FYI.

This story is over 5 years old.

دليل الجامعات للطلاب

شباب عرب يشاركوننا أسوأ قراراتهم الجامعية

أندم أنني لم أعد لأبصق في وجه الجميع في تلك الجامعة

الصورة من فليكر

لا تتجاوز الدراسة الجامعية الأربع أو خمس سنوات في معظم الحالات، ولكنها مع ذلك السنوات الأبرز والأهم في حياة كثيرين والتي يمتد تأثيرها إلى حياتهم بأكملها. سواء من الناحية الاجتماعية وما تفرضه من تفاعل مع شرائح كبيرة ومختلفة من الطلاب والكادر التدريسي، أو من الناحية الأكاديمية النظرية وعلاقتها بالحياة العملية، بل وحتى من الناحية المادية. لكن صغر السن وقلة الخبرة في مختلف مجالات الحياة، تقتضي حتماً ألا يملك الطالب الجامعي القدرة على اتخاذ القرارات الأنسب والأكثر سدادًا طوال الوقت. انطلاقاً من هذه الفكرة، طلبنا من شبان وشابات في بداية حياتهم العملية أن يأخذوا نظرةً إلى سنواتهم الماضية بما رافقها من خيارات وقرارات ومواقف ليرووها لنا ويشاركونا ما يندمون عليه اليوم.

إعلان

جعفر، 25، صيدلاني

VICE عربية: ما هو أكثر ما تندم عليه من سنوات الجامعة؟
جعفر: يظن كثيرون أنني أمزح أو أمهد لدعابة ما حين أخبرهم أن الجيران هم من قرروا مستقبلي. ولكن بكل جدية، هذه هي الحقيقة. ربما لكوني الابن البكر في عائلتي فلم يخوضوا هذه التجربة سابقاً، ولأن مجموعي العام بعد النجاح في الثانوية كان عالياً، بما يتيح أمامي غالبية خيارات التعليم الجامعي، بدا للجيران والعائلة وأصدقاء العائلة وكأنني فتحت لهم "مينيو مطعم" ما ليختاروا منها ما وجبة الغداء. الجميع أبدى رأيه في المجال الذي يجب عليّ دراسته، وكلٌّ بدوره أكد لوالديّ أنه ينصحه عن تجربة وأنه يريد مصلحتي. بالأخذ برأي الأغلبية أعاد والداي توجيهي للكلية الطبية.

ما الذي كنت تود دراسته؟
في الواقع، هذا الكم من الضغط الاجتماعي والعائلي جعلني أشعر بالحرج من التعبير عن رأيي في الوقت المناسب، أو إطلاع والدي على رغبتي بدراسة هندسة المعلوماتية والتخصص بها. أعتقد أن جزءًا من اللوم أيضاً يقع على الحماسة الجارفة لبداية المرحلة الجامعية والتي تشغلك عن أن تُدرك في سن صغير ما هي رغبتك وشغفك الحقيقيان فيحكم عليك أن تمضي جزءًا كبيرًا من حياتك كبالغ وأنت تغالب سؤال: ماذا لو؟"

فليكر

ريما، 29، طبيبة أسنان

ما هو أهم حدث في حياتك الجامعية؟
في السنة الثانية لي في كلية طب الأسنان علمت من أصدقائي ومن طلاب أكبر سنًا أن النجاح في أحد المواد الأساسية كان يتطلب زيارة الطالب للعيادة الخاصة للدكتور المدرس للمادة وتقديم هدية "محرزة" مقابل علامة النجاح. شرحت الموضوع لوالدي اللذان غضبا ورفضا الموضوع تماماً واستمرا بالقول بأنه لا بد من وجود طريقة للنجاح في المادة دون غش ورشوة. ولكن ذلك لم يحصل، ورسبت في المادة لفصلين متتاليين قبل أن أقرر تجاوز تعليمات والديّ والتوجه مع صديقتي إلى الدكتور حاملين هدية ثمينة. للأسف لم يكن هذا الثمن الوحيد الذي دفعناه وتعرضنا كلانا للتحرش في ذلك اليوم. بعد مرور أيام من الشعور المطلق بالعار، قررت أنني لن أصمت وأنني سأفتضح أمر الدكتور المدرس وأتسبب بعقابه. توجهت إلى عميد الكلية وأخبرته بما جرى لأتفاجأ في اليوم التالي مباشرةً بقرار فصلي أنا وصديقتي بشكل نهائي من الجامعة. على ما يبدو التحرش والارتشاء والفساد جميعها غير كافية لإدانة رجل في مجتمعنا، أما المرأة فلا بد أن تتعاقب على "وضع نفسها" في موقع الضحية والإساءة إلى سمعة الذكر المهيمن.

هل خسرتي فرصة الدراسة الجامعية بالكامل بعد هذا الحادث؟
أجل، كان قرار الفصل يشمل كل الجامعات الحكومية في البلاد. لذا تدبرت عائلتي سفري لاحقاً وإنهاء دراستي في أوروبا، ولكني ما زلت أشعر بالتأثير العميق لما جرى على شخصيتي والشعور المتواصل بالذنب وكأن الحادثة حصلت اليوم صباحاً. أندم أنني لم أعد لأبصق في وجه الجميع في تلك الجامعة.

إعلان

كذبة- فليكر

سليم، 32، وكيل تسويق

لماذا تركت الجامعة؟
كنت الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب. كان الاختصاص الذي أدرسه بعيداً كل البعد عني، لم أستطع توظيف الحد الأدنى من اهتمامي في التركيز والانتقال للسنة التالية، ولو لغرض التخرج لمجرد التخرج والعودة لأهلي بشهادة جامعية كما رغبوا، لذا قررت الانسحاب. المشكلة أنني لم أجد الشجاعة لمواجهة أهلي بقرار ترك الجامعة، كنت أرتجف لمجرد التفكير بطرح الموضوع عليهم لذا تابعت بتمثيلية أنني طالب جامعي. لم أدري ماذا سأفعل حين يحين موعد التخرج الفعلي وكنت أصاب بنوبات قلق هستيرية وتشنجات في المعدة والأعصاب كلما فكرت بالموضوع.

هل هذا القلق كانت مرتبطاً بتركك الجامعة أم بعدم إخبار أهلك؟
كنت قد بدأت بالعمل في مجال جديد وأمنت دخلًا ماديًا غير سيء، لهذا لم أشعر بالندم على تركي الجامعة. ولكنني استمريت بالكذب على أهلي لسنتين إضافيتين، ومع اقتراب موعد التخرج المفترض توجب عليّ مواجهة عائلتي أخيراً. سأكتفي بالقول إن القيامة قامت لأني لا أحب العودة إلى تفاصيل تلك المرحلة، ولكن رؤية الألم الذي ألحقته هذه الكذبة بأقرب الناس لي جعلتني أندم وألوم نفسي طويلاً على عدم استجماع شجاعتي منذ اللحظات الأولى ومواجهة الجميع بقراري.

فليكر

حسن، 22، طالب هندسة معلوماتية

ما قصتك مع التريكس؟
من المضحك فعلاً أن أمراً سخيفاً كلعبة ورق كان له أكبر أثر على حياتي الجامعية. كنت في السنة الأولى وكنت قد انتقلت تواً لأقيم في السكن الجامعي. تعرفت هناك على مجموعة شبان في الغرف المجاورة وتبين لاحقاً أن معظمنا مولع بألعاب الورق وبالتحديد التريكس. بدأنا نجتمع بشكل شبه منتظم في نهاية اليوم لنلعب جولة أو اثنتين. مع مرور الوقت أصبح اليوم بأكمله يتمحور حول التريكس. نجتمع في المساء ونستمر في اللعب حتى شروق الشمس.

ولكن كيف أثر ذلك على دراستك إن كنتم لا تجتمعون سوى مساءً؟
من الصعب جداً الاستيقاظ باكراً والالتحاق بدوام الجامعة حين تسهر طوال الليل. بصراحة، لا أدري كيف مر ذلك العام فعلاً، ما أذكره اليوم ضبابي جداً ويكاد يبدو كجلسة واحدة طويلة ومستمرة حول طاولة اللعب. البديهي أنني تعرضت للرسوب في ذلك العام، ولكنه كان أشبه بصفعة قاسية أيقظتني على سهولة مرور الوقت وضياعه وصعوبة استعادته. كان عليَّ تقديم الكثير من الأعذار الوهمية لعائلتي لأنني كنت أشد إحراجًا من الاعتراف أن التريكس كانت سبب رسوبي.

فليكر

رولا، 28، مقدمة برامج رياضية

ما كان أسوء قرار لك أيام الجامعة؟
طبعاً هناك الكثير من القرارات السيئة، وهذا الجميل في الجامعة، تشعر أن قرارتك السيئة ليست بتلك السوء، وتكتشف أنك على خطأ بعد التخرج. أسوء قرار كان قرار الدراسة في كلية العلوم مع أنني لم أكن أبداً من محبي العلوم، ولكن كنت أعتقد أنه من الممكن أن أذهب الى كلية الهندسة اذا نجحت بإمتياز في أول سنة علوم. طبعاً لم انجح في كل المواد، في الواقع لم أنجح بأي مادة، وتم فصلي من الكلية واضطررت أن أتقدم لكلية الرياضة. وهو ما تبين أنه أفضل ما حصل علي، الله ستر ما نجحت في العلوم.

لم يكن قرارًا سيئًا جدًا إذن؟
كان سيئاً للغاية. كان هناك الكثير من الكره لنفسي والكثير من الشعور بالذنب بالنسبة لأهلي وأنني خذلتهم، وكنت أخجل من الاعتراف لاصدقائي بأنه تم فصلي من الكلية، وتركني صديقي (المهندس)، كانت أيام صعبة جداً. وفي الحقيقة، لم تكن حتى الهندسة حلمي، ولكن كان هناك ضغط من الأهل والمجتمع بأن أصبح مهندسة. أنا اليوم مدربة في جيم ومدرسة رياضة ومقدمة برامج والحياة جميلة. نصيحة صغيرة: ما لا الدراسة ولا الصحاب كتير بتفرق في الجامعة، لاحقين على دراما الحياة، عيشوا حياتكم وحبوا حالكم.