حياة

المشورجية خلود نصار ترينا غزة كما لم نرها من قبل

أميل لالتقاط التفاصيل التي لا يلتفت اليها الناس بالعادة
غزة

تصوير خلود نصار

مدينة غزة مثلها مثل كل الأشياء، لها وجهان مختلفان، وجه يعاني ويقاتل ووجه آخر مسالم. وجه لا يعرف سوى الموت، ووجه آخر تدب فيه كل معالم الحياة. لكن ما يغيب عن بال الكثيرين سواء الغزيون أم غيرهم أنهم يظلمون غزة كثيراً، لا يرون فيها غير العتمة متجاهلين شعلة النور التي سبقتها. لا يعكسون صورتها بإنصاف، دائماً يسعون لتلبيسها دور الضحية وكسب الاستعطاف. لكن خلود نصار، 28 عاماً، لم تنجر وراء ما هو معتاد إنما فكرت في خلق غزة جديدة، حاولت أن تجعلنا جميعاً نرى وجهها المضيء.

إعلان
1547725340518-

خلود نصار - الصورة مقدمة منها.

تخرجت خلود من قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية وعملت في مجال الكتابة الصحافية بينما تعمل حالياً في مجال صناعة المحتوى الإبداعي على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تدير حسابها الشخصي على إنستغرام والذي يتابعه أكثر من 100 ألف. بدأت خلود بإظهار الوجه الجميل لمدينتها خلال فترة دراستها الجامعية من خلال التقارير الصحافية التي كانت تنشرها في عدد من الصحف، وكانت من أوائل رواد موقع الانستغرام بعدما بدأت مواقع التواصل الاجتماعي بالظهور مما ساعدها في نقل أفكارها من خلاله بشكل مميز ومختلف عما هو رائج.

"أطلقت حسابي عبر إنستغرام في بداية 2013 ثم زاد نشاطي بعد الحرب الأخيرة على غزة عام 2014، شعرت حينها بأهمية الرسالة التي أقدمها، فلغزة وجه للموت وألف وجه للحياة،" تقول خلود في مقابلة معها عبر الايميل وتضيف: "أردت تعريف العالم عن أوجه حياة مدينتي، ركزت بالعمل على هاشتاج مشورجية غزاوية حيث كنت أصطحب المتابعين معي في مشاوير مختلفة ومميزة تظهر تاريخ وحضارة غزة."

من خلال مشروع "مشورجية غزاوية" بدأت خلود بتصوير غزة بشكل عفوي متنقلة مع أصدقائها أو عائلتها، وكان الأغلب بداخل غزة قبل خارجها قد انصدم مما شاهده كأنهم يتعرفون على مدينتهم من جديد. لكن بالمقابل لا يمكن لأي أحد أن يلقي اللوم على سكان مدينة غزة لعدم تنورهم بما في داخلها، فالحصار الخانق الذي فرض عليها منذ عام 2006 كفيل في أن يجعلهم لا يرون سوى النصف الفارغ من الكأس بعدما تعودوا على أن قائمة المحظورات لا بد إلا أن تكبر معهم سنة بسنة، لتشمل منع دخول الكثير من السلع الضرورية، ومنع الصيد، ومنع دخول المحروقات الذي أدى إلى انقطاع مستمر لساعات متواصلة للتيار الكهربائي، ومنع السفر بإغلاق المعابر بين القطاع وإسرائيل. ولم تقتصر على ذلك فحسب بل طالت إغلاق المنفذ الوحيد لهم إلى العالم الخارجي من جانب مصر. ثم عاصرت غزة حربين في كل من 2008 و2014 مما أثر على بنيتها التحتية وعلى الإطاحة بالقليل الذي تملكه كما أن العديد من الأسر ما زالوا لا يملكون مأوى منذ ذلك الحين حتى اللحظة. مما جعل الحياة فيها تكاد شبه مستحيلة متجهة نحو الانهيار ومشكلة صورة نمطية معينة تخطر على بال كل من يرن بمسمعه اسم "غزة."

إعلان

"وسط كل هذا الظلام لم أستطع سوى إشعال شمعة والبحث عن شعاع الأمل والحياة وهذا حقي الكامل،" تقول خلود، الذي تم تصنيف حسابها ضمن قائمة المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى فلسطين في عام 2016. "أميل لالتقاط صور الأماكن التاريخية والأثرية، صور العمال والكادحين أصحاب المهن البسيطة والباعة المتجولين، والتفاصيل التي لا يلتفت اليها الناس بالعادة مثل الأبواب القديمة والشوارع والزحام،" تضيف خلود. التصوير يجري في العائلة كما يبدو، فالمصور العالمي وسام نصار الذي حاز على جوائز عدة وهو أحد المرشحين لجائزة بوليتزر في التصفيات النهائية، هو أخ خلود ومصورها المفضل الذي يرجع إليه الفضل لما وصلت إليه فكان ملهمها الأول في التصوير. وأيضاً أخوها عماد يعمل في ذات المجال حيث حصل على لقب مصور عام 2015 في جائزة الشارقة للصورة العربية.

مزيد من صور خلود بالأسفل

1547725675806-25009357_317100178789245_5902849966103068672_n

"هذا هو ذهب غزة الأحمر،" تقول خلود. وتصدر غزة الفراولة للعالم، وتعد ثاني أفضل فراولة بعد هولندا. والسبب في تأخرها للمرتبة الثانية هو الوقت الذي تستغرقه في الوصول للسوق الأوروبي خلال التصدير وذلك بسبب تضييق الاحتلال الاسرائيلي واعاقته للتصدير.

1548054065588-
1548054084210-
1548053889166-IMG-20190117-WA0016
1548053912782-IMG-20190117-WA0018
1548053952029-IMG-20190117-WA0006
1548053977132-IMG-20190117-WA0013
1548054121280-IMG-20190117-WA0011
1548054219227-IMG-20190117-WA0008
1548054239803-
1548053769407-16123438_1091768134285680_512275176189067264_n-1