يسميها الفلسطينيون “مدينة الأشباح” فمعظم المحلات والبيوت في المدينة القديمة في الخليل، جنوب الضفة الغربية، مغلقة أو فارغة. يبلغ عدد سكان الخليل وفق مركز الاحصاء المركزي الفلسطيني حوالي 250 ألف نسمة، يعيش بينهم نحو 800 مستوطن تحت حماية الجيش الإسرائيلي في عدد من المجمعات المحصنة في قلب المدينة. ومنذ المجزرة التي اقترفها المستوطن باروخ غولدشتاين ضدّ مُصلين مسلمين في الحرم الإبراهيمي عام 1994 والتي أدت لمقتل 60 فلسطينياً، قام الجيش الإسرائيلي في الخليل بفصل الفلسطينيين عن المستوطنين، من خلال فرض قيود شديدة على حركة الفلسطينيين في وسط المدينة القديمة، وهي المنطقة التي أقيمت فيها غالبية المستوطنات.
بعض هذه الشوارع الرئيسية في هذه المنطقة مغلقة تمامًا أمام دخول السكان الفلسطينيين إليها. وقد حوّلت القيود المتطرفة التي تفرضها إسرائيل حياة الفلسطينيين في مركز مدينة الخليل إلى جحيم، حيث تم اقامة ما يقارب الأربعين حاجز عسكري داخل البلدة القديمة، مما أجبر الكثيرين على ترك بيوتهم وأماكن عملهم ومدارسهم، وتسببت بإغلاق ما يقارب ألف محل تجاري واخلاء 1,400 منزل.
Videos by VICE
خلال زيارتي للمدينة القديمة لتصوير ما يبدو عليه الاحتلال وكيف تغيرت تلك الشوارع التي كانت تحمل روائح وأصوات أصحاب المحلات- في الوقت الذي يحي الفلسطينيين الذكرى الـ 71 للنكبة. في شارع هادئ ومحلات مغلقة الأبواب، التقيت بـ يعقوب النتشة٬ 57 عاماً٬ الذي يعمل في تصميم الزجاج منذ 49 عاماً٬ والذي أصر على فتح مصنعه داخل البلدة القديمة ليصبح آخر صانع زجاج في البلدة القديمة- فلم يعد كثيرين يعملون في هذه الصناعة التي تعد من أقدم وأشهر الصناعات المحلية. في متحفه الزجاجي الصغير الذي أسماه “مصنع أرض كنعان للزجاج التقليدي اليدوي” يخلق النتشة تصاميمه الجميلة بأشكال مختلفة مزهريات وفوانيس وتحف فنية، تعطي قليلاً من اللون لهذه المدينة المحتلة.
يمكنكم مشاهدة الصور بالأسفل.