‘I Can’t Take It Anymore’: Refugees Struggle To Cope in Extreme Heat
حياة

"لا يمكننا تحمل الوضع أكثر من ذلك"- موجة الحر تفاقم معاناة اللاجئين في اليونان

واحدة من أسوأ موجات الحر في التاريخ الحديث حولت حياة سكان مخيم مافروفوني للاجئين جحيماً

ليسفوس، اليونان - كان مرتضى محمدي يتصبب عرقًا من الحرارة الشديدة بينما كان يسير على طول الطريق وهو يحمل في يديه مروحة بداخل علبتها المغلقة. محمدي، لاجئ أفغاني، كان في طريقه إلى مخيم مافروفوني للاجئين في ليسفوس باليونان، لإيصال المروحة إلى أسرة كان أطفالها غير قادرين على النوم بسبب الطقس في واحدة من أسوأ موجات الحر في تاريخ البلاد.

كان محمدي قد أحضر المروحة من كنيسته في ميتيليني، عاصمة الجزيرة، على بعد حوالي 45 دقيقة سيرًا على الأقدام من المخيم. لديه هو وإدارة الكنيسة تنسيق خاص: هم يوفرون الأموال لشراء المراوح، وهو يسلمها إلى العائلات المحتاجة.

إعلان
179A8486 (1).jpgMorteza Mohammadi carries a fan to the Mavrovouni refugee camp.

مرتضى محمدي يحمل مروحة إلى مخيم مافروفوني للاجئين.

في حين أن المراوح تساعد قليلاً، كما يقول محمدي لـ VICE World News، إلا أنها ليست كافية، فهذه المراوح في الغالب "تنفخ الهواء الساخن حولهم فقط."

خلال الأسابيع القليلة الماضية، اجتاحت اليونان درجات حرارة مرتفعة وصلت إلى 47 درجة مئوية، مما أدى إلى اشتعال حرائق الغابات التي لا يبدو أنها ستنتهي قريباً. إلى الشمال مباشرة من أثينا، يواصل رجال الإطفاء مكافحة الحرائق التي أجبرت الآلاف على الإخلاء.

تعرض عشرات الآلاف من اللاجئين في البلاد لضربة شديدة بشكل خاص وهم يكافحون لإيجاد طرق للهروب من الحرارة الشديدة. في مخيم مافروفوني، وهو عبارة عن مجموعة من حاويات آيزوبوكس وخيام الإغاثة من الكوارث الواقعة على بعد أربعة كيلومترات خارج مدينة ميتيليني، لا يوجد ملجأ كبير لحوالي 4،000 لاجئ يعيشون هناك - العديد منهم يعيش هنا منذ عدة سنوات.

A woman stands outside the main entrance to the Mavrovouni refugee camp.

فتاة تقف خارج المدخل الرئيسي لمخيم مافروفوني للاجئين.

ويشير محمدي: "لا يوجد ظل، ولا حتى شجرة في المخيم، وخيمتي تقع تحت أشعة الشمس مباشرة."  لذلك يذهب محمدي إلى الكنيسة في أي فرصة يمكن أن يحصل عليها. إنه مسيحي متدين، بالتأكيد، لكن هذا ليس السبب الوحيد: الكنيسة بها مكيف هواء، مما يجعلها مفره الوحيد من الحرارة الملتهبة داخل المخيم.

Sadiq and a friend head to a gym in Mitilini.

صادق وصديقه في طريقهم إلى الصالة الرياضية في ميتليني.

من الخارج، يبدو ملجأ مافروفوني وكأنه سجن أكثر من كونه مخيمًا. يحيط معظم المخيم جدار خرساني يبلغ ارتفاعه حوالي 3 أمتار وسياج من الأسلاك الشائكة، ويقوم رجال الشرطة، وبعضهم يرتدون ملابس مكافحة الشغب، بحراسة المداخل. جاءت الإجراءات الأمنية المشددة، جزئيًا على الأقل، ردًا على ما حدث سابقًا في مخيم موريا، الذي شهد أعمال عنف بالسكاكين واعتداء جنسي، وتم إحراقه في سبتمبر من عام 2020. ويقول السكان إنهم يشعرون بالأمان في مخيم مافروفوني (المعروف أحيانًا باسم "موريا 2")، ولكن أيضًا يقولون أن الأمن يعمل كسلاح ذي حدين.

إعلان
A refugee speaks on the phone in the shade of the 3-meter concrete wall that surrounds the camp.

رجل يتحدث عبر الهاتف ويقف في ظل جدار خرساني يبلغ طوله 3 أمتار يحيط بالمخيم.

تلقت VICE World News روايات مختلفة عن عدد المرات التي يُسمح فيها لسكان المخيم بمغادرة المخيم، ولكن بشكل عام يبدو أنه يُسمح فقط ليوم واحد أو يومين في الأسبوع، ولمدة ثلاث ساعات فقط في كل مرة. يُمنح البعض، مثل محمدي، الذين يتطوعون في الكنيسة، إعفاءات من هذه القاعدة لأنشطة محددة، مثل العمل التطوعي أو حضور الفصول الدراسية. لم ترد وزارة الهجرة واللجوء اليونانية على رسالة بريد إلكتروني من VICE World News تطلب توضيحات بشأن قيود الحركة والتعليق بشأن الأجواء الحارة في المخيم.

يقول محمدي إنه يقضي معظم وقته في مافروفوني. لم يتم بعد تركيب وحدات الاستحمام بالماء الجاري في الركن الخاص به من المخيم، لذلك يستخدم أربعة إلى خمسة سطول من الماء البارد للاستحمام كل يوم. إنها وسيلته الوحيدة للاسترخاء والتبريد. إلى جانب مسافة صغيرة من الظل بين جدارين خرسانيين، فإن الخيام وحاويات الأيزوبوكس هي المكان الوحيد الذي يمكن أن يجد فيه سكان المخيم الظل، على الرغم من ارتفاع درجة حرارتهم بشكل لا يطاق خلال النهار. حيث وصفها أحد اللاجئين بأنها تتحول إلى "دفيئات" شديدة الحرارة. 

في حين أن الصور ومقاطع الفيديو ممنوعة في الغالب داخل المخيم، تظهر إحدى الصور التي نشرها موقع دعم اللاجئين في منطقة بحر إيجه على تويتر، أم تحاول تبريد طفلها الصغير في دلو من الماء. إنها بشرى، لاجئة السورية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أرسلت إلى VICE World News صورة ابنها البالغ من العمر سنة واحدة نائماً داخل خيمة العائلة، بينما كانت توجه مروحتين إليه مباشرة. وكتبت تحت الصورة: "الجو حار جدًا" مضيفة أن المروحة لم تساعد كثيرًا: "لدينا مروحة، لكنها لا تبرد الجو."

إعلان
WhatsApp Image 2021-08-05 at 13.54.49.jpeg

على الرغم من وجود عدد قليل حاليًا من إصابات فيروس كورونا في المخيم، إلا أن العديد من السكان يواصلون ارتداء الأقنعة في الخارج على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة. 

Bushra and her son walk along the motorway.

بشرى وابنها يسيران على امتداد الطريق، وقالت إن طفلها الذي يبلغ من العمر عاماً واحدًا يعاني من الحر الشديد.

بيث شانون، منسقة لمؤسسة Starfish، وهي منظمة غير حكومية تعمل في مافروفوني وتدير ملجأ للنساء والأطفال تخبر VICE World News إنها قلقة بشكل خاص على سكان المخيم المستضعفين المعرضين للخطر. وتضيف: "قبل أيام فقط استقبلنا امرأة حامل في شهرها التاسع وهي تعاني من شدة الحرارة. هناك بالتأكيد المزيد من الأشخاص المستضعفين المعرضين للخطر في المخيم الذين لا ينبغي أن يكونوا هناك."

ارتفاع درجات الحرارة ليس المشكلة الوحيدة لسكان المخيم. موقع المخيم على الساحل مباشرة يجعله عرضة للعوامل الجوية بشكل خاص. خلال فصل الشتاء، ضرب المخيم فيضانات ورياح شديدة، وتُرك اللاجئون في البرد دون تدفئة. تقول شانون: "عندما يكون الجو عاصفًا، تبدأ الرمال بالهبوط في كل مكان، تتساقط الرمال في عيون ووجوه الناس هناك، إنه أمر فظيع وسيء للغاية." 

The Mavrovouni refugee camp is perched on a cliff by the sea, sometimes creating harsh conditions for refugees inside.

يقع مخيم مافروفوني للاجئين على منحدر بجانب البحر، مما يخلق في بعض الأحيان ظروفاً قاسية للاجئين.

كل لاجئ تحدثت إليه VICE World News خارج المخيم كان لديه شيء واحد فقط يشغل باله وهو: ايجاد مكان للاسترخاء والتبريد. قال شاب يدعى صادق، والذي طلب حجب اسمه الأخير لتجنب الكشف عن هويته من قبل سلطات المخيم، لـ VICE World News إنه يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية من أجل مكيف الهواء والاستحمام، بينما يقضي الآخرون وقتًا في المكتبة. أولئك الذين يستطيعون السباحة يجدون أحيانًا شاطئًا قريبًا. 

An abandoned pasta factory on the road between Mitilini and the Mavrovouni camp has become a local ANTIFA graffiti site.

أصبح مصنع المعكرونة المهجور على الطريق بين ميتيليني ومخيم مافروفوني مكانًا لرسوم الغرافيتي المناهضة للفاشية.

يمشي آخرون إلى متجر ليدل  Lidl  الذي يقع على بعد كيلومتر واحد من الطريق. بينما يذهب العديد من اللاجئين للتسوق لشراء سلع لا تستطيع منظمات الإغاثة توفيرها، كما أن موقف السيارات يعد مكانًا شعبيًا للاسترخاء في الظل والاستمتاع بالآيس كريم أو زجاجة من المياه الباردة.

إعلان
A group of refugees from DR Congo rest in the shade of the Lidl parking lot after some grocery shopping. The supermarket’s roofed car park is a popular spot to find shade.  

مجموعة من اللاجئين من جمهورية الكونغو الديمقراطية يستريحون تحت ظل موقف سيارات متجر ليدل بعد القيام ببعض التسوق. ساحة السيارات هذه هي أفضل مكان للعثور على الظل.

بالقرب من هناك، بجوار حديقة من الأشجار المليئة بالزجاجات البلاستيكية - مكان شهير آخر للعثور على الظل - التقت VICE World News بـ أميرارسالان نوري وعلي رزاي، وهما لاجئان هربا من أفغانستان قبل بضع سنوات ويعيشان في المخيم منذ ذلك الحين. مع إلغاء العديد من الأنشطة أو تقليلها بسبب درجات الحرارة المرتفعة، كل ما يتبقى هو المعاناة من شدة الحرارة وسط حالة من الملل والضجر.

A group of young refugees take a pit-stop in the shade of the Lidl supermarket’s road sign before heading back to the camp.

مجموعة من اللاجئين الشباب يقفون تحت ظل لافتة متجر ليدل قبل العودة إلى المخيم.

يقول نوري: "أنا في طريقي للجنون.. لا يوجد شيء لأفعله، لا مكان نذهب إليه. أنا غير قادر على الاستمرار بهذا الشكل. أحيانًا أسير بشكل دائري حول المخيم للتأكد من أنني لن أفقد عقلي إلى الأبد."

Amirarsalam Noori looks down the motorway. The camp, where he’s lived for the last two years, lies about a kilometre away. 

أميرارسالان نوري ينظر إلى طريق المخيم، حيث كان يعيش طوال العامين الماضيين.

وأشار نوري ورازي إلى أن مياه الشرب هي مشكلة أخرى. وقال العديد من السكان أن مياه الشرب تقتصر على زجاجتين بسعة 1.5 لتر يوميًا - وهذا غير كافٍ في ظل درجات الحرارة المرتفعة هذه، على حد قول البعض. وأضافوا أيضا أنه مع عدم وجود ثلاجات، فإن زجاجات المياه تصبح ساخنة بشكل أسرع من أن تتاح الفرصة للناس لشربها.

مع عدم وجود أي انفراجة في الأفق، سيغتنم اللاجئون في مافروفوني أي فرصة للهروب من الحر الشديد. ولهذا يعتبر محمدي نفسه من المحظوظين. في كنيسته، يكون ماء الشرب بارد دائمًا.