سياسة

بعد تدمير عدة مراكز صحية من بينها المختبر الوحيد لفحص الكورونا، النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار

المصنع الرئيسي للمعدات الطبية المطبوعة ثلاثية الأبعاد تعرض للدمار خلال غارة جوية إسرائيلية
GettyImages-1232902435

قصف برج الجلاء في مدينة غزة الذي يضم العديد من مقرات وسائل الإعلام العالمية والعربية من بينهم أسوشيتد برس. Ali Jadallah/Anadolu Agency via Getty Images

توقفت خدمات فحص الإصابة بفيروس كورونا نتيجة تعرض المركز الذي يحوي المختبر الرئيس في قطاع غزة للدمار بعد استهداف مبنى سكني مجاور من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية. وقال وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش، في مؤتمر صحافي: إن "خدمات فحص كورونا توقفت بعد تعطل المركز نتيجة القصف الإسرائيلي" مشيراً إلى مقتل وإصابة عدد من الأطباء.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية عدة بنايات بقطاع غزة إحداها قرب عيادة الرمال ومقر وزارة الصحة بغزة، ما أدى لمقتل فلسطينيين وإصابة آخرين. وتضم عيادة الرمال المختبر الوحيد لفحص فيروس كورونا في غزة. وقد قتل في القصف، أيمن أبو العوف، وهو رئيس قسم أمراض الباطنة في مستشفى الشفاء وعضو في فريق مواجهة فيروس كورونا، والدكتور معين أحمد العالول، طبيب أعصاب يبلغ من العمر 66 عامًا من بين آخرين. وقد دمر القصف الإسرائيلي منذ ١٠ مايو ١٩ مؤسسة صحية، وحذر الخبراء من أن هذا الصراع الأخير تسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها للبنية التحتية الطبية المتهالكة في غزة.

إعلان

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن المستشفيات تضررت بشدة بسبب القصف، وأن الطرق المحيطة بمستشفى الشفاء في مدينة غزة قد دُمرت، مما صعب من قدرة سيارات الإسعاف على نقل الجرحى إلى المستشفى.

ويتم تسجيل 515 حالة إصابة بالفيروس يومياً في غزة. تم تطعيم 1.9 في المئة فقط من سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، وفقًا للبيانات الرسمية، مقارنة بـ 56 في المئة في إسرائيل. المنظومة الصحية في غزة منهكة أصلاً بفعل تفشي فيروس كورونا والحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة والحروب الدموية التي شهدتها. ويوجد في غزة 60 سريرًا فقط في وحدة العناية المركزة وذلك قبل الأزمة الصحية والحرب. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الأضرار التي تسبب بها القصف الإسرائيلي أدى إلى قطع إمدادات المياه في غزة بنسبة 40 في المئة، كما تسبب بقطع التيار الكهربائي على 700 ألف من سكان غزة.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ما يقرب من ٧٠ ألف شخص نزحوا من بيوتهم أو فروا منها بسبب القصف، مع عدم لجوء 47 ألف شخص إلى مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). الآلاف من العائلات في أماكن الإيواء يتقاسمون غرفاً مشتركة. وقال ماتياس شمالي، مدير العمليات في وكالة الأمم المتحدة، أن هذه المدارس "يمكن أن تتسبب بنشر الفيروس بشكل كبير." وقد توقفت إمدادات اللقاح المتجهة إلى القطاع بسبب إغلاق معابر غزة الحدودية من قبل إسرائيل. وفي فبراير، منعت إسرائيل إدخال ألفي جرعة من لقاح "سبوتنيك - في" مخصصة للطواقم الطبية العاملة في غرف العناية المكثفة والعاملين في أقسام الطوارئ، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

إعلان

وقد دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة مبنى كحيل المملوك للجامعة الإسلامية في ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء مما أدى إلى تدمير مكتبة وعدد من المكاتب بما في ذلك مكتب تشكيل ثلاثي الأبعاد، المصنع الرئيسي للمعدات الطبية المطبوعة ثلاثية الأبعاد.

Tashkeel3D هي الشركة الأصلية التابعة لمشروع Glia ومقرها كندا في غزة، وهي منظمة أسسها طبيب الطوارئ د.طارق لوباني والتي تعمل مع شركاء إقليميين لتطوير وإنتاج معدات طبية مطبوعة ثلاثية الأبعاد منخفضة التكلفة ومفتوحة المصدر بما في ذلك أجهزة ضغط تستخدم للحد من النزيف.

قال لوباني - الذي أصيب برصاص القوات الإسرائيلية أثناء علاج الجرحى الفلسطينيين في عام 2018 - لـ Motherboard إن تلك المعدات أنقذت حياة "عدد لا يحصى من الفلسطينيين" وخاصة مع استمرار الحصار الذي يجعل من الصعب استيراد المعدات الطبية من الخارج. وقال لوباني "إن تدمير المنشأة يأتي الآن في وقت حرج ويعيق القدرة على تصنيع الإمدادات الطبية محليًا تحسبا لاستمرار القتال."

وأضاف: "نحن نعلم أن عددًا كبيرًا من الأشخاص خلال عام 2014 ماتوا بسبب النزيف - نزفوا حتى الموت - ولم يكن من الممكن علاجهم لولا العاصبة tourniquet. إن خسارة نصف طاقتنا الإنتاجية بسبب ذلك أمر مدمر للغاية."

وحدة رعاية الإصابات والحروق التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود دمرت جزئياً في القصف كذلك. وقال إيلي سوك، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في الأراضي الفلسطينية المحتلة في بيان: "الهجمات المروعة على المدنيين والبنية التحتية المدنية التي نشهدها في غزة لا تغتفر ولا تطاق ... الوضع حرج."

وبحسب المجلس النرويجي للاجئين، فإن 11 طفلاً من بين ٦٠ قُتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية كانوا قد شاركوا في برنامج مصمم لمساعدتهم على التعامل مع الصدمات. وقال يان إيجلاند الأمين العام لملجلس: "لقد قتلوا مع عائلاتهم ودفنوا أحلامهم والكوابيس التي تطاردهم. ندعو إسرائيل إلى وقف هذا الجنون: يجب حماية الأطفال. يجب ألا تكون منازلهم أهدافًا. يجب ألا تكون المدارس أهدافًا. توقفوا عن استهداف الأطفال وأهاليهم، توقفوا عن قصفهم."

وقد تسبب القصف الإسرائيلي بمقتل ٢٤٣ شخصاً وإصابة أكثر من 1،900 شخص، قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فجر الجمعة. وقال عبد اللطيف الحاج، الطبيب ومدير التعاون الدولى بوزارة الصحة بغزة لصحيفة واشنطن بوست أن المستشفيات تعاني من عبء مزدوج بعد 12 يوماً من الحرب، "إننا نستقبل المزيد من حالات الإصابة بكوفيد 19 وبنفس الوقت الكثير من المصابين والجرجى من جراء القصف."