call of duty
الصور مزودة من قبل Activision
ألعاب فيديو

الحروب التي نعيشها تتجسد في Call of Duty: Modern Warfare

أمريكا لطالما كانت البطل المنقذ في هذه الألعاب، لكن Modern Warfare تريدك هذه المرة أن تفكر بضحايا الحرب

أنا لست من عشاق Call of Duty، وفي حقيقة الأمر، أنا لست جيدًا بتصويبي، لأنها لعبة قتل في كل جوابنها وأنماطها، ولكني أميل لتحمل جزئية التصويب في أي لعبة مقابل قصة جيدة. أتحدث هنا عن Modern Warfare التي تم طرحها كنسخة جديدة أو reboot للسلسلة الشهيرة منذ صدور آخر جزء لها في 2007. اللعبة الجديدة لا زالت تتحدث عن الحروب التي يعاصرها العالم، إلا أنها من قبل كانت تتوقع أو تتخيل هذه الحروب التي تشارك بها الولايات المتحدة، ولكن الفرق الآن أنها تحاول فقط إعادة تجسيد هذه الحروب - والتي لا زالت الولايات المتحدة تشارك بها. ولكن ما لفت انتباهي في اللعبة الجديدة هو كيفية تصويرهم لتلك الحروب.

إعلان

في مقابلة مع VICE عربية، أكد فريق العمل، أن النسخة الجديدة من Modern Warfare ليست سياسية أو مسيّسة. هذا القول اعتدنا سماعه من صناع ألعاب عدة تحمل طابعًا سياسيًا أو واقعيًا. كما في غيرها من الألعاب، أنت تتحكم بجندي أمريكي يرفع سلاحه في وجه الخصم باسم الحرية والاستقلال. والنتيجة هي ركام متحطم، وعبارة ”انتصار!“ تظهر على الشاشة لتعطيك شعورًا بالرضى عن المجزرة التي ارتكبتها. لكن لا تقلق، فأنت تحارب العدو، أو أشخاص سيئين لأن اللعبة قالت لك أنهم أشخاص سيئين.

كثير من الأحداث التي تلعبها في طور القصة في Modern Warfare مبنية على وقائع حقيقية حدثت في حروب فعلية، ولكن ما تغير في "النسخة الجديدة" حتى أن صوت الأسلحة أصبح قريبًا جدًا للواقع، لدرجة أن الشاشة تهتز كلما أطلقت طلقة من سلاحك. في واحدة من أكثر المراحل واقعية في اللعبة، ستجد نفسك كجندي معزول، بعد اجتيازك حاجز الأمن، محاصرًا بأعداد كبيرة من المسلحين من كل حدب وصوب هدفهم القضاء عليك، لكن ما لا تعرفه أنه خلف حاجز الأمن ذاك هو الواقع المرير. ستصادف امرأة جريحة تحاول الزحف بعيدًا عن أحد المسلحين لتلاقي حتفها أمام عينيك، وفي مرحلة أخرى، ستشهد لحظة أليمة حيث يتم قتل طفل بطلقة في الرأس.

"أورزكستان" هي في الحقيقة، سوريا، وللأسف لا يتم ذكر هذا في أي جزء من قصة اللعبة، فصناعها قاموا بإخفاء الأسامي وتحريف أسماء المدن، بابتكار مسميات جديدة مثل "الرمّازة" و"الهدير"

هذا ما تريده Modern Warfare، أو بالأحرى صناع هذه اللعبة، فالبطل ليس أمريكيًا والعدو ليس روسيا بالضرورة، لكن التركيز في هذه القصة على ضحايا الحرب والثمن الباهظ الذي يدفعونه لمجرد كونهم يعيشون في هذا العالم. ضحايا هذه الحرب يقطنون في "أورزكستان" البلد الخيالي الشرق الأوسطي الذي ابتكره مخرجي اللعبة تفاديًا لأي ردة فعل سلبية قد تؤثر على مبيعات اللعبة. "أورزكستان" هي في الحقيقة، سوريا، وللأسف لا يتم ذكر هذا في أي جزء من قصة اللعبة، فصناعها قاموا بإخفاء الأسامي وتحريف أسماد المدن، بابتكار مسميات جديدة مثل "الرمّازة" و"الهدير." أما البطلة التي تتحكم بلعبها أحيانًا هي فرح كريم، المقاتلة السورية… عفوًا، "الأورزكستانية" فنراها في زي عسكري كردي (لا أعرف إذا كان اللباس الكردي قد يدعم أو ينفي حقيقة تمركز اللعبة في سوريا حسب صناع اللعبة). مضى على فرح كريم الدهر وهي تشهد حروباً أهلية، وتحاول في قصة هذه اللعبة أن تحصل على سلاح كيماوي وتخلصه من أيدي القوات الروسية قبل أن تحدث مجازر أخرى عديدة.

إعلان
1573039603283-1572295527516-1920x-1-1-copy

تحاول فرح أن تنقذ شعبها من العدو الغازي، وفي هذه القصة لدينا طرفين، الأمريكي والروسي. تصوير اللعبة للطرفين قد يكون لصالح جهة ضد الأخرى. فمن طرف واحد، الجيوش الأمريكية هي "قوات" تمركزت في البلد العربي، وعندما "يشرفون" على المناطق التي يصلونها، يعم الأمن والسلام على الجميع، لكن عندما يضيع هذا الأمن لصالح روسيا أو المسلحين الثوار المحليين، ستشهد كل أنواع القتل والفوضى التي تخلفها الحروب عامةً.

لكن Modern Warfare هي لعبة، أي منصة ترفيهية، للغرب أولاً وليس العرب، ولهذا صناعها يقولون أنها "ليست مسيسة." هي لعبة تجسد قصة حرب لا يعيشها أغلب من يلعب هذه اللعبة، أشخاص لا يريدون مواجهة الواقع والتفكير برعب هذه الحروب أو ثمنها الإنساني

وكلما تتذاكى اللعبة في هذا السياق، تعيد تشتيت انتباهك للعنصر المهم بالنسبة لهم، وهو ضحايا الحرب. انسَ وجود الأعداء وأنه هناك طرف صالح وآخر طالح، هذا ليس مهماً. المهم أيها اللاعب هو المدنيين وحالتهم المريرة، واللعبة تلعب بمشاعرك مرارًا خلال مراحلها المختلفة. فعندما يهربون ويختفون خشيةً من الجندي الأمريكي، هم مدنيون مسالمون، لكن عندما يحاول نفس المدنيين أن يعثروا على وسيلة لقتلك، يصبحون "إرهابيين." لا يوجد حل وسط! وهنا تكمن مشكلتي مع اللعبة، لأن قصة أولئك المدنيين لا تهم، مشاعرهم لا تهم، معاناتهم لا تهم. في إحدى الأماكن، تلعب كجندي أمريكي تحاول أن تتحرك بخفية في منزل ما، حيث ينتظرك مسلحين هدفهم الأول قتلك، ومع المسلحين هناك نساء وأطفال. إذا أصابت إحدى طلقاتك أي امرأة أو طفل، ستخسر اللعبة وتعود لآخر مكان تم حفظ اللعبة فيه. لكن في مرحلة أخرى، ستصادف امرأة وهي تحاول الوصول للسلاح لقتلك، وفي هذا الحال اللعبة تحثك على قتلها. العدو في Modern Warfare هو أي شخص، سواء كان مسلحاً، جندياً، أو امرأة، مجرد أن أشهروا سلاحًا أو سكينًا بوجهك، سيكون عقابهم الموت.

إعلان

لكن Modern Warfare هي لعبة، أي منصة ترفيهية، للغرب أولاً وليس العرب، ولهذا صناعها يقولون أنها "ليست مسيسة." هي لعبة تجسد قصة حرب لا يعيشها أغلب من يلعب هذه اللعبة، أشخاص لا يريدون مواجهة الواقع والتفكير برعب هذه الحروب أو ثمنها الإنساني. فبمجرد إنهاء طور القصة في هذه اللعبة، ينتهي الأمر. تنتهي القصة. ولا شيء أمامك سوى طور اللعب الجماعي حيث يتم وضعك في لعبة عشوائية لتفوز على الطرف الآخر.

1573039643362-mw_burzerk

اللعب الجماعي
طور multiplayer في Modern Warfare مختلف تمامًا، فهو لا يحوي قصة. سأتطرق لأسلوب اللعب فيه وكيف اختلف عن البيتا. فهذا الطور هو الذي ينعش Call of Duty كل عام، والعديد من اللاعبين يشترون اللعبة لأجل الفوز في مباريات حربية عشوائية، ولعل هذا ما يميز سلسلة Modern Warfare.

تشكيلة الأسلحة في هذا الطور ضخمة، حيث يمكنك تخصيص كل شيء، وكلما تقدمت أكثر في الطور، يتم فتح تخصيصات أكثر لتجعل سلاحك على مزاجك. مع كل سلاح هناك 5 تخصيصات يمكنك وضعها من بين الآلاف، لتعطيك بعض التعزيزات التي قد تحسن من أسلوب لعبك… لكن لا يمكنك تركيب ليزر على القناصة لرفع دقة طلقتك.

1573039674981-call-of-duty-modern-warfare-gunsmith

النمط الجديد والذي تركز عليه Infinity Ward، مطور اللعبة، هو نمط "الواقعية" أو Realism وهو النمط الذي ينصح به القائمين على اللعبة، حيث يتم إزالة كل المعطيات من الشاشة أي HUD، لتعطيك شعور الحرب الحقيقي. لا يوجد أي رادار، أو خريطة لتعرف وجود أعدائك أو فريقك، أو كمية الطلقات التي تمتلكها، ما يجعل هذا النمط طبيعيًا لكن ليس مسليًا -خصوصًا أن أغلب خرائط اللعبة هي جنة للقناصين والمخيمين.

خرائط هذا الجزء مصممة بطريقة تجعل كل من يهوى قنص ضحاياه من بعيد أو التخييم في منطقة ظهورهم يرقص من الفرح والسعادة في مباريات يسودها النصر، ووابل من الشتائم والغضب من جهة الطرف المهزوم

إعلان

هذا على الأغلب ما أزعجني، لأن أسلوب اللعب لا يزال ممتعًا، إلا أن خرائط هذا الجزء مصممة بطريقة تجعل كل من يهوى قنص ضحاياه من بعيد أو التخييم في منطقة ظهورهم يرقص من الفرح والسعادة في مباريات يسودها النصر، ووابل من الشتائم والغضب من جهة الطرف المهزوم. ربما أبرز ما يميز هذه الخرائط هي تصميمها والرسوميات الحقيقية التي فيها. آمل أن تحوي الخرائط المجانية القادمة على حل لهذه الأمور.

النمط الأكبر والذي يعطي فرصة عادلة لبعض اللاعبين هو أكثر الأنماط فوضوية، والذي يعرف باسم Ground War. تدخل هذا النمط لتجد 64 لاعبًا يتقاتلون سويةً، هناك 32 جندي لكل طرف وخريطة ضخمة، مع وجود دبابات ومروحيات وسيارات حربية وكل ما تظن أنه موجود في لعبة Battlefield. لكنك ستموت عدة مرات، نظرًا لعدد اللاعبين الهائل، خصوصًا من حفظ الخريطة عن ظهر قلب ويعرف أين ستظهر وكيف يتم اصطيادك.

1573039716460-groundwar

وفي نمط معاكس، يأتي Gunfight وهي مباراة صغيرة لفريق من لاعبين ضد فريق آخر في خريطة صغيرة، تختبر قدرتك على التركيز وقنص الفريق الآخر بوقت أسرع من الفريق الآخر. في كل مرحلة، يتم تزويد الفريقين بنفس الأسلحة، ويتم تبديل الأماكن في كل مرحلة، ليكون سباقًا عادلاً لإحراز 6 نقاط أولاً.

لعل Gunfight هو أكثر الأنماط مرحًا وعدلاً، إلا أنه ليس كافيًا لإشباع شهية اللاعبين ومحبي السلسلة خصوصًا على مدى سنة كاملة. في الأنماط المعتادة ستسيطر على المنطقة لدقائق أو تحصل على علم فريقك أو تفجر موقع عدوك. هناك الكثير من التنويع في النسخة الجديدة من Modern Warfare، وبالرغم من ذلك هناك سلبيات تجعل أغلب اللاعبين يشتاقون للأجزاء الأولى، وإيجابيات أكثر تجعل أحدث أجزاء Call of Duty الأفضل مؤخرًا.

تمت مراجعة اللعبة على نظام PS4 Pro بنسخة مزودة من Activision.