IMG_6798

عنوان الصورة: الحمدلله هالسنة كورونا. بالإشارة إلى عيد الأضحى العام الماضي.

ثقافة

الفنانة والمصورة الكويتية هاجر تعيد تشكيل الواقع في هذه الصور

لا زلت أعتبر نفسي هاوية، لا أمتلك كاميرا أو عدة تصوير محترفة

تكره هاجر، ٢٦ عامًا، فنانة من الكويت، تلقيبها بالـ مصورة، فهي ترى نفسها هاوية ومبتدئة. مخيلتها الجياشة تحملنا معها في رحلة عبر الواقع المعاش بكل تفاصيله ومشاكله المجتمعية. تحدثت مع هاجر عبر اتصال هاتفي عن بدايات اهتمامها بالتصوير الفوتوغرافي، وأهم مصادر الإلهام خلف أعمالها. وهذا ما قالته لي بكلماتها.

1FCC4067-7EDF-414D-9AFA-5D9648D791F6.JPG

المصورة الكويتية هاجر، جميع الصور مقدمة منها.

بداياتي مع التصوير.
أنا لا أعتبر نفسي مصورة أبدًا. أنا لا أقوم بالتصوير، كل ما في الأمر أن لدي أفكار متنوعة في مخيلتي ووجدت أخيرًا منفذًا يسمح لي بالتعبير عنها. أنا جيدة في خلق أفكار جديدة. هدفي هو إظهار ما أفكر به بطريقة تحقق المتعة البصرية للمتلقي بطريقة جميلة، لهذا السبب بالتحديد أنا لا أتوانى في تطوير الجانب التقني من هوايتي.

إعلان

أنا لا أعتبر أن كلمة مصور شيء استثنائي. جميعنا مصورون ونلتقط صورًا بكاميرات هواتفنا يوميًا. الاختلاف الوحيد هو درجة إيصال الفكرة، وهذه في نظري هي أهم نقطة تنبني عليها أسس أي عمل فني وليس التصوير الفوتوغرافي فقط. اختيار موقع التصوير والعارضين والأزياء وكل ما يعقب ذلك من تفاصيل أخرى، هو ما يحدد درجة إبداع الشخص وإتقانه لهذا المسلك كفن.

لا زلت أعتبر نفسي هاوية
أول احتكاك لي مع التعبير الفني والأدبي كان عن طريق الكتابة. كنت أكتب خواطر وقصص قصيرة، لكنني كنت دائمًا أشعر بنقص في داخلي وبأن أفكاري لا تنعكس بالطريقة التي أردت لها ذلك. بينما الآن مع التصوير الفوتوغرافي، أصبح الأمر أكثر سهولة ووقع أعمالي أكثر تأثيرًا. للأسف أصبح لعصر السرعة تأثير مباشر على عاداتنا وطريقة تصفحنا للمحتوى الرقمي، لم يعد لدينا الوقت الكافي للوقوف عند نصوص طويلة وقراءتها بتأنٍ. لقد أصبحنا نبحث عن المحتوى الذي يجذب انتباهنا من أول نظرة والذي يسهل فهم فحواه في ثوانٍ، وهذا تمامًا ما تسمح به الصورة. أنا لا زلت أعتبر نفسي هاوية. فأنا لا أمتلك كاميرا أو عدة تصوير محترفة، بل أستعمل هاتفي المحمول وكاميرات ذات إصدارات قديمة لالتقاط الصور.

IMG_5570.JPG

الواجب الآخر. لا أعرف ماذا أقصد بالواجب الآخر، ولكنني أعتقد بأن الشركات الرأسمالية الكبرى كلفتنا بدور المستهلك، وأصبحنا ندافع عن هذا الدور حتى على حساب رغباتنا. يمكن لأي أحد أن يرى العمل بزاوية مختلفة تمامًا، أظن أنه يحمل عدة أوجه.

البطيخة.
أرى أن أعمال أي فنان بصفة عامة تمثل البيئة التي يعيش بها بهمومها ومشاكلها وأوجه تميزها. فالعمل لن يحمل بين ثناياه أصالة عميقة إذا لم يكن يعكس هوية الشخص، وهوية الشخص هي هوية بلده. إذا لم أستعمل الزي الكويتي أو التفاصيل المرتبطة بالثقافة الكويتية، فإنني لن أنجح أبدًا في إيصال فكرة شاملة عن المشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها بلدي. 

إعلان

مثلًا عمل الشاب مع البطيخة يمثل قضية البدون في الكويت، وكان الجدل بخصوص إعطاء البدون الجنسية وتأثير هذا الأمر على الهوية الوطنية والتركيبة السكانية. استخدمت الغطرة القديمة -العقال العريض- التي كانت تُرتدى في العشرينات من القرن الماضي، في إطار ساخر في إشارة إلى هذه الهوية التي يحاولون "حمايتها" بأي ثمن. كانت الفكرة وراء هذا العمل هو إظهار فكرة أن أي شخص يمكنه الانتماء إلى الثقافة الكويتية فقط بارتدائه الزي التقليدي، إذا كنت تريد النظر للأمر بمنظور ضيق. لهذا السبب وضعت الغطرة على البطيخة أيضًا بمعنى أن "حجتكم بطيخ."

IMG_4298.jpg
.jpg

الكوفية.
أنا جد منفتحة على أي مشروع يعالج قضايا دول عربية أخرى. لقد اشتغلت بالفعل على مجموعة صور حول القضية الفلسطينية واخترت أن يرتدي العارض كوفية عملاقة صممتها بخياطة خمس كوفيات صغيرة معًا. الرسالة وراء هذا المشروع كانت التأكيد على مكانة فلسطين في خريطة الدول العالمية. وأتساءل هنا كيف سُمح للعالم بمسح دولة عظيمة كفلسطين بكيانها وتاريخها العريق؟

IMG_7401.JPG

أكياس البلاستيك.
أرى أن العائلة هي اللب الأساسي للمجتمع ومصدر تغييره. هذه الأكياس ترمز للجمود والتسليع وانتقاد موجه للمجتمعات الذكورية. فالمرأة بارتدائها للكيس أصبحت مثل الهدية المقدمة للرجل على طبق من ذهب، بينما هو يتمتع بامتياز مجتمعي أكثر منها حتى قبل زواجه. الأمر يتعدى كونه توقيعًا على ورقة، فالزواج كما نعرفه يخضع لقوالب محددة سلفًا وعلى كل من ينوي الإقبال على هذه الخطوة في حياته قبول الخضوع لهذه الشروط التي من الصعب التمرد عليها، المسؤوليات والواجبات يتم توزيعها مسبقًا على كلا الزوجين.

300y copy.JPG

بين المرأة والمرايا.
الرسالة وراء هذه السلسلة هي إظهار العلاقة بين المرأة بالمرايا، وكيف تبدأ هذه العادة بالتجذر شيئًا فشيئًا عند مراقبة الماكياج أو اللبس أو شكل الجسد. بمجرد دخولنا دوامة الاهتمام بانعكاس صورنا على المرآة، فنحن ندخل متاهة لا مخرج منها. فكرة انعكاسات مرايا في اتجاهات مختلفة يشير لتصورات وآراء الناس التي تعطي لنفسها حق الحكم على المرأة.

IMG_5518.jpg