٩ نصائح لتجنب إهدار الطعام في رمضان 

يحظى شهر رمضان بقدسية خاصة عند المسلمين، ومحبة كبيرة عند الجميع لارتباطه بالبهجة واجتماع العائلة والأصدقاء، وزيادة الاهتمام بالأعمال الخيرية، مع هذا يشهد شهر رمضان ممارسات خاطئة عدة في مجتمعاتنا العربية، أبرزها إهدار الطعام.

تستقبل مكبّات النفايات في الوطن العربي آلاف الأطنان الإضافية من الطعام المُهدر في رمضان، والذي كان يمكن أن ينقذ مئات الجائعين. وفقًا لإحصائياتٍ عدّة، فإن ٥٠٪ من قمامة دبي تكون عبارةً عن طعامٍ مهدر في رمضان، وفي المغرب يتخلص الصائمون من ثلث طعامهم تقريبًا دون استهلاكه، ويهدر المصريون ٣٩٪ من طعامهم سنويًّا بالتزامن مع الصيام. تتكرر نفس الإحصائيات في باقي دول الخليج العربي، والمغرب العربي.

في كوكب يعاني من نقص الموارد، لا نزال نهدر ثلث إنتاج كوكبنا من الطعام سنويًّا في وقتٍ تتضوَّرُ فيه بعض البلاد جوعًا ويموت أطفالها بسوء التغذية. من الإنسانية أن نحافظ على مواردنا، ونشاركها مع من حولنا من جميع الكائنات الحية.

لنستمتع بشهرٍ أكثر روحانية وأقل ضرراً على البيئة وعلى الميزانية الشهرية، أعددنا لكم بعض النصائح التي تساعدكم على تجنب إهدار الطعام في رمضان.

**١. لا تحضر أطباقاً أكثر من اللازم
**في كل برامج الحمية الغذائية هناك نصيحة متكررة: لا تنتظر حتى تتضور جوعًا لتعد الطعام، فعندها سترتكب كل الخطايا الممكنة، وستسرف في الطهي أو في الأكل أو كلاهما.

بسبب الشعور بالجوع خلال اليوم عندما نبدأ بتجهيز الطعام فنحن نقوم بالعادة بتجهيز طعام يكفي لقبيلة، نجهز عشرات الأطباق من المحمَّر والمشمَّر والحلويات والمشروبات الرمضانية، ونضع الوليمة العظيمة، ثم تأتي المفاجأة: مش قادرين ناكل! كون المعدة لا تحصل على طعام لمدة 14 ساعة، يجب أن يصل الطعام إليها بعد هذا الوقت بشكل بطيء وبكميات محددة. أولاً، لأن كثرة الأطباق يعني أن كثير منها سينتهي بالقمامة. وثانياً حفاظاً على الصحة، حيث تشير تقارير إلى أن المستشفيات تستقبل عشرات الأشخاص على مدار شهر رمضان نتيجة إصابتهم بالتهاب المعدة والأمعاء والقئ وآلام حادة وإسهال بسبب تناول الطعام بسرعة كبيرة والإفراط في الأطعمة.

**٢. خططوا لوجباتكم أسبوعًا بأسبوع
**الطبخ تحت تأثير الجوع له نتائج متهورة، لهذا سيساعدنا كثيرًا أن نخطط لوجبات الأسبوع كله، ونلتزم بتجهيزها في أيامها المحددة، لتجنب طهي ما يخطر ببالنا بلا حساب. وعند تخطيط الوجبات من الضروري تذكر أننا لن نأكل أكثر من الكمية المعتادة في أيامنا العادية، بالعكس، قد نحتاج لكمياتٍ أقل. إذا كان متوسط وجبتك ربع دجاجة مع طبق أرز، ففي رمضان لن تأكل أكثر من الكمية نفسها، ربما مع زيادة بسيطة، لكنك بالتأكيد لن تتناول دجاجة كاملة. هذه فقط هلاوس الجوع، فالتزم بقائمة طعامك التي يجب تجهيزها بعد الإفطار وأنت تشعر بالشبع.

٣. التسوق بعد الإفطار أفضل
بعد تحديد وجبات الأسبوع ابدؤوا بتجهيز قائمة التسوق بالاحتياجات الضرورية لقائمة طعامكم. من الطبيعي أن نتسوق أشياء إضافية نسينا تدوينها، لكن ليكن هذا في الحد الأدنى، ومراعاة الاختيارات الصحية قدر الإمكان، والأهم تسوَّقوا في الوقت الصحيح وبشكلٍ صحيح، فالتسوق بعد الإفطار ونحن نشعر بالشبع أفضل من التسوق في نهار رمضان، لأن حكمنا على الأمور سيختلف، وقد نشتري كميات زائدة جدًّا عن حاجتنا، وأشياء لسنا بحاجة لها.

**٤. خزّن/ي الطعام في الفريزر
**في رمضان عادة ما ينتهي يوم العمل مبكرًا، فنعود إلى بيوتنا قبل ساعاتٍ من الإفطار، الأمر الذي يشجع على مزيدٍ من الطبخ والإنفاق، والتفنن في اختراع أطباقٍ جديدة، لهذا قد يفيدنا أن نتعامل مع طبخ الإفطار كما نتعامل مع الغداء اليومي، ونخزّن الطعام جاهزًا في الفريزر جاهزًا على تسويته، وعندما نعود إلى البيت يوميًّا نخرج الكمية المناسبة التي جهزناها من قبل وخططناها في وجبات الأسبوع، ثم نستغل الوقت الإضافي في أي شيء بخلاف الطهي، التعبد أو قيلولة مريحة، أو حتى متابعة الدراما الرمضانية.

**٥. وزِّع/ي المنيو على الشهر كله
**قد تنسينا فرحة رمضان أي أنظمة غذائية أو صعوبات مادية، وقد نندفع لنطبخ كل المنيو menu الرمضاني، وكل ما نشتهي من وجبات وحلوى في أيام معدودة، وتكون النتيجة هدر أغلب هذه الكميات. فلنتمهل قليلاً، لا داعي لإعداد الكنافة والقطايف بأنواعها في أسبوعٍ واحد، ولا لعمل أنواع متعددة من المشروبات في نفس اليوم، سيساعدنا كثيرًا -ماديًّا وصحيًّا- أن نخطط لتناول كل ما نريد بتوزيعه على شهر رمضان كله، وليس في فترة محدودة.

**٦. خطط/ي للعزومات بتعقل
**العزومات واحدة من أهم مناسبات الإهدار وأسبابه، فمجتمعاتنا العربية تجمعها ثقافة الكرم والعناية بالضيف لدرجة غير عادية، وهكذا نجد أنفسنا قد طبخنا ديناصورًا لنطعم خمسة أفراد، وينتهي اليوم بكمياتٍ هائلة لم تؤكل. قبل دعوة أصدقائك فكّروا جيدًا في كميات الطعام الطبيعية التي سيأكلها الناس، مع زيادة بسيطة تحسبًا لشخص جائع أكثر من غيره، وإذا أعددت صنفًا لا يمكن أن يؤكل إلا طازجًا فلتكن كميته محدودة، الكميات الأكبر يجب أن تكون لطعامٍ يمكن إعادة تدويره.

**٧. بقايا الطعام تستحق فرصة أخرى
**بقايا الطعام شيء رائع قد ينقذنا في الأيام الصعبة. جربوا تخزين بقايا الطعام في علب بلاستيكية مخصصة للحفظ في الفريزر، واتركوها مجمدة ليومٍ تعودون فيه من العمل مرهقين، أو تريدون قضاء عطلة أسبوعية دون فعل أي شيء. إذا أعددتم وليمة للأصدقاء والعائلة وتبقى منها طعام يمكن وضعه في علب الألمونيوم المخصصة للطعام الجاهز، واقتسامه مع أحبابكم لتوفروا عليهم إرهاق تجهيز وجبة اليوم التالي. يمكن أيضًا استخدام بقايا الطعام في اختراع أطباقٍ جديدة، أو إعادة طبخها بشكلٍ مختلف. البقايا تستحق فرصة ثانية دائمًا.

**٨. الأعمال الخيرية مهمّة
**رمضان يحب الخير والمشاركة، ومن الجميل أن نشارك ثرواتنا الصغيرة مع الأشخاص المحيطين بنا، كبادرة كريمة أو لمسة اهتمام لطيفة. إذا كانت وليمة الإفطار أكبر من قدرة المفطرين، فما أجمل تجهيز أطباق طعام وإرسالها لجارٍ يعيش وحده، أو حارس العقار، أو حتى عابري السبيل الذين تأخروا عن العودة إلى بيوتهم. من الممكن أيضًا إرسالها إلى المسجد أو موائد الرحمن، لتكون عونًا لشخصٍ يريد وجبة بيتية نظيفة.

**٩. الطعام الفاسد له وظيفته أيضًا
**مهما كانت احتياطاتنا فلا بد أن يفسد منا بعض الطعام في وقتٍ ما، هذا طبيعي ما دام في حدود معقولة ولا يحدث يوميًّا بكمياتٍ كبيرة، والطعام الفاسد يستحق فرصة ثانيةً أيضًا، فهو مادة خام لصناعة الأسمدة النباتية العضوية التي تثري المزروعات. إذا كانت لديك مزرعة صغيرة، أو حتى تربي بعض نباتات الزينة، يمكنك استخدام قشور البيض والفاكهة لتسميد نباتاتك. بقايا الأرز قد تكون غذاءً طيّبًا للعصافير إذا وضعتها في طبقٍ صغيرٍ في الشرفة، وبقايا اللحوم تصلح لتغذية القطط والكلاب الضالة. ما يتبقى بعد هذا يمكن بيعه أو تسليمه للشركات العاملة في شراء بقايا الطعام، أو على الأقل تغليفه في كيسٍ منفصل عن باقي القمامة، ليسهل على عمال النظافة فصله عن باقي المخلفات لإعادة تدويره.

شاركونا بأي أفكار إضافية، وكل عام وأنتم بخير.