سألنا عدد من الشباب الذين سينتخبون للمرة الأولى  عن آمالهم في الانتخابات اللبنانية
تصوير: ليلى يمين

FYI.

This story is over 5 years old.

سياسة

سألنا عدد من الشباب الذين سينتخبون للمرة الأولى عن آمالهم في الانتخابات اللبنانية

طبعاً لن أنتخب. لدي شعور بالقرف والعدميّة تجاه الحياة السياسيّة في لبنان

الانتخابات التشريعيّة اللّبنانيّة على الأبواب. في لبنان الجميع يتحضّر. بيروت مشغولة ليلاً نهاراً، والشباب هم الأكثر حماساً. منهم ناشطون بشكلٍ كبير، حيث ينظّمون ورش عمل، يفسّرون القوانين، انخراط بالحملات الانتخابيّة مع المرشّحين وغيرها. ومنهم غير مهتمّ بالموضوع أساساً معتبرين أنّ لا شيء سيتغيّر، ومنهم من يتّخذ الانتخابات كفرصة عمل جديدة وموسميّة لجني بعض المال "على حساب المرشحين." منذ العامّ 2009 لم يشهد لبنان انتخابات نيابيّة إلى حدّ اليوم. فشريحة كبيرة من المجتمع والشباب لم تتسنّى لهم فرصة المشاركة "بصنع القرار." فكان من المثير للاهتمام معرفة كيفيّة تعامل هؤلاء مع هذا الظرف "الفريد من نوعه" كما يقول بعضهم، مازحين حول سياسة بلدهم ومجلسهم الّذي لم يوقّف التمديد لنفسه إلى اليوم. تحدّثنا إلى بعض الشباب من جميع المناطق اللّبنانيّة حول الانتخابات لهذا العامّ. ماذا ينتظرون من الانتخابات النيابيّة؟ من سينتخبون لأوّل مرّة؟ هل هم حقيقةً مهتمّين؟ كيف ستكون تجربة ما بعد 6 أيّار بالنسبة إليهم؟

إعلان

ديزي، 24، تعمل في مجال إدارة الفنادق، جنوب لبنان

تصوير: ليلى يمين

VICE عربية: هل تشعرين بأنّك معنيّة بالحياة السياسيّة في لبنان؟
ديزي: لا أشعر أنني معنيّة بالأمور السياسية الّتي تدور حولي، "راسي بشغلي." حاولت لفترة قصيرة أن أنخرط، لكن بلا جدوى "بعدنا بمحلّنا"، فنسيت الموضوع وواصلت حياتي بعيداً عن السياسة اللّبنانيّة.

ما هو أكثر شيء ملفت بالنسبة إليك في انتخابات هذا العام؟
لا شيء ملفت هذا العامّ إلّا ترشيح 111 امرأة في هذه الانتخابات. غير ذلك كلّ شيء هو ذاته، ذات الحملات، ذات الحديث، ذات الوعود، ذات الألوان المنشورة على الطرقات الّتي لم تتغيّر منذ مئة عامّ، حتّى البرامج الحواريّة، يمكننا تخمين الأسئلة المطروحة من دون متابعة البرنامج من الأساس.

هل ستنتخبين؟
طبعاً لن أنتخب. أولاً صوتي لن يغيّر أيّ شيء. أعرف أنّه تفكير خاطئ، لكن حقيقةً لن أستطيع التغيير وحدي. بعد كلّ هذه الفترة لدي شعور بالقرف والعدميّة تجاه الحياة السياسيّة في لبنان. لا نشعر أننا معنيين وهناك شعور دائم بأنّه مهما فعلنا سنبقى في ذات المكان وهذه الطبقة "الفظيعة" لن تتغيّر. عندما ألاحظ 1% تغيير، عندها سأوظّف طاقتي للمشاركة في التغيير الّذي يمكن أن يكبر، يتتطوّر ويتحسّن. أريد أن أتوقّع التغيير، وأتمنّى حقيقةً أن يحصل وأن تختلف الأوضاع بعد هذه الانتخابات. مراهنتي على النساء الجدد، وأصواتهم في البرلمان الّتي برأيي الخاصّ ستحقق جزء كبير من العدالة.

ما هي القضايا الّتي برأيك على المرشّحين التركيز عليها لتحسين حياتك كشابّة في لبنان؟
سؤال صعب جداً، لا أعرف من أين أبدأ، "ما في شي ماشي بهالبلدّ." لكن خياري الأوّل يذهب نحو تحسين الطّرقات واتّباع القوانين، الالتزام بها، وفرضها على الجميع دون استثناء، وحلّ مسألة النفايات لربّما نستطيع ادخال بعض الأوكسيجين لجسمنا. طبعاً إضافةً إلى المسائل المتعلّقة بالعمل، الهجرة، ومنع "الواسطة" منعاً باتاً. آه طبعاً، والكهرباء… هل هناك أيّ شيء يقال عنها؟

إعلان

ديميتري، 23، مخرج، بيروت

تصوير: ليلى يمين

ما علاقتك بالسياسة في لبنان؟
ليس لدي علاقة أبداً. السياسة لا تشجّعني على الانخراط أو حتّى الاهتمام فيها، هناك ملل نشعر به من كلّ متاهات السياسة اللّبنانيّة، أفضّل إشغال نفسي بالبلياردو. أنظر حولي وأرى أشخاص بعمري مهتمّين بشكلٍ كبير، بالنسبة إليّ، هم "هُبل" فهم مستعدّين للموت من أجل زعيمهم. أعرف أنّه ليس مثال، لكنّه كافٍ لإبقائي بعيداً تماماً عن السياسة وكلّ ما هو متعلّق بها.

ماذا عن الانتخابات، ما هو الأمر المختلف هذا العام؟
أكثر ما هو ملفت لهذه السّنة بشكلٍ خاصّ بسبب منافسة المستقلّين هو تزفيت الطرقات. كالعجيبة، فجأةً تصبح الطرقات في جميع أنحاء لبنان مؤهّلة للرالي. بالإضافة إلى النكت اللبنانيّة عن الانتخابات، كما لأنّه لوهلة شعرت أنّ ألواح الإعلانات أصبحت ألواح رسم من كثرة الألوان واختلافها.

هل ستنتخب؟
نعم سأنتخب. لكن إلى حدّ اليوم لا أعرف من، ولا أعرف لما أقدمت على هذا الخيار من الأساس. لا أعرف، سأجرّب هذه التجربة، وفي حال لم أجد أي اسم انتخبه، سأرمي ورقة بيضاء، أو أختار شخص لم يترشّح من قبل ولم يحتلّ هو وعائلته سابقاً مجلس النوّاب، وأقارن البرامج، وانتخب، ولكن ليس هناك أمل بالتغيير. فالأشخاص الّذين يريدون حقيقةً التغيير يشكّلون نسبة صغيرة في المجتمع اللّبناني، وهي نسبة لا تنتمي الى أحزاب بما أنّ الأحزاب في لبنان لم تكن ولا مرّة لمصلحة البلد. بالإضافة إلى انقاسمٍ كبير، أيضاً انقسام حزبي وطائفي. هذا التغيير لن يحصل لأنّ اللّبنانيين سينتخبون هؤلاء الأشخاص من جديد.

وردة، 21، طالبة حقوق، شمال لبنان

تصوير: ليلى يمين

هل لديك أيّ دورٍ في الحياة السياسية في بلدك؟
طبعاً أعتبر أنني جزءُ مهمّ بالحياة السياسية، ودوري أساسيّ بالرّغم من أنّه دور صغير نسبياً. فأنا كناخبة، أشارك بتأكيد حقّي السياسي المكفول دستورياً وقانونياُ. قانون النسبيّة هو الشيء الملفت هذا العام، عكس قانون الأكثريّة الّذي كان موجود سابقاً، قانون الأكثريّة هو أكثر عدالة من سابقه لأنّه يؤمّن تمثيل محقّ للجميع. وبالنسبة الينا كشباب نحن نسعى الى مثل هذه العدالة خصوصاً في بلدٍ تعددي كلبنان. بالاضافة الى أنّه يسمح الى وصول الجميع الى السلطة وبالتّالي تمثيل جميع الفئات، من ضمنها تلك الّتي تمثّلنا شباب مختلفين من أنحاء لبنان.

إعلان

هذه ستكون المرة الأولى التي تنتخبين فيها؟
ستكون المرّة الأولى الّتي سأنتخب فيها، فلن أتمكّن من تفويت فرصة المحاولة لإزالة الحبر عن أصبعي لمدّة أكثر من يومين، كما أنني أريد أن أكون عنصراً فاعلاً في تغيير هذه الطبقة السياسيّة.

بالنسبة لك، ما هي أهم القضايا الّتي على المرشّحين تبنّيها؟
خلق فرص العمل للشباب، لا يمكنني البقاء في المنزل لمدّةٍ أطول، إضافة الى محاربة الفساد. هناك أمل كبير بالتغيير. لو لم يكن الأمل موجوداَ لما كنت تحمّست بالأصل على الانتخابات.

ماريو، 21، طالب صحافة، جونيه

تصوير: ليلى يمين

هل تشعر بأنّك كشاب لبناني لديك أيّ دورٍ فعّال في سياسة بلدك؟
دور؟ أتمنّى أن يتركوا لنا دوراً، بالرّغم من إرادتنا كشباب بالتدخّل في هذه الحياة، هناك دائماً عقبات أقوى من إرادتنا تمنعنا المشاركة، وتدفعنا الى الاستسلام، وتقلّص دورنا الى دور غير مرئيّ بالرّغم من أنّه دور أساسيّ.

ما هو أكثر شيء ملفت بالنسبة إليك في انتخابات هذه السّنة؟
الملفت هو أن الدولة اللبنانيّة حصّلت أموال بقيمة 5 مليار ولن نرى منهم شيئاً، لا بالخزينة ولا بتمويل مشاريع تهدف إلى خدمتنا. سيختفون وكأنّهم لم يكونوا: من فوائد موسم الانتخابات لدى السياسيين اللّبنانيين.

هل ستنتخب؟
طبعاً، هذا حقّي الطبيعي. وأريد أيضاً أن أخوض تجربة الانتخاب. بالرّغم من أننا لن نغيّر، وأمل التغيير بسيط جداً، لكن لن أخسر شيء بالتجريب. فالامور خارجة عن سيطرتنا. لا يزال هناك الاكثريّة "التّابعة" لزعمائها، ولن تقبل التغيير. بالإضافة إلى المغتربين المتمسّكين بطوائفهم وزعمائهم وشريحة الأشخاص الكبار بالعمر الّذين لا يزالون مقتنعين أيضاً بزعمائهم. كلّ هؤلاء يشكّلون شريحة كبيرة من الأصوات الّتي ليست لصالح التغيير. ولكني لن أنتخب أيّ شخص له أيّ فضلٍ معي. المرشح المفضل سيكون لمستقبلٍ أفضل وليس لماضٍ سيء قائم على المحسوبيات. لا أعرف من سأنتخب بعد، لكنني سأتابع بعض البرامج للقيام بالخيار. اللّافت بالقانون الجديد وجود الصّوت التفضيلي الّذي لديه القدرة حقيقةً على إحداث تغيير.

إعلان

ما هي القضايا الّتي برأيك على المرشّحين التركيز عليها؟
المشكلة أنّ الخطابات السياسيّة الانتخابية سهلة جداً، فالكلّ يريد الدفاع عن حقوق المرأة، والطفل، وإيجاد فرص عمل للشباب. منذ 20 عاماً لا يزالون يذكرونها في برامجهم، وطبعاً لم يتغيّر شيء بل زادت الأحوال سوءاً. ما يهمّني شخصياً هو ازالة كلّ ما هو "مضروب بالعقليّات" في الأوّل وبعدها نفكّر بحلّ الأزمات الماديّة. كلّ ما هو ماديّ لديه الحلّ لكن اذا لم يتغيّر الفكر، لن نجد حلّ لأيّ شيء. التغيير لا يحصل "بيوم وليلة" بل نحن بحاجة الى وقتٍ طويل، لذا لا أتوقّع ولن نلاحظ تغيير فاضح بعد هذه الانتخابات. "ما رح يقوم لبنان بعد انتخابات أيّار وعذراً من أغنية لبنان رح يرجع" لكن ربّما ستبدأ ببوادر تغيير معيّن، يتطوّر بعدها في العامّ 2022 وعلى مهلٍ سترى ونلاحظ أنّه حقيقةً تغيّر شيء ما.

بتول، 22، صحفيّة، جنوب لبنان

هل تشعرين بأنّك معنيّة بالحياة السياسيّة في لبنان؟
طبعاً، أنا صحفيّة قبل كلّ شيء، وعلى جميع المواطنين أن يكونوا معنيين بالحياة السياسيّة. ودوري أساسيّ جداً، فالصحافة هي السلطة الرّابعة.

ما المختلف في انتخابات هذه السّنة؟
الملفت هم النساء والشباب، الشباب أي الّذين لم يتخطّوا الثلاثينات والاربعينات بالعمر، ولا أعني المرشّحين منذ أكثر من 100 عامّ والثّابتون منذ قيام دولة لبنان الكبير. الشباب متحمّسين ونحن بحاجة الى هذه الرّوح لأنّ السابقين قد ولّى زمنهم "خلص بقى، يعني قرفنا." كما أنّه حزبياً وضمن لائحات الأحزاب، تمّ تغيير وجوه المرشّحين. حتّى لو بقيت الاحزاب لكن على الأقلّ تغيّرت الوجوه والأصوات. هذا يعني أنّ الاحزاب شعرت بالخوف وتهديد مصالح خصوصاً مع القانون الجديد.

إعلان

ستنتخبين على الاكيد؟
نعم سأنتخب، "خلص صار عمري 21، الي زمان ناطرة" وسأنتخب لأنه لا يجب عدم الانتخاب. أنا سأنتخب الحزب الّذي انتمي اليه. هذا الحزب يحمل توجّه يعنيني مباشرةً وأعتبر اننا نناضل من أجله بالإضافة إلى الأيديولوجيا والعقيدة الّتي أنتمي اليها أنا شخصياً. كما هناك شهداء سقطوا من أجل شريحة معيّنة بالمجتمع يمثّلها هذا الحزب وأنا لن أتخلّى عن ذلك.

هل لديك أمل بالتغيير؟
طبعاً هناك أمل كبير بالتغيير. لأنّه حتّى لو وصلت الاحزاب ذاتها مجدداً الى السلطة، على الأقلّ الوجوه تغيّرت. أمّا أكثر الأمور الّتي تهمّني بالنسبة لخياري هو موقف هذا المرشّح من العدوّ الإسرائيلي، قبل أيّ شيء آخر. بالنسبة اليّ أمننا أهمّ من كلّ شيئ. كيف لي أن أنتخب شخص يشجّع التطبيع مثلاً؟ ثاني أهمّ شيء بالنسبة للمترشحين، موقفهم من المقاومة. وثالثاً الانماء والبرنامج الّذي يريد المرشّح تطبيقه خلال فترة وجوده بالبرلمان وما لديه من خدمات لتحسين نوعيّة الحياة.

أحمد، 23، طالب مصرفية وتمويل، جنوب لبنان

هل تشعر بأنّك معنيّ بالحياة السياسيّة في لبنان؟ أو أّنك تلعب أيّ دورٍ فعّال فيها؟
أكيد معني. السياسة في لبنان أصبحت تشبه الطعام، نبتلعها كلّ يوم مع كلّ شيء. كلّ ما هو حولنا تدخل فيه السياسة مهما كان الموضوع بعيداً عنها. لكن بالنهاية، نحن معنيين بشكلٍ مباشر، نحن نعيش في لبنان ونحن لبنانيين وهذا يكفي لنكون معنيين بالحياة السياسيّة. ألعب دور أساسي وأهتمّ بالسياسة، ربّما أكثر من غيري بسبب انتمائي الى حزب سياسي يلعب دور أساسي في الحياة السياسيّة اللّبنانيّة.

ما رأيك بالقانون الانتخابي الجديد؟
أكثر ما هو ملفت بانتخابات هذا العامّ هو القانون الانتخابي الجديد وهو جزء من الّذي كان يسعى اليه السيّد موسى الصّدر وهو تحويل لبنان الى دائرة انتخابيّة واحدة. فالقانون النسبيّ يعطي جميع اللبنانيين حقّهم بانتخاب المسؤولين عنهم لتمثيلهم بالمجلس النيابي وهذا يعطي حقّ التمثيل للجميع في هذا المجلس الجديد. لكن نحن كنا نسعى الى أن يكون قانون نسبي كاملاً. سأنتخب، لانه بالنهاية هدفي ايصال صوتي وإيصال المرشّح الّذي اختاره ليمثّلني في البرلمان.

هل هناك أمل بالتغيير؟ ماذا سيتغيّر؟
نعم هناك أمل كبير بالتغيير، لكن التغيير لا يحصل من قبل فريق واحد، بل على الفرقاء اللبنانيين جميعها التعاون لأجل التغيير. الشباب الصاعد اليوم هو شباب متعلّم والادمغة تهاجر. فإذا لم تنتبه الدولة اللبنانيّة على ذلك ستخسر الكثير. مع هذه الانتخابات سيبدأ التغيير وسنبدأ بإيجاد حلول من خلال إيقاف موضوع "الواسطة" من خلال وظائف جديدة. كشابّ أكثر ما يهمّني هو تخفيف البطالة.