تخطيت فكرة إن المرأة خلقت فقاسة ولاد”
“خلال فترة زواجي منذ أربع سنوات عانيت كثيراً لأنني لم أستطع أن أحمل. بالطبع ذهبت لعدد من الأطباء كي أعرف ما مشكلتي بالضبط، وتبين أن لدي مشكلة تتعلق بالبويضات وأنني بحاجة لجرعات من أجل تغذية المبيض. هذه المشكلة شكلت لي عقدة. فلم أستطع الحَمل، وحصل الطلاق في النهاية. بدأت الأيادي تشير إلي وكأني أسمع دائماً عبارة “حرام طلقها ما يتخلف.” على الرغم من أنني تعالجت تماماً، إلا أن الخوف والشعور بأنني أقل سيطرة على حياتي، كنت أخاف من ألا أحمل أبداً في حياتي، وكنت أبكي كلما رأيت طفلاً صغيراً. لاحقاً، تعرفت على شاب أحببته كثيراً، وبعدما قدمت له كل شيء من حب ووقت، انفصلنا، وقال لي عبارة لن أنساها أبداً “شو بدي بوحدي ما بتحبل.” بعد ليالي وأشهر من الشعور بالأسى على نفسي، توصلت إلى نتيجة واحدة، أنني لا يجب أن أخذل نفسي وليس أي أحد آخر. لم أعد أهتم إن كنتُ قادرة على الإنجاب أم لا. أن أكون أماً لا يجب أن يكون الهدف الوحيد في حياتي. ببساطة تخطيت فكرة “إن المرأة خلقت فقاسة ولاد.” أعتبر أن تخطي هذا الخوف هو بمثابة انتصار كبير على نفسي وعلى المجتمع الذي ينظر للمرأة كـ مكينة إنجاب لا أكثر ولا أقل.” -فاطمة، 25 عامًا

“حكيت بصوت عالي”
“هذه السنة قررت أرفع صوتي واخترت أن أشارك قصة تعرضي للتحرش من قبل زوج خالتي خلال سنوات المراهقة. لسنوات طويلة لُمت نفسي وكرهتها، وكرهت والدتي لعدم حمايتها لي وخالتي لأنها زوجته. لم أتحدث لأحد عما حصل، خفت، خفت من أن أتحول من ضحية لمجرمة، ويتم لومي على “تخريب العلاقات الأسرية” الكاذبة. خفت من أن يفتح هذا الحديث جرحاً جديداً ويخرج شياطيناً أخرى، وخفت من أنني لن أستطيع العودة إلى من كنت قبل حادثة التحرش، وأن تصبح صورتي وكينونتي مرتبطة بهذه الحادثة فقط. أقول كل هذا لأنني أعلم أن هناك كثيرات يفكرن بذلك، ويترددن بفضح المعتدي والمتحرش. ولكن هذا العام قررت أن أتحدث، فعدم الحديث لم يجعلني أفضل، ولم تنتهي كوابيسي. على عكس كل ما توقعت، الحديث مع والدتي وخالتي وفضح زوج خالتي أمامهما أراحني جداً. صحيح أن علاقتي بخالتي وزوجها انتهت إلى الأبد، وأن والدتي لامتني على ذلك، إلا أنني أشعر أنني حققت إنجازاً شخصياً يعني العالم بالنسبة لي.” -ربى، 27 عامًا

اعترفت أنّني أحب النساء
“وقعت بالحب للمرة الأولى في حياتي. لكن بحُب فتاة. كانت المرة الأولى التي أشعر بها بالاكتفاء جنسياً وعاطفياً. لسنوات دفنت هذه الرغبات خوفاً منها، هذه السنة اكتشفتها واعترفت بها ووعدت نفسي ألّا أنكرها مرة أخرى. تغيرت حياتي من بعد هذه التجربة، ورغم أنّ العلاقة مع تلك الفتاة انتهت بالفشل، فقد كان أهم شيء هو إكتشاف من أنا. أظن أنّه أفضل انتصار بحياتي لأنّ دفن هذه الرغبات كان مؤذيًا، كنت أدخل بعلاقات سامة مع الرجال، وأبحث عن شيء لا يمكن أن أجده معهم. انّها السنة التي اكتشفت بها أنّني أحب النساء فقط ولا عودة عن ذلك.” -لارا، 23 عامًا

لم أعد أمثّل الحجاب
“لبسك ما بمثّل الحجاب، مش هيك البنت المحجبة بتتصرف، ما بصير ترفعي صوتك أو تضحكي عصوت عالي ولازم تكوني محترمة.” هذه العبارات كنت أسمعها طوال حياتي منذ أن ارتديت الحجاب، كل ما في الأمر أنني كنت أتصرف على طبيعتي، بدون فلتر، وكنت أرى أن الحجاب هو أمر شخصي للغاية، لكن المشكلة كانت مع الأشخاص الذين حولي الذين ينتقدون تصرفاتي ويعتبرون أنني “لا أمثل الحجاب” وكنت أسمع هذا الكلام من والدتي أيضًا. هذا العام، قررت أن أخلع الحجاب. لقد كنت محجبة لسبع سنوات ولكن هذا العام قررت أن أنتصر لنفسي وقلت لأمي “أنا كما تقولون لا أمثل الحجاب لذلك لن أرتديه بعد اليوم.” -هبة، 24 عاماً

الفن أصبح حياتي
“كنت أعلم دائمًا أنني سأصبح فنانة يوماً ما، ولكنني لم أعرف أبدًا أن الفن سيكون حياتي. بعد تخرجي من الجامعة، كان لدي فكرة مشروع تصوير، لكن لم أعرف كيف سأقوم بتنفيذ ذلك وما هي القصص التي أريد التعبير عنها. عندما بدأت الثورة في لبنان، وقعت في حب الوطن والناس الذين شاركوا بالثورة، ووجدت الفكرة التي كنت أبحث عنها. هذا العام وأخيرًا، أطلقت Revolt Project عبر فيسبوك وانستغرام، والذي يضم صوراً للمشاركين في الثورة مع تفاصيل عن قصصهم وأحلامهم. آمل أن يساعد هذ المشروع كل متمرد على تحقيق حلمه، تمامًا كما ساعدوني على تحقيق حلمي.” -يارا، 25 عاماً

بعد سنوات عديدة عدت لحبي الأول والأخير

“بعد ثماني سنوات من العمل في مكتب مغلق ودراسة اختصاص لا أحبه، قررت هذا العام العودة إلى المقاعد الجامعية وسجلت في الدراسات العليا في اختصاص الفلسفة الذي أحبه كثيراً. ومنذ ثلاثة أشهر وبدعم من أصدقائي وأقاربي وعائلتي تمكنت من افتتاح متجر صغير لبيع الأعمال اليدوية التي تصممها نساء يعملن في الصوف والخياطة والرسم على اللوحات والكروشيه. اسم متجري هو Re-Store للدلالة على إعادة الروح الإنسانية إلى عالم فقد الإنسانية في ظل النظام الاستهلاكي والمكننة، وللدلالة أيضاً على اعادة تدوير بعض المنتجات كالبلاستيك والكرتون وتحويله إلى منتج مفيد بدلاً من رميه.” -جسيكا، 30 عامًا

تخطيتُ فكرة الخوف من الخيانة
-ميسا، 23 عامًا