FYI.

This story is over 5 years old.

حياة

رسالة حب إلى استراحات التدخين

الجزء المفضل في أسوأ عادة

الصورة من ريكاردو فيسور من خلال أنسبلاش

المدخنون يمكن اعتبارهم أشخاص يموتون ببطء، والآن، في بعض الأحيان، نمنعهم من حصولهم على الخصوصية في أماكن تجمعات المدخنين، أو أي مكان مخصص لذلك من أي نوع، فيضطرون إلى التدخين تحت أشعة الشمس، أو تحت أضواء الشوارع، فيصنعون رسالتهم الرمادية في الأماكن العامة ليراها الجميع.

وهذا بالطبع أمر لا يثبط الهمة، بقدر ما يشجع، فهذا الأمر إذا كان يعبر عن أي شئ، فهو قدرته على ترسيخ سحر هذه العادة، التي لا يمكن الاستغناء عنها.

إعلان

من ناحية أخرى، وفي أفضل الليال التي تخرج فيها، في العادة يكون كل بار في أي مطعم هو عبارة عن مكان تجمع مؤقت للمدخنين، وهنا يجب تكون حرارة الجسم كافية لعمل ضباب على النوافذ، وتشعر بعرق يديك على الكوب الزجاجي الذي تمسكه.

وبغض النظر عما إذا كان الأمر برغبتك أو ضد رغبتك فالأمر واحد، فأنت بحاجة للحصول على بعض الهواء النقي، وهنا تُقابل بدهشة واستغراب واستنكار، هذا إن وافق أحد على طلبك في الاساس!

إن استراحات التدخين، في حد ذاتها، أماكن للتفرقة بين من يدخن ومن لا يدخن، ولكن دعونا نواجه الأمر، انه شئ غير ضروري، وحقيقة أنه لا يمنح إلا مزيد من التمييز بين من يدخن ومن لا يدخن، حيث يتم تسليط الضوء على المدخن وكانه يفعل عادة فريدة من نوعها.

وكل الفائدة التي تأتي من تلك الاستراحات هي أنها تجعل من يستخدمها يشعر بأنه مختلف عن أقرانه، قد تبدو من الوهلة الأولى مرهقا من التواجد في هذه الاستراحات، لتجد لك عذر آخر للخروج منها مثل أنك سوف تذهب لكي تأتي بولاعتك، ولكن أولئك الذين يدخنون يعلمون أن هذا المكان مخصص لنبذهم عن الباقيين، وهو ما يجرحهم بقدر ما يداويهم.

في هذه الفقرة سوف أقول لك ما يُحتمه عليّ المجتمع والأخلاق في مجال التحرك لمنع التدخين: "إن التدخين هو أمر سيء للغاية بالنسبة لكم جميعا ولا يجب أن تفعلوه".

بدأت علاقتي بالتدخين، مثلي مثل معظم الخريجين الجدد، بعد أن وقعت في بعض الضيق، فكنت أنا وعدد قليل من الأصدقاء قد استئجرنا منزلا في مدينة ميشيغان الغربية حيث كنا نجتمع في الليل، وبعد لعبة بلاي ستيشن، كنا نخرج إلى الشرفة الأمامية في درجات حرارة منخفضة جدا قد تصل إلى تحت الصفر، ونتحدث عن الفرص الضائعة ونندم على ما فات، ما زلت غير متأكد من أنني قمت بالتدخين بشراهة في أي وقت مضى.

إعلان

بعد ذلك بوقت قصير، انتقلت إلى مدينة سانتا مونيكا للعمل في مجال التسويق، حيث ساعدتني السيجارة على قضاء الساعات التي كنت انتقل فيها كل صباح وكل ليلة.

وفي العمل، بدأت أتولى دور القائد في فريق التحرير، واستمريت في تدخين السجائر في موقف للسيارات مع المحررين، الذين كانوا من النوع القادر على احتوائي، الآن حصلت على الوظيفة، وظلت هذه هي العادة.

ثم جئت إلى شيكاغو، حيث الهروب من الواقع المجنون مع القلق والشك الذاتي، حيث كنت أقوم بإجراء المحادثات مع الغرباء خلال الليل، في البارات، وإذا كان هناك شيء واحد اكتشفته من تلك المحادثات فهو أن المدخنين يبحثون عن بعضهم البعض، وهم دائما يستعدون للأفضل ويتوقعون الأسوأ، وأنا معجب بذلك.

في كل من هذه المحادثات، بغض النظر عن المدينة، كان هناك اثنين أو أكثر من الناس يعانون من العمل المفرط، أو يوجد من يعيش قلقا وغير سعيد، كل واحد منا كان ينظر إلى نفسه كأنه بطل ولكنه فاشل.

ووجدت مرة أخرى أن الدفء نفسه لا يكون إلا من خلال لقاء الأصدقاء على الشرفات في فصل الشتاء، وعندما يكون الجو باردا جدا، حيث لا أحد يمكن أن يكون متأكدا إذا كانت أنفاسنا مجمدة أو كنا حتى نشعر بزفيرنا.

وهج الدخان يكشفنا أمام الجميع، ونحن حقا لا نكترث لذلك.