أظهرت دراسة حديثة أن رؤية شريط حياتنا أمام أعيننا في لحظة الموت ليس فقط خيال سينمائي، بل يحمل بعض الحقيقة.
وكان فريق من العلماء يقوم بقياس الموجات الدماغية لمريض مصاب بالصرع يبلغ من العمر 87 عامًا، وأثناء القيام بتسجيل استجاباته العصبية، أصيب المريض بنوبة قلبية قاتلة، مما قدم للعلماء تسجيلًا غير متوقع لدماغ شخص يحتضر.
Videos by VICE
وكشفت النتائج، أنه في الثلاثين ثانية قبل وبعد موت المريض، اتبعت الموجات الدماغية للرجل نفس الأنماط التي عادة ما تتبعها خلال الحلم أو استرجاع الذكريات.
وكتب علماء الفريق في دراستهم التي نُشرت في مجلة “فرونتييرز إن ايجينغ نوروساينس” الطبية المختصة بعلم الأعصاب أن نشاط الدماغ من هذا النوع قد يشير إلى أن “رؤية شريط حياتنا” النهائي قد يحدث بالفعل في اللحظات الأخيرة من حياة الشخص.
وقال الدكتور أجمل زمار، المؤلف المشارك في الدراسة لبي بي سي أن ذلك حدث بالصدفة تمامًا، “لم نخطط لإجراء هذه التجربة أو تسجيل هذه الإشارات.” وأضاف: “قد يكون هذا آخر استدعاء للذكريات التي عشناها في الحياة ويتم عرضها من خلال دماغنا في الثواني الأخيرة قبل أن نموت.”
طبعاً من الصعب تحديد إذا كان شريط حياتنا سيسترجع الذكريات السعيدة أم السيئة. ولكن يتوقع زمار أنه “إذا قفزت إلى المجال الفلسفي، فإنني أتوقع أنه إذا قام الدماغ باستعادة ذكريات الماضي، فمن المحتمل أن يذكرك بالأشياء الجيدة، بدلاً من الأشياء السيئة.”
لا يمكن استخلاص استنتاجات عامة من دراسة واحدة بحسب زمار، ولكن هذه الدراسة تتشابه مع نتائج دراسة أجريت عام 2013 على فئران سليمة، حيث أبلغ باحثون أمريكيون عن مستويات عالية من الموجات الدماغية لحظة الموت وحتى 30 ثانية بعد توقف قلوب الفئران عن النبض.
وقال الدكتور سام بارنيا، الأستاذ المشارك في جامعة نيويورك لانغون هيلث ومؤلف كتاب “ماذا يحدث عندما نموت؟” لـ Insider أن عدد من الدراسات أشارت لما يحدث أنه عندما يقترب الناس من الموت: “يكون لديهم وضوح ووعي متزايد، وهذا قد يتضمن مراجعة لحياتهم بأكملها، والتي تشمل جميع أفعالهم ونواياهم وأفكارهم تجاه الآخرين.”
في المقابل، يشكك الدكتور ستيف تايلور، عالم النفس في جامعة ليدز بيكيت في حديث مع الغارديان بنتائج الدراسة ويقول: “لا أعتقد أننا يمكن أن نفترض أن ما حدث هو مثال تمثيلي لكيفية تصرف الدماغ البشري عند نقطة الموت،” ويضيف: “يمكن أن يقوم البعض بمراجعة شريط حياتهم في مواقف معينة في الحياة وبدون أن يكونوا من الناحية الفسيولوجية قريبين من الموت.”