“هو الشارع وحرمتونا منه، كمان شققنا المقفولة علينا”

yousef-salhamoud-m8qr4UFitlg-unsplash

“هو الشارع وحرمتونا منه، كمان شققنا المقفولة علينا.” هذا البوست على فيسبوك للكاتبة غادة عبد العال يختصر ما تعيشه النساء في العالم العربي وفي مصر تحديداً، حيث تصبح حتى البيوت المغلقة مستباحة من قبل أي رجل أو جماعة أياً كان السبب لأن المقيمة هي امرأة، والنتيجة في معظم الأحوال تنتهي بأذى المرأة، تعنيفها أو قتلها.

نتحدث بشكل محدد عن حادثة طبيبة السلام، في مصر، حيث أشارت التحقيقات الأولية إلى أن صاحب عقار وزوجته وعدد من السكان، تسببوا بسقوط طبيبة من شرفة شقتها من طابق الدور السادس. وبحسب ما نشر حتى الآن على بعض المواقع، فقد كانت المجني عليها في شقتها برفقة صديق (أو يقال عامل أنابيب غاز) عندما قام المتهمون بالدخول لشقتها، وتعدوا عليها بالضرب ما تسبب في سقوطها من شرفة شقتها بالدور السادس، ولفظت أنفاسها الأخيرة في الحال.

Videos by VICE

وكانت الأجهزة الأمنية تلقت بلاغًا بالعثور من الأهالي بالعثور على جثة أسفر العقار، وبالفحص تبين أنها المجني عليها تدعى “د.ص” 34 عاماً، تعاني من كسور متفرقة بجميع أنحاء جسدها، وتم نقل جثتها إلى المشرحة بقرار من النيابة العامة لمعرفة سبب الوفاة وكشف غموض الحادث. تم ضبط المتهمين وجار عرضهم على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

وتشير إحدى الروايات إلى أن المتهمين اقتحموا شقة جارتهم وانهالوا عليها ضربًا بحجة أنها “تخل بقيم الأسرة والمجتمع لأنها استقبلت شخصًا غريًبا.” ولكن في حوار مع الإعلامي عمرو أديب قال شقيق الضحية”: “إنها كانت تسكن في منطقة لم يدخلها الغاز الطبيعي واضطرت إلى طلب أنبوبة غاز إلا أن العامل أخبرها بأن طلبها لن يكون متاحا إلا في الـ11 مساء.” واستبعد أن تكون شقيقته قد ألقت بنفسها من الشرفة. وأكد شاهد أنه كان بصدد القيام بأحد أعمال الصيانة عندما اقتحم ثلاثة أشخاص المنزل وتعدوا عليه وعلى الضحية بالضرب، قبل أن يتمكن من الهرب.

البعض شكك في هذه الأقوال واعتبر محاولة أخرى للتأكيد على “شرف العيلة” وكأن اقتحام شقة المرأة وقتها كان سيكون مبرراً لو أن من معها لم يكن عامل أنابيب. وقال علي أن التبرير يندرج تحت التحريض على القتل: “الناس اللي ماسكة في إن اللي كان في شقة طبيبة_السلام بتاع أنابيب … حتى لو مكنش كده وأي كان هو مين محدش له حق يقتحم منزل حد ويقتله لا قانون ولا عرف ولا دين … دول شوية همج مجرمين واي تبرير لأفعالهم يندرج تحت بند التحريض على القتل.”

وفي بيان اعتبر أنه غير كاف وغير منصف للمرأة المقتولة، أكد المجلس القومي للمرأة على لسان الدكتورة مايا مرسي على “رفض جميع أشكال البلطجة والعنف، ومصر ستظل دائمًا دولة قانون ومؤسسات ولن تقبل قيام مجموعة من الأفراد بالاعتداء على بعضهم البعض. المجلس يستعد لتقديم المسانده القانونية اللازمة لأسرة المجني عليها من خلال محامي مكتب شكاوى المرأة الخاص بالمجلس، لاسترجاع حقها ومعاقبة الجناة حتى يكونوا عبرة وعظة لمن يقوموا بمثل هذه الجرائم.”

تسببت هذه الحادثة بالكثير من الحزن والغصب على المتوفاة، التي لم تأمن حتى في بيتها وهي إشارة خطيرة لمدى استباحة الخصوصية الفردية للنساء. واعتبرت عليا، أن “يللي قتلوها صورة عن مجتمعاتنا الهمجيّة يللي تعتبر النساء ملك خاص ويتم قتلها عند كسرها سلطتهم وتقاليدن الوهمية.”

البعض حمل مقتل طبيبة السلام على أجهزة الدولة المسؤولية المباشرة، وقال عاطف في تغريدة: “لما اجهزة الدولة نفسها بتعمل كده وبتقبض على أي بنت مش عاجبهم سلوكها يبقى ده تصرف طبيعي انتا نشوف منه كل يوم حادث مشابه، الدولة عاجبها كده و معندهاش أي نية للتغيير.” بالإشارة إلى فتيات التيك توك اللواتي تم سجنهن بدون وجه حق. وعلقت نشوى بالقول “بعدما كانت الست مسوؤلة عن شرف العيلة ..اصبحت مسوؤلة عن شرف العمارة.”

فيما اعتبرت مغردة أخرى أن تبرير القتل أصبح مرعباً، وقالت: “كل ما الجرائم اللي بتحصل للمرأة في مصر تبقى أعنف وغير متوقعة ومدمرة نفسيا بيطلع ردود و تبريرات أعنف و ثغرات في القانون تضيع حقك اكتر واكتر وبنلاقي المجتمع كله بيقف مع الجاني وبيدور ازاي يشوه الضحايا، الموضوع بقى مرعب انا مش حاسة ولا هحس بأمان طول ما انا هنا.”

واعتبر آخر أن “مصر صارت خطر على الكائنات الحية.”