cancel culture
سوشيال ميديا

كيف ينشر جيل ما بعد الألفية ثقافة الإلغاء؟

الدمى الإمبريالية، والسياسيين الذين يميلون إلى اليمين، يحتاجون إلى جرعة من "الإلغاء"
غوى أبي حيدر
Beirut, LB

أتعلمون ماذا يمكن أن يفعل جيل ما بعد الألفية أو ما يسمى Generation Z إن أجمع على كره أمر؟ يمكن أن يلغيه. فالمقاطعة أصبحت موضة قديمة، والفضيحة ليست كافية، واختيار موقف محدد هو أمر سطحي. الإلغاء هو الحل. أي نزعك من الوجود الافتراضي ومقاطعتك ثقافياً. سواء كان الأمر فكرة أو شخص أو رأي أو حدث، اليوم هناك ثقافة جديدة اسمها "ثقافة الإلغاء" أو Cancel Culture.

قد تشعرون أنّ الأمر عادي، فالمقاطعة هو أسلوب تعبير موجود منذ عقود، لكن نحن هنا نتكلم عن تحطيم فكرة معينة أو وضع شخص معين ضمن لائحة ثقافية سوداء. جيل Z، الذي يبدأ مع أولئك الذين بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الأول من الألفية الثانية، هو جيل وُلد خلال فترة نمو رقمي سريع، ولديهم آراء قوية فيما يتعلق بالسياسة والأحداث الجارية في العالم ككل. ولأن هذا الجيل بشكل عام "واثق جداً من رأيه" فهو يستخدم كل ما بقدرته لـ "كنسلة" شخص معين إذا عبر عن رأي "غير مقبول أو مؤذي." ولكن من يقرر من يجب أن يلغى ومن لا؟ قررت سؤال مجموعة من مستخدمي تويتر (جميعهم تحت سن 22) عن رأيهم بهذه الثقافة وما يعتبرونه "جديراً بالإلغاء."

إعلان

@Im_not_a_commie يشير إلى أن "إلغاء" الأشخاص ليس أمراً جديداَ على الإطلاق، فالإلغاء هو شكل من أشكال الإدانة الجماعية من خلال منصات حقيقية أو رقمية للأعمال التي قد يرتكبها الفرد ضد الأخلاق أو الرأي العام: "يستحق البعض "الإلغاء" حتى يدركوا اخفاقاتهم. بعض الناس يستحقون "الإلغاء" لأنه لا توجد وسيلة أخرى للفرد للتعبير عن استيائه. على سبيل المثال، من المؤكد أن الدمى الإمبريالية، والسياسيين الذين يميلون إلى اليمين، يحتاجون إلى جرعة من "الإلغاء." كما أنّ جميع المشاهير الذين يدعمون ويناصرون الزعماء السياسيين ضد خيارات شعوبهم يستحقون الإلغاء بالتأكيد."

إذا كان الشخص ذكورياً، عنصريًا، أو يدعو إلى الكراهية الجنسية، أو لديه آراء عنيفة قد تعرّض حياة شخصًا آخر للخطر، فيجب إلغاؤه

بالنسبة للمغردة "ريم نصرا" الأمور واضحة جداً، فهي تعتبر أنّ من يستحق الإلغاء يشمل جميع "الأشخاص الذين لا يحترمون غيرهم أو المتنمرين، ومناصري إسرائيل." أما رين فتقول: "إذا كنت تنشر خطاب كراهية ضد المثليين، سيتم إلغاءك على الفور. تكره الإسلام؟ سنلغيك. في بعض الحالات، ثقافة الإلغاء ُيمكن أن تكون سامة حينما تكون غايتها التنمر. ومع ذلك، يمكن للأمر أن يخلّصنا من الرواد السيئين الذين يمكن اعتبارهم خطراً على المستخدمين. هذه الثقافة لها إيجابياتها وسلبياتها."

@yayeehoe هو بين بين، فهو يشير إلى أنه ضد ثقافة الإلغاء، لكنه يقول أنّنا بحاجة إليها أحياناً: "إذا كان الشخص ذكورياً، عنصريًا، أو يدعو إلى الكراهية الجنسية، أو لديه آراء عنيفة قد تعرّض حياة شخصًا آخر للخطر، فيجب إلغاؤه."

على الجانب الآخر، هناك من يرى أن ثقافة الإلغاء تنهي أي نقاش قبل أن يبدأ وتجعل الجميع نسخ متشابهة ذات آراء "مقبولة" مجتمعياً: "أنا ضد هذه الثقافة لأنّها تخيف الأشخاص من التعبير عن آرائهم، فهي تعرض الجميع لأن يصبح ملغىً، وهكذا نصبح منغلقين أكثر -ويصبح هناك رأي واحد عام لا يمكن أن نقف ضدّه خوفاً من هذه الثقافة وليس عن قناعة،" يقول رودي: "برأيي، ثقافة الإلغاء تأتي حينما يكون الشخص ضعيف ولا يملك الوسيلة للمناقشة أو النقد، فيتحول إلى وضعية الهجوم، والبحث عن طرق لإهانة الشخص وتحطيمه وأخيراً إلغاءه."

قد يرى البعض أنّ وضع الهامش أو الحدود وتوجّيه الناس من خلال "الترهيب" هو الحل الأمثل لمحاربة ومقاطعة الأفكار والأشخاص الذين ارتكبوا نوعاً من الانتهاك الأخلاقي. هو بشكل ما، عقاب ثقافي مجتمعي. ولكن على الجانب الآخر من النقاش، إلغاء شخص لأنّ رأيه معاكس قد يقلّص إمكانية تغييره أو توعيته، أو توجيهه. فبدلاً من أن نفتح باب للنقاش، نبحث عن تغريدة سابقة أو رأي شخصي تجعل الشخص جديراً بالإلغاء، مما يجعل النقاش أعمى عن الحقيقة وقاسٍ. الأمر الآخر هو أن لا شيء ثابت، وما هو مقبول اليوم قد يتغير غداً، الأمر مرتبط بالتغييرات السياسية والإجتماعية والثقافية والاخلاقية للمجتمعات التي نعيش فيها. لهذا لا يبدو أن اتخاذ قرار جماعي بالتهميش أو الإلغاء، هو الحل لمشاكل هذا العالم وتعقيداته.