مقابلة مع المخرج السعودي مشعل الجاسر

مشعل الجاسر- الصورة مقدمة منه

FYI.

This story is over 5 years old.

فيلم

مقابلة مع المخرج السعودي مشعل الجاسر

إن لم تجرح أحداً ولم تمتلك أعداء فأنت لم تغيّر شيئاً

إن كنت متابعاَ للمحتوى اليوتيوبي العربي فلا بد أنك قد صادفت "طز بالكفار" "تحت الإسمنت" أو "ممكن أطلع" و "اللولو" وعناوين أخرى هي لأفلام قصيرة من قناة "فليم" على يوتيوب. فيديوهات بحبكة درامية وإخراج فني وأداء متقن ومتعة بصرية لا يُملّ منها ويصعب مقارنتها بغيرها من المحتوى الجديد، حازت في مجملها على 70 مليون مشاهدة ولكن صاحب هذه الفيديوهات لا يأبه لتلك الأرقام بقدر اهتمامه لجودتها وتأثيرها. مشعل الجاسر (22 عاماً) أو "جوني ديب العرب" كما يطلق عليه متابعيه، مخرج سعودي دخل عالم صناعة الأفلام في سن 17 مع شبكة تلفاز 11 لديه العديد من الأفلام القصيرة وآخرها فيلمه "سومياتي بتدخل النار؟" الذي عرض في مهرجان كان السينمائي 2018. لمشعل نظرة مختلفة وأسلوب مميز وبصمة فنية خاصة أغرت علي الكلثمي، مؤسس تلفاز 11 وسارع بضمّ مشعل للفريق ليحقق شعبية عالية في السعودية وخارجها، بكاركتير وكاريزما مختلفة عن السائد وخارجة عن المألوف. يظهر مشعل على مواقع التواصل مثيراً عدة تساؤلات واستغرابات بين متابعيه اتفق الجميع من خلالها بأنه "العبقري المجنون." مشعل الذي لا يتقن التعبير عن آراءه بالكلمات فيحولها لأفلام، بادلني أطراف الحديث في حوار كاد أن يفوق الساعتين "وأكثر" لو لم أنتبه لعقارب الساعة.

إعلان

VICE عربية: بداية، حدثني عن حياتك وكيف دخلت عالم الأفلام؟
مشعل الجاسر: حياتي مختلفة جداً، أنجبني والدي في 60 من عمره، توفيت والدتي وأنا عمري 8 سنوات، فلم أخضع للكثير من الأوامر ونشأت على القوة والاستقلالية وتكوين الرأي الشخصي وعدم الاهتمام لآراء الآخرين. فقداني لأمي جعل مني إنسان مستقل معتمد على نفسه من كل النواحي. كنت أتابع الكثير من الافلام بطفولتي وكان حلمي من الطفولة أن أصنع فيلم أنيميشن مثل أفلام "كارتون نيت وورك." كنت أحب الرسم أيضاً، كان لدي الشغف الدائم لبناء عالمي الفني بقوانيني الخاصة. في العاشرة من عمري، قمت بتصميم عدد من الفيديوهات ومثلت بها، ولكن لم يسبق لي أن نشرتها. كنت محروماً من الإنترنت، فعائلتي كانت "مطوّعة" ولم يدخل الإنترنت بيتي إلا في مراهقتي. بدأت بتعلم المونتاج قبل دخولي لتلفاز 11 ببضعة أشهر فقط، ومن ثم نشرت أول فيديو على اليوتيوب وتواصلوا معي شبكة تلفاز 11 للانضمام إليهم.

نشأت بدون الخوف من السلطة؟
لا اعتدت على السلطة، وأحترم أبي وأحبّه ولم أكن "مشاغباً." تفوّقت بدراستي وكنت دوماً من الأوائل، لكن استطعت الهرب من السلطة خلال فترة المراهقة، فعشت حياة مستقلة وجنيت المال واعتمدت على نفسي.

هل عائلتك متابعة لأعمالك وهل تهتم لرأيهم بها؟
أفرح حين يستمتعون بها، لكن والدي كبير بالسن لا يستخدم الإنترنت بشكل عام. حين تأسست تلفاز كان طاقمها ذو خبرات سابقة بالمجال، ما الذي جعل علي الكلثمي يختارك كشاب لم يسبق له العمل أبدا بالمجال؟
أعتقد أنه أُعجب بأسلوبي في الطرح واختياري للزوايا الإخراجية. تلفاز 11 هم كأخوتي ساعدوني كثيراً في بداياتي وبالأخص المخرج علي الكلثمي، كانت شركة تلفاز بيتي الثاني قضيت بها وقتا كبيراً وتعلمت الكثير منهم في بداياتي. في الحقيقة لو لم أكن بتلفاز، أعتقد أني كنت سأقدم للمجال الفني 50% مما قدمته فقط، ولكن بعد لقاء الكلثمي أصبحت مستعداً لتقديم حياتي للفن.

إعلان

لا يهمني رأي الآخرين، أحترم رأيهم، ولكن لا أضعه فوق رأيي ويهمني أن يعرفوا ذلك

الصورة مقدمة من مشعل

ما الذي يعجب متابعيك بما تقدمه من أعمال؟
أسلوب سرد القصة لدي مختلف ويتحدى الأمور البديهية، ويستهدف جميع الشرائح في المجتمع، كما أنني أبتعد عن الأسلوب الركيك المعتاد والذي يعتمد على "تلقيم الفكرة بالملعقة" وبعيد عن المواضيع العامة المكررة. وثانياً أعبر عن رأيي بكل جرأة وجودة. فالتعبير عن رأي واحد فقط، والذي قد يختصره شخص آخر بعشر ثوان على سناب شات، يستهلك 3 أشهر من حياتي كتابةً ومونتاج وتصوير. مع الأسف اعتدنا في السعودية على أنه إذا كانت الرسالة جميلة ويتفق معها المجتمع فلا داع لعرضها بإطار جميل. لكنني أصر وبشدّة على تقديم محتوى أرفع به معايير المجتمع من ناحية الجودة السينمائية، فأقدم رأييّ بجودة عالية سواء اتفّق أو اختلف المشاهد معي. أنت دائم التكرار "ما يهمني رأي الناس" لماذا هذا الإصرار؟
صحيح، أحب إبراز رأيي الشخصي وأعتبره هو الأساس. معظم آرائي إنسانية ولهذا أصب تركيزي على الإنسان وما هو حقه. بالفعل لا يهمني رأي الآخرين، أحترم رأيهم، ولكن لا أضعه فوق رأيي ويهمني أن يعرفوا ذلك. الكثير من الناس لا تستوعب أن هناك من يقدر العيش بدون أخذ رأي المجتمع وتقديس الرأي العام فيهمني أن يدركوا أنني فعلا لا أهتم.

لماذا؟ هل هناك فقر إعلامي بتسليط الضوء على القضايا الإنسانية أم أنها تهمك بشكل شخصي؟
لأنها مشكلة يعاني منه العالم العربي بشكل عام، فلا يهتم بحقوق الإنسان بقدر اهتمامه بالثقافة وأصولنا "والعيب،" وبالتالي تصبح الحقوق ثانوية. من خلال عملي، أريد أن أوضح أن حقوق الإنسان فوق كل شيء وبعدها تأتي التصنيفات الأخرى دينية أو اجتماعية أيا كانت. رسالتي ليست للشباب فقط رسالتي تشمل كل الأعمار. أما عن الاختلاف الذي أقدمه، فعلى سبيل المثال فيلم "سومياتي بتدخل النار؟" (عن قصة عاملة منزلية) فقد اقتبسته من حادثة شخصية حين سأل ابن أختي ذات السؤال لها، فجعلني أتساءل ما الذي دفع طفل في الخامسة من عمره للتفكير بهذا؟ نصيحة الفيلم مغزاها "لا تستعبد الخدم" ولكنها بشكل مختلف. عند توجيه نصيحة لشخص بشكل مباشر سيحاول فقط الدفاع عن نفسه دون أن يكسر كبريائه. أما في السينما فلا أحد يواجهك سوى الفيلم، فتتغير نظرة الشخص بصورة طبيعية دون الشعور أن هناك منافس فاز عليه بالنقاش.

إعلان

لماذا اخترت دراسة كتابة السيناريو بدلاً من الإخراج؟
الحقيقة تشرّفت بمقابلة أعظم المنتجين في هوليود ممن أنتجوا أفلام عظيمة، وعرضت عليهم أعمالي وطلبت آرائهم فأخبروني أنني أمتلك الموهبة الإخراجية وأمتلك ستايل إخراجيّ خاص وأستطيع جعله مثالياً، ولكن ينقصني تطوير كتابتي. أنا أمتلك بالفعل آرائي الشخصية ومواضيعي فإذا أتقنت كتابة السيناريو سأتمكن من إنتاج فيلم سينمائي متكامل مستقبلاً. برأيي أهم ما ينقص الفن السعودي هو الكتابة، لدينا العديد من المواضيع الجميلة، لكن ينقصنا تعلم طريقة سرد القصة. ولكن بنفس الوقت، الصناعة بدأت لتوها ونحتاج قرابة 20 عاماً، لنستطيع أن نطلق على أنفسنا صنّاع سينما، السينما الأميركية أو الهندية لم تنشأ بسنة أو اثنتين بل تطلب الأمر سنوات عديدة.

نحن نحب تصنيفات أكبر، أصغر، أول. لكنها لا تعنيني

الصورة مقدمة من مشعل

هل تحب تصنيفك كأصغر مخرج شاب سعودي؟
نحن نحب تصنيفات أكبر، أصغر، أول. لكنها لا تعنيني، وأفضّل وأطمح لأن أُعرّف مستقبلا في يوم من الأيام من أفضل المخرجين العرب في الشرق الأوسط. لو استخدمت صغر سني لأبرّر ما أقدمه، فهذا يعني أنني أجهّز نفسي لتقديم عمل رديء لتفادي رأي الجمهور. لا أريد من الناس الإعجاب بأفلامي لصغر سني بل أريد أن تعجبهم وإن كان عمري 60 سنة، بالنهاية، أعمالي لا تتحدث عني كمشعل بل المهم هو قصة الفيلم ذاته. لندخل في الحديث عن أعمالك وأولها "فليم" والذي حققت جميع حلقاته نجاحاً كبيراً على يوتيوب، لكن دائما ما تمتلئ التعليقات بالعديد من الانتقادات.
لأن محتواي ليس محتوى "تصفيق." كما تعلمين هناك العديد من الناس التي تحب نشر المحتوى الذي لا يجرح أحداً، إن لم تجرح أحداً ولم تمتلك أعداء فأنت لم تغيّر شيئاً، وكونك محبوب من الجميع فأنت لا تمتلك رأي أصلاً. أنا بطبيعتي مثلاً، أكره بعض الفئات كالعنصريين ومن الطبيعي أن يبادلوني الكره وأنا سعيد بذلك.

إعلان

"طز بالكفار " أحد أعمالك الموسيقية على اليوتيوب، أحدثت ضجة كبرى ومشاهدات عالية هل كل من يرددها يفهم مقصدك منها؟
أتعمد دائما أن يكون للعمل جمهورين، فهناك من أعجبته لأنه فهم أنها "ساخرة" وهناك من أعجبته لأنه عنصري ويكره الأجانب ولا يعلم أني أسخر منه شخصياً. وشخصيتي ب"طز بالكفار" سأحولها لمسلسل مستقبلاً.

هل عادة ما تُفهم أعمالك على النحو الخاطئ؟
عندما قمت بإظهار شخص سعودي أو سعودية في مشهد سيء مثل دور الأم في فيلم سومياتي، اعتقد البعض أنني ضد السعودية وقصدي التشويه ولكن على العكس حاولت إظهار الصفات السيئة لتصحيحها. على الناس أن تعرف أن أساس صناعة الفيلم هي التعبير عن المشاكل وليس CV لعرض إيجابيات المجتمع، أحب شعبي وأغار عليه وكل ما أقدمه من منطلق حبي لهم لكن المجتمع يظن الحب هو أن تظهر المديح فقط.

هل تحاول تعدي الخطوط الحمراء؟
(يضحك) لا أعلم أين الخطوط الحمراء أصلاً، هي ليست واضحة لي. قانونياً السعودية مجتمع مبني على الإسلام وهذا إيمان، وليس هناك قوانين واضحة كباقي الدول لأعرف ما هي هذه الخطوط.

حسناً، ماذا عن التابو المحرّم الدين، الجنس، السياسة؟
أتعداها بطريقة إيجابية ومحترمة وليست بطريقة شرسة وسلبية وأٌعرضها بقالب يتناسب مع المشاهد. أنا بالآخر سعودي وأتفهّم عقلية المشاهد، وأركز على جعل المشاهد يحترم رأيي بعد مشاهدة العمل وإن كان يختلف معي. أتحدّث بالجنس والدين، ولكن السياسة من الصعب التطرق لها. ولكنني أناقش مواضيع إنسانية تتطلب أحياناً التطرق للسياسة. شاركت ببرنامج قمرة بموسمه الأول بفيلم قصير "يمكن" وفزت بالمركز الثاني بعد أن كنت رافضاً لفكرة المشاركة على حد علمي.
صحيح لم أود المشاركة بالبداية لأنني لم أكن متوقع أن ستايل عملي قد يتناسب مع رؤيتهم فجمهور أحمد الشقيري مختلف جداً، وعكس جمهوري. اعتقدت أني لن أفوز إلا بتقديم شيء بقالب توعوي ناصح ورسالة هادفة واضحة واكتشفت أني مخطئ، "لعبتها صح" وتحدثت عن التوحّد موضوع إنساني لا يختلف اثنين عليه وابتعدت عن طرح آرائي الشخصية والمواضيع الاجتماعية وقدمته بأسلوبي الخاص المختلف عما يريدونه وأدركت أنه لن يعجبهم، ولكن على الأقل أردت أن يروا أن هناك أنماط مختلفة عن السائد. خمنّت فوزي برأي الجمهور فقط ولم أتوقع أن يعجب لجنة التحكيم.

إعلان

حدثني أكثر عن مشاركتك بموسمه الثاني بفيلم "تحت الإسمنت" الذي حصد المركز الأول.
فكرة الفيلم كانت ببالي من فترة، لم أصنع الفيلم لأجل الفوز بل أردت تسليط الضوء على قضية تعنيني، أصنع أفلامي من منطلق احساسي وما أشعر به. وصدقاً، أحزن جداً وأتألم عند رؤية الأطفال السوريين يعيشون الحرب وكان أول فيلم لي نشرته في بداياتي عن القضية السورية أيضاً. على الجميع أن يهتم بهذه القضية، لا يجب لأي طفل أن يمر بتلك الظروف والمحزن أنه أصبح أمراً طبيعياً وعاديا لدى البشر. استغرق الفيلم شهر للكتابة، وصورته في 3 أيام بالولايات المتحدة. مَثّل دور الأب الممثل السوري جهاد عبدو واخترته لشخصيته النقيّة وليس لاسمه وشهرته. كان من الصعب إيجاد أطفال يريدون التمثيل، جميع الأطفال الذين تعاملت معهم سابقاً كانوا مغصوبين من أهاليهم، حتى قابلت الطفلة "الكيوت ماسة" وكانت شغوفة ومتحمسة جدا للدور. كنت واثقاً تماما بفوزي. تعبت لأجله كثيراً وحرصت على رفع جودة العمل لمستوى عال جداً مقارنة بكافة المنافسين.

[ ](https://www.youtube.com/watch?v=1kMOabw_w3Y)تغيرت السعودية مؤخراً وتم افتتاح السينما بعد طول انتظار، ما رأيك بهذه التغييرات.
لا بد أنه تغيير ثوري، من الناحية القانونية والإنسانية ومن الناحية الفنية بشتى المجالات وليس السينما فقط. جميع الصناعات التي كانت مغلقة لسنين طويلة فُتحت، وهذا سيرسخ لجيل كامل ملايين من السعوديين وظائف لها علاقة بالفن. كفنان وسينمائي سعودي شعرت بالغيرة حين وقع الاختيار على فيلم أجنبي. شعرت بالحزن ولكن أعذر المنفذ، أعتقد أنه لم يجد فيلم سعودي طويل وعالي الجودة مؤهّل للافتتاح. واختيار فيلم "تجاري" من مارفيل كان غير مناسب، لم أجده أعظم افتتاح، ولكن بالنهاية هذا رأيي كفنان ولست منتج وخبير تسويق لأخبرك ما هي الطريقة الصحيحة.

إعلان

ما التحديات التي تواجهها، هل تجد صعوبة في اختيار الممثلات للأدوار النسائية؟
ريم الحبيب ممثلة رائعة جداً ومثلت معي في فيلم "ممكن أطلع؟" ولكن بشكل عام أجد صعوبة كبرى بإيجاد ممثلات سعوديات، بالذات كبيرات السن وخاصة في البيئة النجدية التي لا تزال تنظر للتمثيل بأنه "عيب" لكن الشابات الصغيرات أصبحن يفهمن الفن وأنه "مو عيب" بالعكس هو شيء مشرّف. من أهدافي التركيز على زاوية الأقلية وإعطاء البطولة للنساء كما في فيلم سومياتي. سأنشر قريباً عمل موسيقي على اليوتيوب وسيكون العنصر النسائي به كبير وستكون فكرته مختلفة جداً. أما بخصوص المخرجات، فلم ألحظ حتى الآن مخرجة تبهرني، ولكني أؤمن أن أول شخص سعودي سيحصد الأوسكار مستقبلاً ستكون امرأة.

لماذا تعتقد ذلك؟
إذا لم أفز أنا بالأوسكار ستفوز إمرأة بالجائزة بلا شك، لأنه سياسيّا سيكون أجمل شيء لهذه الجائزة أن يقال وأخيراً بعد صراعها ونضالها على مرّ السنين فازت امرأة سعودية بالاوسكار، سيكون شيء لطيف. هذا رهان بيني وبينك "على 5 ريال" وأرجو أن توثقيها بحديثنا." (يقول مازحاً). الدولة اليوم تدعم المرأة بفتح شتى المجالات لها وتعزز دخولها للمجال الفني بشكل أكبر. ولكن تبقّى مشكلة سلطة الرجل "هل والدها أو زوجها سيسمح لها بدخول المجال أو حتى بالقيادة."

قمت بتصوير فيلم "ممكن أطلع" في 2014 لماذا لم يعرض إلا مؤخراً؟
حصلت لي بعض المشاكل، قناة فليم تعتمد عليّ بشكل رئيسي، فأنا أٌقوم بتأدية وظيفة 8 أشخاص من كتابة وتصوير وإخراج ومونتاج وغيرها.

لماذا ترهق نفسك بتأدية جميع هذه الأدوار؟
لو جلبتِ لي من يجيد عملي لن ألمس شيئاً. بالحقيقة كلما كبرت بالعمر، أصبحت أكثر اهتماماً بالتفاصيل الدقيقة وأغار على أعمالي ولا أثق بأي كان لأسلمه إياها. مع ضخامة الأعمال التي أحضر لها اعتقد أن عليّ أن أبدأ بالثقة بالآخرين لأنه لن استطيع انجاز الفيلم وحدي. بدأت مؤخراً بترك مهام تصميم الديكور والموسيقى التصويرية وتوظيف أشخاص لها. أكثر ما يرهقني فعلاً هو أني أقوم وحدي بالمونتاج لكل أعمالي وهذه مضيعة للوقت بالنسبة لي، ويستغرق مني أشهر أعمل من 6-12 ساعة يومياً ويبقى إيجاد شخص مناسب للمونتاج صعب.

هل فُليم سيستمر؟
لم أعد أصب تركيزي عليه ولكنّي تركته كبوابة قد أنشر به أفلامي التي أشارك بها بالمهرجانات.