عندما كانت علياء يوسف في الصف العاشر، قامت في أحد مشاريعها الفنية الأولى بتصوير امرأة مسلمة تنظر إلى نفسها في المرآة بسعادة، وفي صورة أخرى باللون الأبيض والأسود، تظهر فيها امرأة مسلمة صامتة وفمها مغلق. الصورة الأولى كانت بعنوان "الطريقة التي أرى بها نفسي"، والثانية كانت بعنوان "الطريقة التي يراني بها الآخرون". "حتى عندما كنت في سن المراهقة، شعرت وكأنني بحاجة إلى استخدام فني لمشاركة واقع مختلف،" تقول المصورة الكندية التي أخذتها بعض السنين للعمل على "مشروع الأخوات" الذي يعد طريقها لمحاولة تغيير الطريقة التي يُنظر بها إلى النساء المسلمات.
سافرت علياء إلى 12 مدينة في كندا وقامت بتصوير 85 امرأة مسلمة في مجتمعاتهن، في بيوتهن، أو في أماكن عملهن، بغرض أن تظهر للعالم كيف ينظرن لأنفسهن. التقينا مع يوسف خلال معرضها الأول في مركز رايرسون إيميج في تورنتو، كندا وحدثتنا عن تفاصيل هذا المشروع.
VICE: كيف كان افتتاح معرضك الأول؟
علياء يوسف: كان حفلاً رائعاً، كان هناك 400 زائر وتلقيت الكثير من الردود الإيجابية من أشخاص لم أكن أعرفهم، ولا أعلم كيف عرفوا عن المشروع بطريقة ما، شعرت بدعم كبير والكثير من الحب.
متى بدأتِ التفكير في فكرة هذا المشروع؟
لقد بدأت قبل عام ونصف العام في السنة الرابعة من دراستي الجامعية خلال محاضرات بعنوان المرأة في الإسلام، وكوني امرأة مسلمة محاطة بالكثير من النساء المسلمات كنا نتحدث كثيراً عن تمثيل المرأة في وقتنا الحاضر. وذات يوم قالت إحدى الطالبات: "تعبت من وصفي بنفس الطريقة التي توصف بها كل النساء المسلمات الأخريات." وأعتقد أن هذا أمر كنت أفكر فيه.
وكيف تحولت الفكرة الى واقع؟
قررت لتركيز على صورة النساء المسلمات كأطروحة لمشروع خاص بي في الجامعة، وبطريقة ما علم البرلمان الكندي بهذا المشروع وأصبح هناك حديث عن هذا الموضوع، لذا، عندما تخرجت، ثبت لي بالفعل أن الناس كانوا متحمسين للمشروع وواصلت العمل عليه. ولكني أدركت أنني كنت أصور الكثير من النساء المسلمات في فانكوفر وتورنتو، ولكن خطتي كانت تقول إنه مشروع حول المرأة المسلمة الكندية ولهذا شعرت أن الوقت قد حان للحصول على وجهات نظر أخرى وتجارب أخرى من نساء مسلمات موجودات خارج "المدن الكبرى" في كندا.
ما هي الصورة النمطية الخاطئة التي ترغبين في التصدي لها؟
أشعر أنه بعد أحداث 11 سبتمبر، هناك صورتان للمرأة المسلمة على وجه التحديد في وسائل الإعلام. الأولى كانت، في الواقع، هي محي صورة المرأة المسلمة، فلم تكن ترى أي قصص إيجابية عن المرأة المسلمة، ولذلك تبقت فقط الصورة الأخرى التي رأيتها في الواقع، والتي تركز حياة المرأة والتعامل مع الصدمات النفسية والمآسي والحروب. القصص الحقيقية الوحيدة التي تراها حول النساء المسلمات كانت تعبر عن كونها ضحية، صامتة، غير قادرة على السيطرة، أو الحديث عن ملابسها وحجابها. أنها ليست موجودة في مجلة Teen Vogue أو في التلفزيون، وليست في الأفلام. أعتقد أن كل هذا قد لعب دوراً في كيفية شعوري نحو نشأتي، وكيفية شعوري في كوني مسلمة؛ لأنها أثرت بالتأكيد عليّ بطريقة سيئة، لأنني اعتقدت أن الناس سينظرون إلي أيضاً بصورة نمطية سلبية.
كيف وصلتِ إلى النساء في كل مدينة ذهبتِ إليها؟
هذا سؤال رائع، من خلال الفيسبوك في الغالب، لقد استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لمساعدتي في العثور على هؤلاء النساء، كندا صغيرة للغاية بما يسمح للناس بالتواصل مع بعضهم البعض. ومن ثم، بطبيعة الحال، عندما وصلت إلى المدن نفسها، كان هناك الكثيرين الذي قدموا المساعدة واقترحوا علي أشخاصاً لتصويرهم. على الرغم من أن المشروع كان متعباً، إلا أنني وجدت بالفعل أن جمهوري هم أكبر داعمين لي وساعدوني بكل طريقة ممكنة.
لديك هذا المنظور الفريد بعد أن قابلت اولئك النساء. هل هناك أي شيء تعلمتيه من مجتمع النساء المسلمات في كندا ككل؟
لقد تعلمت الكثير من الأشياء التي ما زلت أعمل عليها، لكن بالتحدث عن أوجه الشبه بينهم جميعهم، أعتقد أن كلهم يشبهونني بنفس الطريقة. أعتقد أن الأشخاص الذين انضموا إلى المشروع آمنوا برسالته، وهذا يعني أنهم جميعًا يشعرون بحجم الصورة النمطية في مدنهم بطريقة أو بأخرى. كما أن هناك الكثير من المدافعين عن المجتمع المسلم، سواء في المدن الكبيرة أو الصغيرة، وأعتقد أن النساء المسلمات معنيات بهذا الأمر بشكل كبير، إنه شعور حقيقي أن الجميع يتطوع أو يعمل مع بعض المنظمات في محاولة لتحسين مجتمعهم أو محاولة تحسين تجارب النساء المسلمات في كندا، لذلك كان هذا هو الأمر الذي أذهلني حقًا.
يمكنكم مشاهدة أعمال علياء يوسف على انستغرام.
ظهر هذا المقال بالأصل على موقع VICE كندا.