AH__8160
الى من تركونا في منتصف الطريق جبنا شاورما بعد ما مشيت.

FYI.

This story is over 5 years old.

صور

جدران ميناء غزة تحكي قصص الحرب والحب

تحول ميناء عزة من مكان للعمل وشحن البضائع الى منتجع ترفيهي نذهب اليه لنرفه عن أنفسنا في ظل الحصار الخانق

"إلى من تركونا في منتصف الطريق، جبنا شاورما بعد ما مشيت،" لا تحزن لعلك تريد نجمة والله يريد لك قمراً،" "انتي زي مزيكا حلوة في بيت مهجور،" هذه بعض العبارات التي خطها الغزيون على جدران الميناء الملونة في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 11 عاماً. بلا امكانية للسفر بسبب إغلاق المعابر، والقليل من فرص العمل، حيث تزيد نسبة البطالة في فئة الشباب الناتجة عن الحصار وسوء الوضع الاقتصادي عن 40% لا يجد الغزيين الكثير من الأماكن لقضاء وقتهم، وأصبح الميناء والذي يقع شمال قطاع غزة، على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، والذي لا زالت أثآر الدمار من الحرب الاخيرة على غزة في عام 2014 واضحة عليه، المتنفس الوحيد للكثيرين في غزة الذين يودون قضاء الوقت برفقة الأصدقاء والأهل وفي نفس الوقت قراءة وكتابة عبارات تعبر عنهم أو عن ما يودون قوله.

إعلان
1580376698314-AH__8424

بنظرة سريعة الى زوار الميناء في يوم شتوي عادي، سترى مجموعة من الصديقات أو الإصدقاء تدوي ضحكاتهم في المكان وحولهم الصيادين يمارسون مهنتهم، وستصادف طلاب الجامعات الذين يتجمعون معاً للاستمتاع بوجبة سريعة على البحر، وهناك الفنانين والمُصورين الذين يجدون في الميناء مكاناً لإطلاق العنان لمخليتهم، وهناك ايضاً البائعين المتجولين يحاولون إقناعك بشراء بالونة ملونة لطفلك أو لنفسك -جميعنا نرجع اطفالاً عندما يتعلق الأمر ببالون ذهبي على شكل قلب حُب.

الكثير من الشباب الذين تحدثنا إليهم في الميناء عبروا عن حبهم لهذا المكان، مها أبو شمالة (24 عاماً) ترافق صديقاتها الى الميناء بين الحين والآخر وتقول عن المكان: "الميناء هو المنفس الوحيد للناس في غزة وقد تحول من مكان للعمل وشحن البضائع الى منتجع ترفيهي نذهب اليه لنرفه عن أنفسنا في ظل هذا الحصار الخانق الذي لم يبق على أي مكان ترفيهي. كوني من سكان جنوب قطاع غزة، فعدد مرات ذهابي للميناء قليلة بسبب بعد المسافة، ولكن كلما ذهبت الى مدينة غزة يجب أن ازور الميناء ولو معي ساعة من الوقت فقط."

1580376768261-AH__8125

وعن العبارة التي خطتها على جدران الميناء، تشير مها:"بالعادة ما اذهب الى الميناء مع الأصدقاء أو الأهل، فالذهاب لوحدي يجعلني أشعر باليتم. أكثر ذكرياتي في هذا المكان هو خلال دراستي الجامعة برفقة زميلاتي، كنا نذهب للتنزه في الميناء ووثقنا لحظاتنا هنا، حيث رسمنا قلب ووضعنا حروف أسمائنا وكتبنا صديقات للأبد."

الشاب محمد أبو السبح (24 عاماً) يتجول دائماً بكاميرا جواله ليلتقط صور من الميناء ويقول عن ارتباطه بهذا المكان:" الميناء بالنسبة لي هو مكان رائع يسمح لنا بأن نرى البحر وجماله، وهو الملجأ الوحيد بغزة بالنسبة لي ولغيري من الشباب للشعور بالاسترخاء قليلاً والهروب من التفكير بكل الأوضاع الصعبة التي نعيشها من قطع للتيار الكهربائي وقلة العمل والدخل وزيادة نسبة البطالة بشكل كبير جداً." ويضيف قائلاً:" أحاول من خلال الصور التي التقطها بالهاتف النقال أن أنقل جمال الميناء، وخاصة في أوقات الشتاء عندما تتشكل السحب والغيوم الكثيفة وعندما يظهر قوس قزح وألوانه الرائعة ووقت الغروب، وأيضاً أقوم بالتقاط صوراً للصيادين وهم يصطادون السمك. أما عن توثيق اللحظات الجميلة على جدران الميناء فهو شيء جميل يظهر مدى سعادة الشخص في هذا المكان وتعلقه فيه عندما يكون مع أصدقائه وأناس أعزاء عليه."

إعلان
1515500147192-gaza9

عيناك أكبر مؤامرة تمكنت مني وخضعت لها.

1580376828638-AH__8197

اسلام جهاد (26 عاماً) طالبة الماجستير تعتبر ميناء غزة هو مكانها المفضل، حيث ترافق صديقاتها باستمرار إلى هناك مصطحبة معها طعامها لتتناوله هناك أمام البحر، وعن ذلك تقول:" نذهب الى الميناء في كافة أحوالنا النفسية سواء كنا سعداء أو بحالة ليست جيدة، نجده مكان للراحة النفسية، حيث نجتمع مع بعضنا ونتبادل الأحاديث ونتناقش بكافة المواضيع، ويمر الوقت بدون أن نشعر به. طبعاً، يجب أن نترك لنا توقيعاً على جدران المكان او على سفينة قديمة نكتب عليها جملة نُحبها أو أسمائنا لكي يبقى هذا المكان يحمل أجمل لحظاتنا."

العديد من الفنانين أيضاً يجدون ميناء غزة المكان المناسب للرسم ومن بين هؤلاء الفنانين مؤمن بردع (25 عاماً) الذي يحمل لوحته وألوانه ويختار له ركناً في الميناء ويجلس به لساعات من أجل انهاء لوحته ويقول:" من المعروف أن غزة تعاني من انقطاع للتيار الكهربائي لساعات طويلة وهذا يشعرني بالملل الشديد ويصبح المنزل مكان غير مناسب للرسم، لذا أحب المجيء الى هنا وقضاء وقتي في الرسم وهذا الأمر يجعلني أفرغ الطاقة السلبية التي بداخلي من خلال الرسم وتواجدي في الميناء، بالإضافة الى أن الناس يلتفون حولي لكي يشاهدوا رسمي، وبهذا أكون نقلت ابداعي للناس في المكان الذي يتواجدون به." أما عن الكتابة على جدران الميناء يقول:" نحن كفنانين نشارك بنشاطات كثيرة وفعاليات فنية داخل الميناء وهذا أمر جميل جداً، حيث يترك لكل شخص بصمة في المكان الذي يحبه، وتبقى ذكرى جميلة له كلما جاء الى هنا."

1515499876277-gaza7

العبارات على الجدران تمثل الحالة التي يعيشها المواطن الغزي أو رسالة يريد توصيلها لأحد. من أكثر العبارات التي كتبت مؤخراً هي القدس لنا والقدس عاصمة فلسطين وذلك رداً على قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لاسرائيل وتعبيرا عن رفضهم التام له.

1515500215979-gaza10

مهنة صيد الأسماك هي مصدر دخل لأكثر من 4،000 مواطن غزي يقضون ليلهم ونهارهم في الميناء.

1515501325214-gaza5

يتعرض صيادي غزة الى الكثير من الصعوبات من قبل الإحتلال وذلك بإطلاق النار على قواربهم وتقليل مساحة الصيد الى ستة أميال مما يقلل من كمية الصيد اليومي للصيادين.

1515501295609-gaza8

لم يكتمل بناء ميناء غزة لاستقبال البضائع واستخدامه كممر تجاري مع الدول الاخرى وذلك بسبب الحصار المفروض وقلة الامكانيات ومضايقات الإحتلال التي تحد من مواصلة العمل على تطوير الميناء، وبالتالي أصبح مكاناً للقاء الأهل والأصدقاء والمكان المفضل للباعة المتجولين.