سوشيال ميديا

الخطوط الجوية الاسرائيلية "تعاقب" فرقة هاتاري بطريقتها

قامت الشركة بمنح الفرقة المناصرة لفلسطين مقاعد غير مرغوبة على الطائرة. ولكن هناك شيء جيد في كل هذا
hatari bashar murad

هاتاري مع بشار مراد/يوتيوب

إذا اعتقدت للحظة أ إسرائيل كيان يسهل العبث معه، ينبغي عليك التوقف قليلاً والتأمل في طرق الإنتقام الإبداعية التي ابتكرتها مؤخراً. إسرائيل لديها خطوط طيران و قادرة فعلاً على ان تختار لك أسوأ مقاعد في الطائرة اذا ما قمت بأي فعل يظهر دعماً للفلسطينيين. نعم! أسوأ مقاعد في الطائرة، هل تستطيع التفكير بشيء أسوأ من هذا؟ الجلوس في مؤخرة الطائرة قرب المرحاض والمطبخ؟ إنه كابوس.

الموضوع جد. فقد تفاخرت شركة الطيران الإسرائيلية "العال" بمنح فرقة هاتاري الأيسلندية مقاعد غير مرغوبة على متن طائرة متجهة إلى لندن. هذا "العقاب" جاء على بعد قيام الفرقة برفع العلم الفلسطيني خلال مسابقة الأغنية الأوروبية يوروفيجن التي نظمت في تل أبيب منتصف هذا الشهر. الخبر جاء عن طريق المصور ضاهر دالي على فيسبوك والذي شارك منشور من واحد من العاملين في الشركة نشر فيه صورة للمقاعد المخصصة للفرقة مستخرجة من نظام حجز شركة الطيران، وتبدو المقاعد في آخر صف في منتصف الطائرة.

إعلان

ورد عضو فرقة هاتاري إينار ستيف، على هذه الحركة في منشور على انستغرام "شكر" فيه شركة الطيران الإسرائيلية على "التعامل الخاص" مع هاشتاغ "الأولاد الرائعين يجلسون في المؤخرة." ولاحقاً، قرر فريق هاتاري رفع دعوى قضائية رسمية ضد الخطوط الجوية الإسرائيلية، التي زعمت أن ما حصل كان "بمحض الصدفة." صدفة آه!

يبدو أنه من خلال إختيار مقاعد ثلاثة أعضاء فرقة هاتاري في مؤخرة الطائرة، أرادت "العال" تأديب هؤلاء الذين تجرأوا على رفع علم فلسطين أمام الكاميرات، وهو ما اعتبرته إسرائيل تهديد واضح وصريح لحقها في الوجود. كيف للفريق الآيسلندي أن يفعل لك؟ علم فلسطين؟ أليس في قلوبهم أي رحمة؟ لا، ولم تتوقف الفرقة هنا، بل أنها شاركت بأغنية عن فلسطين بعنوان "صامد" مع الفنان الفلسطيني بشار مراد. غاية في القسوة.

لكن، وعلى الرغم من قساوة إنتقام الطيران الإسرائيلي، نريد من فرقة هاتاري أن تنظر إلى نصف الكأس الملآن، فالأمور كان من الممكن أن تأخذ منحى آخر:

أولاً: سَمحت لكم الخطوط الإسرائيلية من الأساس أن تصعدوا على متن طائراتها والتوجه إلى لندن عن طريق الجو. كانت بإستطاعتهم معاقبتكم على هذه الفعلة الشنيعة بأن يجبروكم على السفر عن طريق معبر الكرامة بين فلسطين والأردن، وهذا لو تعلمون عقاب شديد. لكنهم قرروا أن يتبعوا مبدأ "إعمل خير وكِب في البحر" وقطعوا لكم تذاكر "الروحة بلا رجعة." كان بإستطاعتهم أيضاً شحنكم مع الحقائب والحيوانات الأليفة، لكنهم سمحوا لكم بالجلوس في مقاعد كباقي البشر.

ثانياً: صحيح أنكم جلستم بالقرب من المرحاض والمطبخ، لكن الوجه المشرق لهذا الأمر، هو أنهم لم يجبروكم على السفر في المرحاض نفسه، كنوع من أنواع الحبس الإنفرادي- العقاب الذي تجيده هذه الدولة جيداً.

ثالثاً: قالت شركة "العال" أنها قدمت لكم وجبات الطعام والماء والعصير مثل أي مسافر آخر على متن الطائرة. كم هو رائع أن تقوم بتقديم الطعام لمن رفع علم عدوك في مسابقة عالمية؟ لولا ذلك، لكنتم ستضطرون إلى مشاركة إخوانكم المسلمين الصيام في هذه الأشهر المباركة.

نحن نعتقد أن الخطوط الإسرائيلية لم تفعل ذلك عبثاً، بل أرادت ان تلقن درساً لكل من تسوّل له نفسه في المرات المقبلة أن يُعبر عن دعمه لفلسطين.. فلا يزال هناك المزيد من المقاعد السيئة التي تتسع لكل مناصري القضية الفلسطينية.