صحة

سكان الدول الأكثر ثراءًا لديهم شكوك أكثر حول فعالية اللقاحات

لا يوجد أي خطر للإصابة بالتوحد بين الأطفال الذين تلقوا تطعيمات. على العكس، الأطفال الذين حصلوا على لقاحات كانوا أقل عرضة للإصابة بالتوحد
TM
إعداد Tim Marcin
EO
إعداد Emma Ockerman
1560948454271-AP_19122300593954

كشفت دراسة عالمية جديدة أنه من المرجح أن يكون لدى سكان الدول الأكثر ثراءًا مثل الولايات المتحدة شكوكًا حول اللقاحات. مشاعر المعارضون لاستخدام اللقاحات سيئة بشكل خاص في فرنسا، حيث عارض ثلث المستطلعين أرائهم أن اللقاحات آمنة.

استطلعت الدراسة التي أجرتها مؤسسة Wellcome Trust حوالي 140 شخص تتراوح أعمارهم بين 15 عامًا أو أكثر في أكثر من 140 دولة حول العالم. أظهرت النتائج، أن 79٪ من الأشخاص يوافقون على أن اللقاحات آمنة. ولكن بشكل غريب كلما ارتفع متوسط الدخل في البلدان، تنخفض الثقة في اللقاحات. بحسب الدراسة، يتفق 72٪ فقط من سكان أمريكا الشمالية و 73٪ في شمال أوروبا على أن اللقاحات آمنة. والأرقام أسوأ في أوروبا الغربية (59٪) وأوروبا الشرقية (40٪)، وفي فرنسا، لم يوافق ثلث الناس هناك على أن اللقاحات آمنة.

إعلان

لم يستكشف التقرير بشكل كامل عما يؤدي إلى مستويات منخفضة من الثقة، لكنه وجد أن الأشخاص الذين سعوا للحصول على مزيد من المعلومات حول العلوم والصحة أصبحوا يشكون بأن اللقاحات آمنة. وهذا بالطبع يثير السؤال عن نوع المعلومات التي عثروا عليها في بحثهم. قد تعاني المناطق ذات الدخل المرتفع أيضًا قدرًا من التساهل، إذا أصبح المرض أقل شيوعًا، فقد يكون من المرجح أن تشك في ما إذا كان اللقاح ضروريًا وآمنًا.

ولكن على الجانب الآخر، فأن الدول ذات مستويات الدخل المنخفضة لا تزال ترى اللقاحات آمنة. ويذكر التقرير: "في المناطق ذات الدخل المنخفض، تميل نسبة الأشخاص الذين يوافقون "بقوة" أو "إلى حد ما" على أن اللقاحات آمنة إلى أن تكون أعلى بكثير عند 80٪ أو أعلى، مع 95٪ من الأشخاص في جنوب آسيا و 92٪ في شرق إفريقيا."

وشددت الدراسة على أن التحدي الرئيسي، ولكن ربما يتم الإغفال عنه، في مجال الرعاية الطبية، هو جعل الناس يقبلون العلم الذي يقف وراء العلاجات: "اللقاحات، على سبيل المثال، هي واحدة من أقوى أدوات الصحة العامة لدينا، ونحن بحاجة إلى أن يثق الناس بها إذا أرادوا أن تكون هذه اللقاحات أكثر فعالية."

في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يقف كثيرون ضد استخدام اللقاحات من الفكرة التي فقدت مصداقيتها تمامًا وهي أن اللقاحات يمكن أن تؤدي إلى مرض التوحد. رفض اللقاحات يؤدي إلى أمراض كثيرة. مثلاً، تم الإعلان عن القضاء على الحصبة في عام 2000، ولكن بسبب انخفاض معدلات التطعيم في الولايات المتحدة، كان هناك بالفعل 1044 حالة إصابة بالحصبة في الولايات المتحدة هذا العام. وهذا أعلى رقم منذ عام 1992.

تستشهد المجموعات المضادة للتلقيح بشكل روتيني بورقة 1998 البحثية الخاطئة والتي تم التنصل منها، والتي تربط بين مرض التوحد واللقاحات. ولم يعد يسمح لمؤلف هذه الدراسة أندرو ويكفيلد بممارسة الطب وأصبح ناشطًا بارزًا في مكافحة التطعيم

إعلان

يمكن إلقاء اللوم جزئياً في تفشي مرض الحصبة في ولاية واشنطن - أسوأ تفشي للمرض في عقدين - على حالة الذعر بين الآباء الذين يهملون تلك التطعيمات لأنهم يعتقدون أنها ستؤدي إلى إصابة أطفالهم بالتوحد أو اضطرابات أخرى. لكن جميع الدراسات لم تجد أي صلة بين التطعيم ضد الحصبة وزيادة خطر الإصابة بالتوحد. حيث كتب باحثون بقيادة عالم الأوبئة أندرس هفيد في معهد ستاتن سيروم في كوبنهاغن أن الأطفال غير المطعمين قد يعانون من اضطرابات النمو.

وقد اشارت دراسة جديدة، نشرت في حوليات الطب الباطني (مجلة طبية أكاديمية تنشرها الكلية الأمريكية للأطباء) جمعت بين بيانات السكان - التطعيمات والتشخيص وتاريخ الأسرة - على أن من بين 657،461 طفلًا ولدوا في الدنمارك من عام 1999 حتى نهاية عام 2010، تم تشخيص 6،517 طفلًا يعانون من مرض التوحد أثناء إجراء الدراسة.

ووجد الباحثون أنه لا يوجد خطر للإصابة بالتوحد بين الأطفال الذين تلقوا التطعيم. على العكس، يبدو أن الأطفال الذين حصلوا على لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) أقل عرضة للإصابة بالتوحد بنسبة 7٪ من الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم. وكان الأطفال الذين لم يتلقوا أي تطعيمات للطفولة أكثر عرضة بنسبة 17٪ للإصابة بالتوحد.

ومع ذلك، كما أظهرت الدراسات السابقة، قد يكون ذلك بسبب أن الآباء أقل عرضة لتطعيم أطفالهم بعد بدء ظهور أعراض التوحد. وهذا يضع الأطفال المصابين بالتوحد في خطر أكبر للإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل الحصبة.

لكن الدراسة واسعة النطاق تضيف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن الآباء لا يجب أن يخافوا من اللقاحات. يستشهد هؤلاء الآباء والمجموعات المضادة للتلقيح بشكل روتيني بورقة 1998 البحثية الخاطئة والتي تم التنصل منها، والتي تربط بين مرض التوحد واللقاحات. ولم يعد يسمح لمؤلف دراسة 1998 البحثية أندرو ويكفيلد بممارسة الطب وأصبح ناشطًا بارزًا في مكافحة التطعيم.

وكتب باحثون في جامعة إيموري في ورقة بحثية مرافقة: "على الرغم من أن العديد من الدراسات اللاحقة لم تجد علاقة بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وبين التوحد، استمرت المخاوف العامة بشأن وجود صلة محتملة بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وبين تطور التوحد."