يشهد العالم العربي منذ فترة العديد من الإجراءات القمعية تجاه أفراد مجتمع الميم/عين. تقول “هيومن رايتس ووتش” في تقرير أصدرته في مارس مع “عراق كوير” “إن الجماعات المسلحة في العراق تختطف، وتغتصب، وتُعذّب، وتقتل المثليين/ات، ومزدوجي/ات التوجه الجنسي، ومتغيّري/ات النوع الاجتماعي (مجتمع الميم)، دون عقاب. كما تعتقلهم الشرطة وتمارس العنف ضدهم.”
وتعتبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منطقة قاسية للعابرين/ات جندريًا، بحسب تقرير آخر للمنظمة نُشر في أبريل، يشير إلى أن مصر، ولبنان، وتونس تفتقر إلى سبل واضحة توفر للعابرين/انت جندريًا الحصول على اعتراف قانوني بنوعهم/ن الاجتماعي، ما يجعلهم/ن عرضة لانتهاكات من قبل قوات الأمن كالاعتقالات التعسفية، إضافة إلى التمييز الممنهج ضدهم/ن في مجالات الرعاية الصحية، والسكن، والتوظيف.
Videos by VICE
أعلاه مجرد تقريران حديثان عن القمع الذي يتعرض له أفراد مجتمع الميم/عين في العالم العربي. وفي حين أن الدول والقوانين والشرطة تمارس القمع والاضطهاد ضد الأقليات ومنها مجتمع الميم عين، فإن ما يزيد الأمر صعوبة بالنسبة لهذه المجتمعات هو التعاملات اليومية التي تقلل من جودة حياتهم وتضطرهم للعيش في الخفاء.
في هذا المقال قررنا أن نقدّم لك نصائح أو إرشادات لجعل حياة أفراد مجتمع الميم/عين أكثر احتمالاً ومن دون الدخول بالقانون والدين. هذه الإرشادات من أفراد عرب ينتمون لمجتمع الميم/عين ومنّي شخصياً.
- بداية. كن لطيفاً! لا أكثر ولا أقل.
- افهم الامتيازات الخاصة بك (كشخص مغاير) قد يساعدك ذلك على التعاطف مع الفئات المهمشة أو المضطهدة.
- من دون أحكام مسبقة رجاءً. مثلاً لا تحكم أنّ المثلي لا يشاهد كرة القدم أو أنّ المثليات لا يحببن المكياج.
- لا تفترض جندر الشخص الذي أمامك، تأكد منه/منها لتجنب سوء الفهم.
- في العمل، إذا قام زميلك بإخبارك بهويته الجنسية، لا تتردد في سؤالهم (على انفراد) عما إذا كان الجميع يعرف ذلك. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلا تتحدث عن ذلك أمام الآخرين بأي شكل.
- لا تعلّق على ملابس أو تصرفات الشخص أمامك، بحسب مفهومك الخاص للرجولة والأنوثة، لا تقل له “شدّ حالك” أو “مثل البنات.” التعليق وحتى لو بدا لطيفاً، هو تنمر، فالشخص الذي يبدو مختلفاً، يواجه الكثير من الصراعات الداخلية ليظهر اختلافاته، وليس من الضروري أن تكون جزءً من قمعها.
- لا تخبرنا عن تحليلاتك النفسية، ولا تخبرنا ما رأيك بـ”المثلية” ولا تخبرنا عن مشاعرك تجاه العابرين/ات أو البايسكشوالز. يعني لا يهمنا إن كنت تشعر أنّ البايساكشوال في حالة ضياع أو أنّك لا تتفهم ما تمر به العابرة جنسياً.
- احترم الجندر الذي يختاره الشخص. لست أنت من يقرر هذا عنه/ها.
- لا داعي للتعامل مع العلاقات المثلية وكأنها تابو لا يجب الحديث عنها. يمكنك سؤالهم عن شريكهم أو شريكتهم بنفس الطريقة التي قد تطرحها على شخص مغاير. عادي.
- إن رأيت فرد من مجتمع الميم/عين يتعرض للعنف أو القمع، دافع عنه/ها.
- إن قلت شيئاً ضدّ المثليين/ات أو العابرين/ات بغير قصد، أو أخطأت بجندر شخص ما، اعتذر. الخطأ ممكن بالطبع، لكن ابقي ردة فعلك هادئة.
- من الواضح أن كوننا من مجتمع الميم-عين هو جزء كبير من حياتنا، لكنه ليس الشيء الوحيد. لا تضعهم في قالب واحد ولا تتحدث فقط عن حياتي الجنسية.
- إذا سمعت أحدهم يقول نكتة معادية للمثليين في العمل أو بين الأصدقاء لا تدعها تمر.
- الحملات التي تنتشر لدعم المثليين في شهر واحد في السنة أو في مناسبة معينة جيدة ولكن يجب أن تحاول كذلك المساهمة بطريقة هادفة في تعزيز قضية حقوق المثليين والمساواة بين الجنسين.
- المثليات لسن تجربة لك ولزوجتك. أي إذا علمت أنّ صديقة لك مثلية، لا تحاول أن تقنعها بـthreesome.
- كن واضحاً (أو كوني واضحة) إن كنت تريدين الدخول بعلاقة مع شخص مثلي/ة من باب التجربة.
- إن أعجبتك فتاة مثلية، لا تحاول إقناعها أنّك ستغيرها، وأكيد لا تسألها “جربتي مع شب؟”
- رهاب المثلية لا يقتصر على العنف ضدّ أفراد مجتمع الميم/عين، هو أيضاً التعليقات السلبية والكره المخفي والنكات عن الجندر أو الجنسانية حتى في حال عدم وجود أشخاص مثليين.
- اسأل أسئلة لائقة إن كنت لا تعلم بعض الأمور، هذا بدلاً من أن تعطي تعليقات مبنية على أحكام مسبقة -لكن أرجوك، من دون أسئلة جنسية أو غير لائقة مثل “كيف بتنامي مع صاحبتك؟”
- ثقف نفسك واقرأ عن المواضيع قبل أن تناقش أموراً مثل “العابرات في الرياضة” أو “الهورمونات والمثلية” وأرجوك، لتكن مصادرك عديدة، ولا تبنيها على جوردان بيترسن فقط.
- لا تفترض أنه لمجرد أن شخصًا ما مثلي الجنس يعرف كل شيء عن مجتمع الميم-عين، لكل شخص تجربته الفردية.
- احترم زميلك/تك المثلي/ة أو العابر/ة في العمل ولا تضعه/ها في مواقف محرجة بسبب تعليقات سخيفة من قبل “هادا اللي زي البنات” أو “هيدي اللي شكلها مثل الصبي.” استخدم الـ pronoun الذي يختاره الشخص، هذا ليس خيارك.
- إن كنت تعلم أنّ قريب لك يحاول أن يخضع ابنه/ابنته لعلاج التحويل، حاول أن تثقف هذا الشخص. في بعض البلدان، هذه العلاجات ممنوعة، في لبنان يمكنك أن تبلغ عن هذه الحالات، وهناك جمعيات تعمل لإنهاء هذا النوع من العنف.
- إن كانت عائلتك ضد المثليين/ات، حاول أن تدخل معهم في نقاش. أحياناً التغيير صعب، فنحن نعيش بين أفراد يؤمنون بقتل المثليين، ونسمع أمور مثل “لو ابني، بقتله” ولكن يمكنك الوقوف بوجه تعليقات كهذه مثلاً. ساهم في أن تغير السردية ولو من خلال مشاركة رأي، أو طرح سؤال منطقي قد تقلل من هذه الكراهية حتى لو بنسبة 1%.
- “لا حدود في الكوميديا” صحيح ولكن إن كانت النكتة سخيفة وغير جيّدة وفيها كراهية للأقليات، فكّر، قبل نشرها أو قولها.
- “لوطي” أو “مثلي” “خول” أو غيرها مش مسبة..بمعنى لا تستخدم هذه العبارات لتهين رجل فاسد مثلاً أو للتقليل من رجولية شخص مغاير.
- لا تقل متحول أو تراني أو شي-مايل. عابر/عابرة هو المصطلح الصحيح.
- إن كنت تدير بيزنس، اختر الموظفين/ات حسب الكفاءة، لا الخيارات الجنسية/الجندرية.
- ادعم الفن أو الأعمال الكويرية.
- لا تقلل من شأن مشكلة شخص من مجتمع الميم/عين. جميع المشاكل حقيقية وحتى لو لم تتمكن من أن تشعر بها أو إن لم تتمكن من أن تضع نفسك مكان الشخص الذي يعبّر عنها.
- إن كنت مثلي/ة، ادعم غيرك من الأفراد في مجتمع الميم/عين. المنافسة في هذه الدائرة الصغيرة جميلة لكن من دون كره.
- إن كنت تعمل في مجال حقوقي أو صحافي أو في جمعية معنية بحقوق مجتمع الميم عين، حاول أن تكون على علم بالمصطلحات، لا نريد مقالات تستخدم وصف “متحول” للعابر وكأننا من كوكب آخر.
- لا تتهم الشخص الذي يكره المثليين/ات بالمثلية. بهذه الطريقة أنت ترمي مشكلة كبيرة كرهاب المثلية على مجتمع الميم/عين نفسه. ولا تقل عن شخص يكرهك أو يتنمر عليك أنّه مثلي يريد أن يمارس الجنس معك. لا تمشي الأمور هكذا، هذه هوموفوبيا غير مباشرة.
- لا تخلط بين البيدوفيل والمثلي، المثليون لا يشتهون الأطفال، الميديا العربية صورت المثليون على أنّهم متحرشين ومغتصبين، وهذا أمر بعيد عن الحقيقة. العلاقات المثلية هي بين شخصين بالغين وبموافقتهما التامة.
- لا تخلط بين التحرش والمثلية. المثليون/ات لا يريدون التحرش بك. أيضاً من دون عبارات مثل “ما عندي مشكلة بالمثليات، لكن من دون أن يقتربن منّي.” نحن أيضاً لدينا Type، ولا ننجذب لجميع النساء. إن اقترب أحد منك من دون موافقتك، هذا تحرش وليس “مثلية.”
- إن كنت من مجتمع الميم/عين وتشعر أنّك تملك حرية أو امكانية أكثر من غيرك، فادعم أي شخص يتعرض للقمع. ساعد صديقك، وقم بنشر التوعية للجيل الأصغر سناً. أفراد من مجتمع الميم/عين يمرون بمعركة طويلة، كن إضافة إيجابية عليها.
- إن كنت تدعم المثليين/ات فهذا يجب ألّا يتغير إن كنت في جلسة مع مغايرين فقط.
- لا تذكرنا أنّ الدين يكرهنا، نعرف هذا جيداً. الجميع يذكرنا به.
- المثلية/العبور هي spectrum ولذلك يمكن أن يكون شخص يتحدث عن أمر خارج المصطلحات التي تعرفها. لذلك، دائماً استمع وكن لطيفاً.
- لا تعرّف شخص على أنّه مثلي/ة أو من خلال خياراته الجنسية/الجندرية. كما أنّ المثلية ليست تعريف. مثلاً لا يمكنك قول “هذه صديقتي غوى المثلية” مثلما لا يمكنك القول “هذا صديقي وائل القصير.”
- لا تشفق على شخص مثلي/ة. هذا ليس مرض أو عار. عبارات مثل “حرام يا ضيعانه” ليست مجاملة.
- إن سمح لك شخص من مجتمع الميم عين أن تقول كلمات (أو نكات) غير لائقة مرة أو مرتين، لا يمكنك أن تكرر ذلك معه أو مع غيره. لا تبالغ.
- كونك حليفًا للمثليين يعني أنك بحاجة إلى تحدي أي تحيز أو قوالب نمطية أو افتراضات أو أحكام لديك. عليك أن تكون منفتحًا على تغيير تحيازاتك.
- رهاب المثلية موجود حتى داخل مجتمع الميم عين.
- إن يمكنك أن تدعم فرد من مجتمع الميم عين من خلال Gofundme فافعل ذلك.
- لا تشارك في أي ندوات أو لقاءات تتعلق بمجتمع الميم عين، في حال عدم وجود شخص يمثل هذا المجتمع. المعرفة بالثقافة الجنسية والهويات الجندرية ليست محصورة بالمثليين بالطبع، ولكن التمثيل ضروري.
- المثلية لا تعني دمار المجتمع وخرابه. هي مجرد خيارات جندرية وجنسية لفئة من المجتمع لا تؤثر على خياراتك وطريقة حياتك بأي شكل. الحرية الجنسية واختيار الهوية الجندرية هي حق للجميع.
- لا تفكر أنّ المواضيع متعلقة بمجتمع الميم/عين لاقت الكثير من التفاعل والنشر، ولا تفكر أنّها غير مهمة في ظل ما يحدث من حروب ومشاكل وانهيارات. فهذه الفئة ما زالت تعاني من القمع، ويمكنك أن تساندها من خلال نشر الوعي ولو بشكل بسيط.
- لا تنسى أن هناك جهات ودول تستخدم الغسيل الوردي للظهور بأنها تدافع عن المثليين، ولصرف الانتباه عن أو إضفاء الشرعية على العنف ضد البلدان أو المجتمعات الأخرى (إسرائيل كمثال).
- انشر الوعي دائماً. هذا أكثر ما نحتاج إليه اليوم.